استيقظ العالم، اليوم الإثنين، على إعلان عدد من الدول إجراءات غلق المنافذ الجوية والبحرية والبرية، تخوفا من انتشار السلالة الجديدة من فيروس كورونا المستجد “كوفيد- 19″، ما انعكس على أداء البورصات العربية والعالمية والمحلية.
في التقرير التالي، استطلع “أوان مصر” آراء وتحليلات عدد من خبراء سوق المال، لشرح ما حدث في الأسواق المالية وكيف وصل الأمر إلى البورصة المصرية، ونصائح للمتعاملين والأفراد، وتوقعاتهم خلال الأيام المقبلة.
تأثير إجراءات الإغلاق طالت البورصة المصرية
وقال سمير رؤوف، خبير أسواق المال، إن حركات الإغلاق حول العالم طالت بالطبع البورصة المصرية ليغلق المؤشر الرئيسي للبورصة Egx30 بانخفاض أكثر من 306 نقطة، عند 10582 نقطة.
وأشار “رؤوف”، في تصريحات لـ أوان مصر، إلى أن رأس المال السوقي للشركات المقيدة بلغ 627.5 مليار جنيه وانخفاض أسعار أغلب السهم، فيما تفاعل مؤشر Egx70 بالانخفاض بنسبة %7.1، ليغلق على 1959 نقطة.
ولفت إلى أن البورصة المصرية تكبدت 20 مليار جنيه خسارة، وإيقاف 107 أسهم لتجاوزها نسبة انخفاض 5% في بداية الجلسة، مع تواصل خروج الأجانب وموجة بيع مكثفة للأفراد والمؤسسات و العرب.
فرصة جيدة للشراء وتكوين مراكز للعام الجديد
وأوضح تامر السعيد، مدير فرع “سي آي كابيتال” للسمسرة في الأوراق المالية، أن الأسواق المالية العالمية تأثرت سلباً بشكل سريع نظراً لظهور السلالة الجديدة من جائحة كورونا، والتي بدأت أيضاً في التأثير على مغظم أسواق المال الخليجية والعالمية معاً، وتراوحت نسبة الهبوط في المؤشر الرئيسي للسوق العربية والمصرية ما بين 2% إلى 3%.
ورأى “السعيد” في حديثه لـ أوان مصر، أن هذة فرصة جيدة للشراء، وأن الهبوط الذي حدث اليوم يجعل الأسعار تدور في نفس المناطق الحالية، وبالتالي يفضل تكوين مراكز شرائية جديدة لبداية العام الجديد.
وأكمل: “يفضل لحاملي الأسهم بشكل عام في ظل الانخفاضات الحادة هو التمسك بالأسهم وعدم البيع في لحظات الهلع والذعر التي ظهرت على شاشات التداول، وبالنسبة للأفراد خارج الأسواق، فتعتبر هذة فرصة جيدة للاستثمار ذات عائد جيد في مدة قصيرة لتحقيق أرباح جيدة مقارنة بباقي الاستثمارات”.
3 أسباب لما حدث
وعدّدت حنان رمسيس، خبير أسواق المال بشركة “الحرية للتداول”، أسباب تراجع المؤشرات خلال جلسة اليوم الإثنين، وأولها السلالة الجديدة من كورونا والتي أصبح مصدرها إنجلترا وهي سلالة قد لا يجدي معها اللقاح الذي تم استخدامه من قبل العديد من الدول، ولفتت إلى أن هذا أعاد الأذهان المخاوف من الإغلاق والخسائر الاقتصادية.
وأضافت “رمسيس” لـ أوان مصر: “ثانياً طلب شركات التداول من متعاملي المديونية والهامش من تسوية مراكزهم ونسبهم بناء على طلب هيئة الرقابة والتي أشارت إلى ضرورة موافاة مراكز العملاء في موعد أقصاه الأربعاء، وأيضاً بسبب نصيحة العديد من المحللين الفنيين بتصفية مراكز العملاء المحققة مكاسب تخوفاً من تضخم أسعار الأسهم بعد تحقيقها لموجة من الارتفاعات المتوالية مما دعي إلى نصحهم بإتباع الحيطة والحزر تخوفاً من أى ضغوط قد توثر علي مكاسبهم، ثالثاً تعاملات ذات الجلسة في حالة انخفاض السوق لابد من تصفيتها، مما أدى إلى انخفاض المؤشر 100 بـ 5% وتوقفت الجلسة لمدة نصف ساعة”.
وأشارت إلى أن مؤشرات السواق الخليجية والعالمية تأثرت أيضاً بخبر انتشار الفيروس، مما أدى إلى تواجد جميع المؤشرات في المنطقة الحمراء بنسب متفاوتة، كما أن مؤشرات الأسواق العربية والعالمية متأثرة بخبر انتشار الفيروس المتحور، ما أدى إلى تواجد مؤشراتها بالكامل في المنطقة الحمراء بنسب متفاوتة، مع وجود أخبار بعدم التداول والتحفظ على أموال مجموعة من المنتمين للجماعة المحظورة، وذلك تسبب في حالة من المبيعات القوية.
وضع البورصة المصرية
ولا تتوقع حنان رمسيس العودة إلى مستويات مارس الماضي من وصول المؤشر الرئيسي إلى مستوى 8100، بسبب رجوع المحفزات الاقتصادية من قبل الدولة، وبسبب الخبرات المتراكمة عند المستثمرين ومن قبل الدولة أيضاًَ لكيفية التعامل مع كورونا.
وتابعت أنه قد يستعيد السوق عافيته من جلسة الغد إذا ظهرت قوة شرائية وأصبحت أسعار السهم متدنية فتجذب المتعاملين وخاصة المحليين والتي تتسم تداولاتهم بالمتاجرة السريعة.
وبالنسبة لمؤشر السوق الرئيسي، قالت ر”مسيس” إن استرداد عافيته يعتمد على ضخ سيولة من قبل المؤسسات المالية والأجانب، وذلك لن يتم قبل بداية العام بسبب إجازات الأعياد، وعندما تتضح الرؤية فيما يتعلق بفيروس كورونا المحور وكيفية التعامل معه، إلا إذا قرر البنك المركزي المصري دعم البورصة، مثل مبادرة ذورة كورونا في مارس، عندما ضخ 3 مليار جنيه بواسطة صناديق استثمار في بنك مصر والبنك الأهلي.