عادة ما يُبدع الشعب المصري في إعداد الطعام، الذي يأسر قلوب كل من يتذوقه، خاصة من أصحاب الشهية والذوق المختلف على حد سواء.
حواوشي الرنجة × الدرب الأحمر
ويأتي عدد من الأطعمة التي تتصدر ليس المطبخ المصري فحسب، بل يعود تاريخها إلى ما قبل الميلاد، أي العصر الفرعوني، ومن أبرزها: “السمك المملح” أو ما نطلق عليه “الرنجة“، ونظرًا لميل أغلب الشباب لكل ما هو جديد ومختلف في أكلات الشارع والمناطق الشعبية، جاءت عدسة “أوان مصر لترصد حكاية أكلة جديدة في حي شعبي عتيق كـ”الدرب الأحمر“.
حواوشي الرنجة
ويعد الأمر غريبًا وأكثر دهشة، حينما ترى بعينيك حواوشي أو كريب أو برجر أيضًا من طراز شعبيي فريد، وهو “حواوشي الرنجة”.
ملك الرنجة × الدرب الأحمر
وبدأ عم مجدي، المُلقب بـ”ملك الرنجة”، القاطن في منطقة الدرب الأحمر، حديثه مع “أوان مصر”، قائلاً: “سعيت لابتكار عدد من الأكلات، ومن أشهرها، حواوشي، وكريب، وبرجر، ولكن ليس باللحوم، بل بطعم الرنجة”، مضيفًا أن الفكرة جاءت من خلال عشقه لـ”الرنجة” والفسيخ؛ سعيًا منه في الاختلاف والظهور بطعام يليق بذوق شعب يعشق الطعام بكافة أنواعه.
الرئيس السيسي مصدر إلهامي
وأضاف “ملك الرنجة”، حسبما يسمونه أهالي منطقة الدرب الأحمر، أن أزمة كورونا تسببت في إحداث كساد لحركة البيع والشراء بشكل كبير، خاصة مع تزايد الحالات، مشيرًا إلى أنه بدأ فكرته قبل تزايد جائحة كورونا، وما دفعه للاستمرار قول الرئيس عبد الفتاح السيسي نحو الاجتهاد وإعادة دوران عجلة الإنتاج من جديد؛ مما كان مصدر إلهام ودفع للإمام لاستكمال مشروع كاد أن يكون نسيًا منسيًا.
ملك الرنجة وزبائنه
وعن سؤاله حول تفاصيل المشروع، قال عم مجدي إن المشروع كان مقتصرًا على أهالي منطقة الدرب الأحمر وأصحاب الحرف والورش فقط، ولكن مع تطور الأكلات التي يقدمها، مثل: “الشيش، والبرجر، والكريب، وحواوشي الرنجة”، بدأت أقدام متذوقي السمك المملح في السعي وراء معرفة طعم وشكل ومكان هذا الاختراع الجديد.
وأكد طباخ الرنجة، ذي الوجه البشوش، أنه يحلم بافتتاح محل صغير، موضحًا أن الإمكانيات المادية لديه ضعيفة للغاية، ولكنه ينتظر الوقت المناسب لخطوة قوية كهذه.
ملك الرنجة وشهرته وصيته بين الدول العربية
وعن صيته ومدى شهرته، أشار عم مجدي إلى أن المشروع أثبت نجاحه بجدارة، خاصة بعد قدوم عدد كبير العرب من السعوديين والليبيين لتذوق طعم “ملك الرنجة”، مجددًا أنه ينقصه الدعم والتمويل ليستطيع تحسين وجهة وشكل المشروع بالشكل اللائق، وليس بإمكانيات فردية ضئيلة.
حواوشي الرنجة وبداية المشروع
واستطرد قائلاً: “بدأت فكرة المشروع من مجرد دعابة في حديث مع صديق مقرب لي، ولكن صديقي رفض الأمر، ورأى أنه مجرد أكلة موسمية، وهيروح وقتها”، وسرعان ما دبت الفكرة كـ الدماء في شريان هذه الأكلة لتُصبح الأبرز والأشهر على الإطلاق في الآونة الأخيرة.
أسعار ملك الرنجة
أما عن قائمة أسعاره، قال ملك الرنجة إن الأسعار تتراوح بين 20 – 25 جنيهًا، مؤكدًا أن نسبة الإقبال كبيرة للغاية، خاصة أنه كان يعمل في بداية حياته بمجال بيع الأحذية، ولكن سرعان حوّل طريقه لمجال تجهيز الأطعمة، ليكتسب الصيت والسُمعة الجيدة.
مشاهير سرقوا فكرة “حواوشي الرنجة”
وتابع أن هناك عددًا من المشاهير قام بعمل هذه الفكرة في مطاعم تابعة لهم، بل ونسبوها إليهم دون وجه حق، ولكن البعض ذكر أنها تعود لشخص بسيط بدأ فكرته في حي الدرب الأحمر.
ملك الرنجة ورسالته للشباب
واختتم ملك الرنجة، حديثه مع “أوان مصر”، موجهًا رسالته إلى الشباب بضرورة الجد والاجتهاد، فمن أراد العمل سوف يعمل، قائلاً: “الشغل كتير.. بس اللي يسعى”، مضيفًا أنه لم ولن يتوقف حتى يستطيع التطور مجددًا من نفسه، فهو يمتلك عددًا من الأفكار المتنوعة والغريبة في آن واحد، ويبدو أننا سنشاهد يومًا ما بـــرند باسم “مــلك الرنـــجة”.