كشفت دراسة حديثة، عن سبب موت سكان المدن الكبرى بسن مبكر، وذلك بسبب أن نسبة الأوزون السطحي في هواء المدن الكبيرة أعلى من الحد المسموح به، وهذا يشكل خطرا كبيرا على الصحة، لأنه سام للبشر والحيوانات والنباتات.
وأفادت مجلة The BMJ، بأنه على خلاف طبقة الأوزون التي تقع على ارتفاع 20-30 كيلومترا عن سطح الأرض، التي تحمي كوكبنا من الأشعة فوق البنفسجية الضارة المنبعثة من الشمس، الأوزون السطحي هو المكون الأساسي لدخان المدن، ما يشكل خطورة جدية لجميع الكائنات الحية.
وهذا الأوزون مؤكسد قوي ويشترك في غالبية التفاعلات التي تنتج عنها جذور الأكسجين الحرة. وتزداد نسبة الأوزون السطحي بصورة واضحة عندما المواد الملوثة الموجودة في هواء المدن الكبيرة تدخل بتأثير الشمس في تفاعلات كيميائية. لذلك نلاحظ أن الدخان الكثيف يتكون عادة في يوم مشمس من دون هبوب الرياح.
ووفقا للبيانات الواردة في تقرير أكاديمية العلوم الوطنية الأمريكية، يسبب الأوزون السطحي مواد مهيجة ومسرطنة ومتغيرة تؤثر في جسم الإنسان ويمكن أن تسبب الموت المبكر، في حال التعرض لها يوميا في بيئة فيها نسبة هذه المواد أعلى من الحد المسموح به.
وقد أجرى باحثون سويسريون برئاسة آنا فيسيدو كابريرا من المعهد السويسري للطب الاجتماعي والوقائي في برن، دراسة لتحديد العلاقة بين مؤشر الوفيات وعوامل الوسط المحيط مثل مؤشرات الطقس، مستوى تلوث الهواء في المدن. كما اهتم الباحثون بمتوسط مستوى الأوزون اليومي وحجم الدقائق الصلبة في الهواء ودرجة الحرارة والرطوبة النسبية وعدد الوفيات في اليوم.
وبينت نتائج تحليل 45165171 حالة وفاة، أن زيادة نسبة الأوزون السطحي بمقدار 0.01 ميليغرام في المتر المكعب لمدة يوم أو يومين، تزيد عدد الوفيات 18% وهذا يعني زيادة عدد الوفيات بمقدار 6262 في السنة، في كل مدينة شملتها الدراسة.
لذلك يؤكد فريق البحث على ضرورة توحيد الحد الأعلى المسموح به وتوحيد نظم المراقبة، وشمولها جميع المدن الكبيرة في جميع أنحاء العالم، من أجل تقليل تأثير الأوزون السطحي في الجسم وبالتالي تخفيض عدد الوفيات.