الأسواق الناشئة / يعد لقاح كورونا هو المنقذ الوحيد للدول حتي يتمكن من تخطي الأزمة التي سببتها الجائحة خلال الموجه الاولي، ولكن مع بطء وتيرة برامج التطعيم بعدد من دول العالم وخاصة الدول النامية ضد فيروس كورونا في ظل تسجيل مستويات مرتفعة من الإصابات بالموجة الخامسة من الجائحة، عادت من جديد حالة القلق والخوف لمستثمري الأسواق الناشئة بشأن توقعات النمو في الدول النامية مع تأكيدهم على عدم وجود خطط لديهم لضخّ استثمارات جديدة خلال الربع الأخير من عام 2021 بالتزامن مع الانتشار السريع لمتحور دلتا.
من المتوقع انتعاشة في الأسواق الناشئة
في سياق متصل أكد إيهاب الدسوقي رئيس قسم الاقتصاد بأكاديميّة السادات، في تصريحات لـ« أوان مصر»، أنه في حال استمرار إنه وتيرة التطعيم بالشكل المطلوب وانخفض معدّل الإصابات بالفيروس خلال الربع الرابع من العام 2021، فإنّه يمكن أن نتوقّع انتعاشة في الأسواق الناشئة، خاصة مع تحرّك رؤوس الأموال التي توقّفت لفترة طويلة وتحتاج إلى إعادة نشاطها الاستثماري لتحقيق المكاسب، مشيرًا إلي أن ما تشهده الأسواق من ركود تضخّمي هو ظاهرة اقتصاديّة طبيعيّة، وذلك مع عودة إجراءات الإغلاق في بعض الدول وتوقّف بعض الأنشطة، وهو ما يسبب هذا النوع من التضخّم خاصة في الاقتصادات التي تستوعب صدمة هذه الإجراءات.
واشار إلي ان هناك حاله من القلق في حاله عدم مواكبة إجراءات مواجهة الجائحة والتطعيمات في الأسواق الناشئة للموجة الجديدة من الفيروس، لكنّه يرى أنّ تأثير هذه الموجة سيكون محدودًا على النمو والنشاط الاقتصادي في بلد مثل مصر، وهي من الاقتصادات الناشئة، رغم أنّ معدّلات التطعيم أقل من الدول المتقدّمة ويرجع السبب في ذلك أن مستويات الإصابة بها منخفضة.
اللقاحات تحمي الاقتصاد
وأكدت الدكتورة أمنية حلمي أستاذ الاقتصاد الدولي بكلية الاقتصاد والعلوم السياسيّة بجامعة القاهرة ، انه من الصعب ان تتمكن الأسواق الناشئة من تحقيق مستويات النمو الملموسة خلال ما تبقى من العام الجاري، مشيرة إلى أنّ ما يشهده الفيروس من تحوّرات سريعة ومخاوف من عودة الإغلاقات يهدّد أي نمو ملموس خلال الربع الأخير من 2021″، حيث أنّ مستويات التطعيم ليست العامل الوحيد الذي يؤثّر على الأسواق الناشئة.
وقالت أن الأداء الاقتصادي العالمي وما تشهده أفغانستان والدور الأمريكي في هذه الأزمة يؤثّر بشكل أو بآخر على أداء الاقتصادات الناشئة خلال الفترة المقبل.
كما أكد صندوق النقد الدولي أنه في ظل التطورات الأخيرة وتحور الفيروس خفض توقّعاته لنمو تلك الأسواق الناشئة بواقع 0.4 نقطة مئوية إلى 6.3 بالمئة، وأرجع ذلك إلى بطء وتيرة برامج التطعيم.
تأثير كورونا على الاقتصاد
كما توقع العديد من البنوك مدي تأثير الأسواق الناشئة، حيث توقع بنك «إم يو أف جى»، أن تؤثر عائدات السياحة البطيئة على العملة الوطنية في تايلاند . كما أدى فرض القيود المشددة في إندونيسيا على المراكز الاقتصادية في جافا وبالى إلى تراجع الروبية الإندونيسية إلى أدنى مستوياتها منذ أبريل.
وكشف بنك « أوف أمريكا»، خلال التقرير الأخير، أن عددا قليلا فقط من الدول النامية مثل تشيلي والصين وإسرائيل والإمارات ودول وسط وشرق أوروبا قد قامت بتلقيح ما يقرب من نصف سكانها، وهو المستوى الذى يُنظر إليه على أنه ضرورى للحد من انتشار متحور دلتا.