تحاملت ياسمين في العقد الرابع من عمرها، ظروف المعيشة وتحديات الحياة الصعبة، فالبرغم من وفاة زوجها منذ سنوات إلا إنها قررت أن تمنح حياتها في تربية أبنائها رافضة كل فرص الزواج للمرة الثانية، خوفا على مستقل أبنائها، ليستقر الأمر بالأقامة برفقة والدة زوجها المتوفي بذات المنزل، لتنقلب الأمور على عقب وتبدأ المشاكل تدب بين ياسمين وحماتها.
تجاهلت المجني عليها كل الخلافات الأسرية، محاولة تخطي كل تلك الأمور واضعة أمامها مستقبل أبنائها الذي بين يديها، إلا إن المشاكل قد فاقت طاقتها، ولم ترى أمامها إلا الانتحار، لتقرر بداخلها التخلص من حياتها بأى طريقة، القت المجني عليها النظرات الأخيرة لأبنائها، وقامت بالقفز من الطابق الخامس بمنطقة المنيرة الغربية بمحافظة الجيزة.
صوت أرتطام بالأرض يلازمة صوت صرخات فزعة، هرع الأهالي لإستيبان ما في الأمر، فلم يجدو إلا المجني عليها ملقاة على الأرض وسط بركة من الدماء ساكنة لا تتحرك، ليصرخ أحدهم قائلا ” البنت بتموت حد يطلب الإسعاف بسرعة”، لتنتقل الأجهزة الأمنية مدعومة بسيارة الإسعاف لمحل البلاغ، ونقل الجثمان إلى المشرحة تحت تصرف النيابة، وتبدأ رحلة رجال المباحث في كشف ملابسات الواقعة.
وأفادت التحريات أن السبب وراء الانتحار هو خلافات أسرية، وأن المتوفاة وأبنائها يقيمون رفقة حماتها بعد وفاة زوجها، ووجود خلافات أسرية متكررة بينها وبين حماتها، أسفر عن إقدام المتوفاة على الانتحار ولا شبهة جنائية في الواقعة، وهو ما أكده تقرير مفتش الصحة المبدئى.
وتلقي الرائد حسام العباسي رئيس مباحث قسم شرطة المنيرة الغربية بمديرية أمن الجيزة، إشارة من غرفة عمليات النجدة مفادها سقوط أحد الأشخاص من علو بدائرة القسم، وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية مدعومة بسيارة إسعاف لمحل البلاغ.
وتبين العثور على جثة “ياسمين أ” في العقد الرابع من عمرها، غارقة في دمائها أثر سقوطها من الطابق الخامس محل سكنها، ونقل الجثمان إلى المشرحة.
تحرر المحضر اللازم بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة لتولي التحقيقات.