كتبت _ ياسمين أحمد
وسعت فرنسا رقعة مستعمراتها مع نهاية القرن 19، لتحتل العديد من الدول الإفريقية منها إفريقيا الوسطى والكونغو والغابون، وتقدمت لاحتلال التشاد لتوفير اليد العاملة لبناء المستعمرات، وبعد معارك عنيفة سقطت تشاد سنة 1911 في يد الفرنسيين وألحقت بمستعمرة “أوبانقي شاري”.
بدأت فرنسا عمليات ممنهجة لطمس الهوية الإسلامية للتشاد عبر فرض اللغة الفرنسية، وإقصاء العربية وفرض النصرانية مقابل التضيق على المسلمين وضربت حصارها على الأهالي، واشترطت ألا يسمح للتشاديين العلاج في المستشفيات إلا إذا اعتنقوا المسيحية، وبرغم ذلك أخفقت حملات التنصير في إخراج الناس عن دينهم، لذات لجأت فرنسا إلى أساليب أكثر وحشية، وفي اليوم 15 من نوفمبر 1917 دعت سلطات الاحتلال نخبة من علماء الإسلام في المنطقة بدعوى التباحث في شؤون البلاد وطريقة حكمها، لكن الدعوة حملت حكما بالإعدام لكل من استجابوا لها.
جمع المستعمر ما يقارب من 400 عالم دين وزعيم محلي في مدينة “أبشة” بإقليم “وادي” وذبحوا بدم بارد ودفنوا في مقبرة جماعية بمنطقة “أم كامل”، والمذبحة عرفت بمجزرة “كبكب” أرادت فرنسا من خلالها ترسيخ سلطتها في المنطقة، ودرء خطر المقاومة التي يؤججها الإسلام، وطمس هوية التشادين ليسهل التحكم فيهم، ولا تزال المجزرة البشعة راسخة في الذاكرة الشعبية للتشاديين، وإن رفضت فرنسا الاعتراف بها فضلا عن الاعتذار عنها وعن الجرائم التي اقترفتها في القارة السمراء.
اقرأ أيضا:
مين قال كورونا مبيأذيش الصغار.. الفيروس يتسبب في دخول طفل إلى غيبوبة «تفاصيل»