منذ ان بدأ الغزو الروسي الأوكراني ، كانت التحليلات السياسية الكُبرى ، تؤكد الرغبة المُلحة من زلينسكي بالانضمام إلى حلف الناتو ، وبطبيعة الامر هو الذي يساعد أوكرانيا من أسفل الطاولة ، بينما أوكرانيا الصغيرة الواقعة على الحدود الروسية ، والتي قد تم تشكيل ورسم حدودها عقب انحلال الاتحاد السوفيتي ، الضحية الأولى ، لـ ألاعيب حلف شمال الأطلسي ، بقيادة أمريكا اللعوب ، وبريطانيا العظمى .
ودارب الحرب الشديدة بين روسيا وأوكرانيا ، والتي هددت أمن واستقرار العالم ، ودمرت الاقتصاديات العالمية ، وسببت أزمة كبيرة وركود شديد في حركات التجارة الداخلية والخارجية للبلاد ، هي الأولى من نوعها منذ الحربين العالميتين الأولى والثانية ، بين رغبة من بوتين بمنع أوكرانيا من الانضمام للناتو ، ومعارضة من كييف برغبة منها الأخيرة بالانضمام لشمال الأطلسي .
وتدور خلف كواليس الحرب حتى الآن أمورًا يجهلها العامة ، لتبقى لغزًا محيرًا ، خاصة بعدما أكد حلف الناتو رفضه القاطع لانضمام أوكرانيا إلى شمال الأطلسي ، كـ نوع من أنواع الحياد مع الروسي فلاديمير بوتين ، فـ بالنظر إلى ما يصرح به حلف الناتو ، يؤكد عدم رغبتهم الدخول في صراع مع روسيا بشكل مباشر.
وقد تكون الدول ذاتها المنضمة لحلف الناتو ، هي أيضًا من الدول التي تدفع الثمن ، نتيجة ما يجري الآن ، بين روسيا وأوكرانيا، كون البلدين المتصارعتين ، إحداهما قوى عظمى تؤثر على العالم وحركته التجارية والاقتصادية ، وكون الإثنتين ، هما قطبي الحبوب لإمداد العالم بالأقماح والغذاء الذي يستوفونه منها .
وفي تفاصيل رفض الناتو لانضمام أوكرانيا قال الممثل الدائم لألمانيا في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، روديغر كونيغ، إن الناتو لن يستجيب لطلبات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للمساعدة، لأن كييف ليست عضوا في الحلف.
بينما وعلى النقيض ، تقدم دول أعضاء حلف الناتو ، والتي يبلغ عددها 30 دولة ، مساعدات لـ أوكرانيا للوقوف أمام بوتين ، كـ الإمداد بالسلاح ، وربما بالعناصر القتالية ، على أرض وساحة المعركة الدائرة بين كييف وموسكو .
وتعليقا على تصريحات الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي حول طلبه المساعدة من الناتو أكثر من مرة، أوضح كونيغ في حوار مع صحيفة “شبيغل”، أن “أوكرانيا ليست عضوا في الناتو، لذلك، لا توجد التزامات للدفاع الجماعي عن النفس، كما أننا لا نريد أن يشارك الناتو بشكل نشط في الأعمال القتالية”.
وأكد الدبلوماسي الألماني أن دخول الناتو في الصراع سيؤدي إلى حرب كبيرة، حيث ستصبح 30 دولة بشكل مفاجئ ودون رغبة منها مشاركة في الحرب.
وأشار كونيغ أيضا إلى أن المساعدة المقدمة إلى كييف من حلفائها الغربيين في حلف شمال الأطلسي ينبغي أن تأتي في إطار تصرفات دول فردية، وليس الحلف نفسه.
بدوره لم يستطع الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، في مقابلة مع تلفزيون “إن بي سي”، إعطاء إجابة واضحة على مسألة انضمام أوكرانيا السريع إلى الحلف.
وقال ردا على هذا السؤال إن “حلف الناتو يظل ملتزما بسياسة الأبواب المفتوحة. ولكل دولة، بما في ذلك أوكرانيا، الحق في اختيار مسارها الخاص، بما في ذلك عند السعي للحصول على ضمانات أمنية”، مؤكدا على أن “أي قرار بشأن العضوية يجب اتخاذه بالإجماع، أي من قبل جميع الـ 30 عضوا في الحلف”.
وفي نفس السياق قالت صحيفة “نيويورك تايمز” إن الناتو لن يسمح لأوكرانيا بالانضمام إليه حتى نهاية العملية الروسية الخاصة.
وذكرت الصحيفة في مقال أنه إذا تم قبول أوكرانيا، فسيتعين على حلف شمال الأطلسي تطبيق المادة الخامسة من الميثاق بشأن الدفاع المشترك لجميع الأعضاء.
وبحسب خبراء فإن إمكانية انضمام أوكرانيا لحلف الناتو حاليا غير ممكنة، كما أن عملية انضمامها ستستغرق أشهرا إذا لم تكن سنوات، ولن تتم قبل أن تمتثل كييف لمتطلبات الحلف.