ذكرى وفاة السيد بدير/ رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم الموافق 30 أغسطس من الشهر الحالي فنان من أعظم ما أنجب الفن بمختلف أنواعه، فقد كان متعدد المواهب، حيث اخترق عالم تأليف وكتابة السيناريوهات الفنية بجانب مشاركته في عدد من الافلام والمسرحيات، اما على صعيد الحس الوطني، كان من اوئل المضحيين، فقد قدم اثنين من ابنائه فداءًا للوطن، ويستعرض لكم موقع “أوان مصر” تفاصيل استشهادهم على يد الإسرائيلين.
ذكرى وفاة السيد بدير.. ضحى بـ اثنين من ابنائه للإسرائلين فداءًا للوطن
اشتهر الفنان الراحل السيد بدير بمواقفه الانسانية ووطنيته التي لا نظير لها، فعندما أنجب ابنائه لم يعززهم على الوطن، واختار سلامة أرض الكنانة إيمانًا منه بعزتها.
تزوج الراحل مرتين الأولى كانت من أقرابه ويربطهما علاقة نسب، ورزقه الله تعالى بثلاثة ابناء منها، كان من بينهم عالم الفضاء والأقمار الصناعية سعيد بدير، الذي يعتبر من أهم العلماء في ذلك المجال، فقد كان يمتلك عقلية ذرية في الاقمار الصناعية وطريقة التحكم بها.
عمل العالم الراحل سعيد بدير في أبحاث الأقمار الصناعية كأستاذ زائر جامعة ليبزيخ في ألمانيا الغربية، واستطاع في وقت قصير أن يصل إلى مكانة مرموقة وأن يثبت ذاته، حيث تعاقد مع الجامعة لمدة عامين ليتمكن من إجراء ابحاثه، وكان وقتها يحتل المرتبة الثالثة من بين 13 عالماً فقط على مستوى العالم في هذا المجال.
ونظرًا لتفوق سعيد السيد بدير قام باحثان أمريكيان بإجراء اتفاق معه كان هدفه الاساسي مشاركتهما في الابحاث، مقابل الحصول على الجنسية الامريكية وأجر مالي خيالي، وذلك سوف يكون بعد انتهاء عقد مع الجامعة الالمانية، ولكن الجامعة علمت بالاتفاق وقتها، وبدأت تتبع اسلوب جاف معه حتى يلغي الفكرة ويستكمل معهم مدة أخرى، ووصلت إلى حد مضايقته وايذائه هو وأسرته، فقد صرحت زوجته أنهم كانوا يتعرضوا للسرقة وتخريب منزلهم بسبب تلك الموضوع.
شعر العالم الراحل بالقلق كثيرًا بسبب ما حدث له من قبل الجامعة الالمكانية والذي علم من خلاله بسو نيتهم من ناحيته، لذلك قرر أن يستنجد بالحكومة المصرية حتى تحميه هو وأسرته، وأرسل إليهم خطابًا يشرح فيه الوضع، ومن ثم تلقى الاستجابة الفورية من الحكومة وأجرت معه اتصال ليعود إلى القاهرة على الفور.
وقد عاد سعيد إلى مصر واستقر في الاسكندرية حتى يختفي عن عيون الأجهزة المخابراتية الغربية التي كانت تدبر له المكايدة لتخوفها من علمه، خصيصًا بعد إعلانه عن تحضيراته لقمر صناعي معادي لصالح مصر، ولكن سرعان ما علمت الاجهزة الغربية بذلك، ولحقوا به إلى محل إقامته، حيث وجدت الشرطة جثته ملقاة من شرفة منزله بالاسكندرية، ولكن لم يستدل على الفاعل، على الرغم من انتشار انباء تفيد بأن الموساد الاسرائيلي كان لها يد وراء اغتياله.
وقد مر الوقت على جرح السيد بدير بعد وفاة ابنه سعيد الذي توفى عام 1988م، وتزوج من الفنانة شريفة فاضل، التي أنجب منها ولدًا واحدًا، وكُتب له الاستشهاد في حرب أكتوبر 1973م، وبعد رحيله تألمت امه كثيرًا، فقررت أن تخلد معاناتها في أغنية أصبحت من أبرز معالم الوطنية وهي “أم البطل”.