كتب- محمود معروف
الانتحار/ لا تزال حوادث الانتحار منتشرة ونحن في القرن الـ 21، عصر التكنولوجيا والفضاء والعلوم السيبرانية والحوسبة السحابية، إلا أن فكرة الانتحار (الشيطانية) تسيطر على عقول الكثير.
قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، ورئيس لجنة الشؤون الدينية بمجلس النواب، إن من يقوم بالانتحار سواء بحديدة أو سكين أو شرب سما وما شابه ليس بكافر، ويجوز أن نغسله ونكفنه ونصلي عليه أيضا، لأنه شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله.
وأشار مفتي الجمهورية السابق، إلى أن من يقوم بفعل ذلك ليس عنده حياء مع ربه، فالله تعالى يحب عباده وعالم بأحوالهم ودوافع من قام بتلك الفعل، والانتحار في الإسلام جريمة وليس كفرا.
وأفتى رئيس لجنة الشؤون الدينية بمجلس النواب، بأن من يفكر في الانتحار آثم ومذنب وصاحبة شرير، معلقا “الدنيا ليس ملك لك وأن ما يحدث ابتلاء من الله، وأن الله سوف يجازي عليه في الأخرة”.
أمين الفتوى السابق لـ أوان مصر: المنتحر كافر
وتواصل «أوان مصر» في هذا السياق مع الدكتور عبد الحميد الأطرش، أمين الفتوى السابق بدار الإفتاء المصرية، الذي صرح بأن المنتحر هو حكمه في الإسلام (كافر)، مستدلا بالحديث القدسي «يا اِبنَ آدمَ خَلَقتُكَ لِلعِبَادةَ فَلا تَلعَب , وَقسَمتُ لَكَ رِزقُكَ فَلا تَتعَب , فَإِن رَضِيتَ بِمَا قَسَمتُهُ لَكَ أَرَحتَ قَلبَكَ وَبَدنَكَ، وكُنتَ عِندِي مَحمُوداً وإِن لَم تَرضَ بِمَا قَسَمتُهُ لَكَ فَوَعِزَّتِي وَجَلالِي لأُسَلِّطَنَّ عَلَيكَ الدُنيَا تَركُضُ فِيهَا رَكضَ الوُحوش فِي البَريَّةَ، ثُمَّ لاَ يَكُونُ لَكَ فِيهَا إِلا مَا قَسَمتُهُ لَكَ وَكُنتَ عِندِي مَذمُومَا»، وحديث النبي صلى الله عليه وسلم “من قتل نفسه بحديدة، فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا”.
ووجه «الأطرش» بضرورة أن يقوي العبد علاقته بربه تعالى من صلاة وصيام وصدقة، حتى يبعده الله عن طرق الشيطان التي يعتبر الانتحار من أوسع أبوابها.
رد دار الإفتاء على حكم الشخص المنتحر
وأصدرت دار الإفتاء المصرية عبر بوابتها الإلكترونية فتوى، توضح أن الانتحار حرام شرعا؛ لما ثبت في كتاب الله، وسنة النبي الكريم، وإجماع عموم المسلمين؛ قال الله تعالى: «ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما»، وعن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «ومن قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة»، معللة أن المنتحر ارتكب كبيرة من عظائم الذنوب، إلا أنه لا يخرج بذلك عن الملة، بل يظل على إسلامه، ويصلى عليه ويغسل ويكفن ويدفن في مقابر المسلمين؛ فقال شمس الدين الرملي: “وغسله أي الميت وتكفينه والصلاة عليه وحمله ودفنه فروض كفاية إجماعا؛ للأمر به في الأخبار الصحيحة، سواء في ذلك قاتل نفسه وغيره”.
رأي الطب النفسي في الانتحار
ومن جانبه، صرح الدكتور جمال فرويز، خبير الطب النفسي، لـ «أوان مصر» بأن هناك العديد من الدوافع التي تسيطر على الشخص حتى يتجه للانتحار، ومنها «الاكتئاب الوجداني» وهذه الحالة تأتي للشخص وتسيطر عليه فكرة الانتحار، مشيرا إلى ذلك النوع أقوى وأشد الدوافع، ثانيا الانفصام والهلاوس السمعية، ثالثا الوسواس القهري وهو مثل مريض فشل في العلاج من مرض مزمن مثلا.