شنت القوات الروسية على أوكرانيا اليوم الخميس هجومها، الذي لطالما خوف منه العالم ، مما أرسل موجات صادمة في الأسواق المالية وزاد المخاوف بشأن تداعيات إمدادات الغاز في جميع أنحاء العالم.
ونبذ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الإدانة الدولية والشريحة الأولى من العقوبات جانباً بإعلانه بدء عملية عسكرية خاصة تهدف إلى نزع سلاح أوكرانيا.
أفادت الأنباء أن القوات الروسية أطلقت صواريخ على مراكز السيطرة العسكرية في كييف وسمعت صفارات الإنذار في جميع أنحاء العاصمة.
حرب العدوان
وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا عبر تويتر اليوم الخميس، إن بوتين شن غزوًا واسع النطاق للبلاد ، والذي وصفه بأنه «حرب عدوان».
ودعا وزير الخارجية الأوكراني زعماء العالم لوقف الرئيس الروسي، قائلاً: “حان وقت العمل الآن”.
ارتفاع أسعار النفط
وقفزت أسعار الغاز الأوروبية بعد أنباء الغزو، بينما تجاوزت العقود الآجلة لخام برنت القياسي الدولي 100 دولار للبرميل للمرة الأولى منذ 2014.
وأكد خبراء سوق المال، في تصريحات خاصة ل «أوان مصر»، أنه من المتوقع أن تعفي الحكومات الغربية معاملات الطاقة من العقوبات، فإن عاصفة من القيود الجديدة ستجبر العديد من التجار على توخي الحذر الشديد في التعامل مع البراميل الروسية.
وأضافوا أنه من المرجح أن يتعطل الغاز الذي يمر عبر أوكرانيا، مما يؤثر على الإمدادات إلى العديد من دول وسط وشرق أوروبا، ويرفع أسعار الغاز في أوروبا.
والاتحاد الأوروبي وأستراليا واليابان من بين الدول التي أعلنت عن الموجة الأولى من العقوبات ضد روسيا في وقت سابق من هذا الأسبوع، والتي تستهدف البنوك والأثرياء.
ومن المتوقع على نطاق واسع في القريب العاجل إطلاق المزيد من الإجراءات .
أوقفت ألمانيا أيضًا مشروع خط أنابيب غاز مثير للجدل يُعرف باسم نورد ستريم 2 ، مما دفع إلى إعادة التفكير على نطاق أوسع في اعتماد المنطقة العميق على الغاز الروسي.
ماذا لو أوقفت روسيا الغاز؟
يمثل الغزو الروسي لأوكرانيا إحدى أسوأ الأزمات الأمنية في أوروبا منذ عقود.
ومن المتوقع أن يكون لها آثار بعيدة المدى على الاقتصاد العالمي، لا سيما بالنظر إلى دور روسيا باعتبارها ثاني أكبر منتج للغاز الطبيعي في العالم وإحدى أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم.
لعدة أشهر ، اتُهمت روسيا بقطع إمدادات الغاز عن عمد للاستفادة من دورها كمورد رئيسي للطاقة إلى أوروبا وسط نزاع متصاعد مع أوكرانيا.
وقال محللو الطاقة خلال حديثهم ل «أوان مصر»، أنهم يشعرون بحاله من القلق بشأن خطر حدوث انقطاع كامل للإمدادات عن الاتحاد الأوروبي، والذي يتلقى ما يقرب من 40% من غازه عبر خطوط الأنابيب الروسية، والتي يمر العديد منها عبر أوكرانيا.
وإذا قطعت روسيا إمدادات الغاز ، فمن المحتمل أن تكون هناك عواقب صحية عامة واقتصادية عميقة ، خاصة وأن مثل هذا السيناريو قد يأتي خلال فصل الشتاء ووسط وباء فيروس كورونا.