تحل اليوم الثلاثاء الذكرى الثالثة لحادث اقتحام مسجد الروضة بشمال سيناء وقتل من فيه من المصلين أثناء أداء صلاة الجمعة بمسجد القرية، وسقط فى الحادث أكثر من 400 من المصلين مابين شهيد ومصاب فى أكبر مجزرة ارتكبها العناصر الإرهابية.
من جانبه أكد اللواء دكتور محمد عبد الفضيل شوشة محافظ شمال سيناء تضامن الدولة بجميع أجهزتها مع أهالى الروضة مركز بئر العبد بشمال سيناء فور الحادث الإرهابى الذى راح ضحيته المئات من المواطنين الأبرياء أثناء تأدية صلاة الجمعة فى المسجد.
وأعلن المحافظ أن التعليمات صدرت من القيادة السياسية فور وقوع الحادث بسرعة التحرك ورفع المعاناة عن أهالي القرية بالتنسيق مع جميع الجهات التنفيذية ومؤسسات المجتمع المدنى .
وأكد المحافظ أن مختلف الوزارات والهيئات الحكومية قدمت مبلغ 164 مليونا و700 ألف جنيه كتعويضات ومشروعات فى قرية الروضة .. من بينها 65 مليون جنيه من وزارة التضامن الاجتماعى ، و81 مليونا و200 ألف جنيه من وزارة الإسكان ، و16.5 مليون جنيه من وزارة الأوقاف ، ومليونا جنيه من الأزهر الشريف .
وأشار المحافظ إلى تنفيذ مشروعات تنموية فى قرية الروضة شملت : إعادة تأهيل المنازل ، إنشاء محطة مياه ومحطة رافع مياه بالقرية ، مركز شباب ، مزرعة سمكية تشمل أحواضا لتربية الأسماك وآبارا لتجميع المياه ، وإقامة مشروع متكامل لتصنيع الملح بما يضمن توفير فرص عمل متعددة لأهالي القرية .
ومن جانبه أكد المهندس ناجى إبراهيم محمد رئيس منطقة تعمير شمال سيناء أن الجهاز التنفيذى لتعمير سيناء قام بإنشاء وتمويل عدد من المشروعات فى قرية الروضة فى قطاعات المرافق والإسكان والخدمات بتكلفة بلغت 127 مليون جنيه .
كلف الرئيس عبد الفتاح السيسي، القوات المسلحة بإنشاء نُصب تذكاري عملاق بقرية الروضة بشمال سيناء تخليدًا لذكرى شهداء حادث مسجد الروضة الإرهابي، ووجه بأن يتم تصميم النُصب وفقًا لأحدث التصميمات العالمية.
وأكد السيسي أن الألم الذي يشعر به أبناء الشعب المصري في هذه اللحظات القاسية لن يذهب سُدى، وإنما يستمد منه المصريون الأمل والعزيمة للانتصار في هذه الحرب التي تخوضها مصر بشرف وقوة ضد الإرهاب الأسود، الذي سيلقى هزيمته ونهايته فوق أرض مصر المباركة، بمشيئة الله، وبثقة وإيمان شعبها الصامد العظيم.
ويقع المسجد الروضة في منطقة صحراوية على الطريق الدولي “العريش– القنطرة” بقرية الروضة، ويتسع لنحو 400 مصلٍّ، وهو مسجد تابع لوزارة الأوقاف وبجواره تقع زاوية خاصة بالطرق الصوفية.
وقام مجموعة من المسلحين في يوم الجمعة الموافق لـ 24 نوفمبر 2017 بالهجوم على مسجد الروضة في العريش، وذلك أثناء قيام نحو 400 مصلٍّ بأداء صلاة الجمعة.
وانفجرت في البداية عبوتان ناسفتان داخل المسجد، ثم استهدفت المجموعة المهاجمة بعد ذلك المصلين من خلال قذائف صاروخية من نوع آر بي جي، وعندما فر باقي المصلين خارج المسجد قامت الجماعة باستهدافهم مجددًا لكن هذه المرة باستعمال رشاشات وبنادق آلية من أعيرة مختلفة.
و أسفر الحادث الإرهابي، الأكثر دموية في تاريخ مصر، عن سقوط 305 شهداء، بينهم 27 طفلًا، وإصابة نحو 128 شخصًا آخرين، وذلك وفقًا لما ورد في بيان أصدره النائب العام آنذاك، المستشار نبيل صادق، في 25 نوفمبر 2017.
ويشار إلى أن ربع سكان منطقة الروضة فقدوا في الحادث تقريبًا، وأصبح عشرات المنازل بدون رجال، واستقبلت 10 مقابر جثامين شهداء الروضة على أضواء الشموع، و5 ساعات استغرقها الأهالى في دفن جثث الشهداء.
النائب العام آنذاك الوقت قال أن أعداد العناصر التكفيرية التي نفذت الحادث من 25 إلى 30 عنصرًا يرفعون علم داعش، وقد اتخذوا مواقع من أبواب ونوافذ المسجد بلغت 12 نافذة، وأطلقوا النيران على المصلين، وأن المسلحين استخدموا 5 سيارات دفع رباعي وقاموا بإضرام النيران في 7 سيارات تابعة للأهالي.
وأمام النيابة العامة أكد المصابين في شهادتهم ، أن بعض الجناة ملثمون والبعض الآخر غير ملثم، وأحدهم كان يحمل راية سوداء مكتوب عليها: “أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله”، وجميعهم يرتدون ملابس تشبه الملابس العسكرية.
وفى أثناء الحادث أعلنت رئاسة الجمهورية، حالة الحداد 3 أيام على شهداء الحادث الإرهابي، وأدان كلًا من شيخ الأزهر ومفتي الجمهورية وبابا الكنيسة القبطية المصرية الأرثوذكسية الهجوم وعدد من الدول العربية والصديقة .