تحل اليوم ذكرى دخول الملاكم محمد علي كلاي للإسلام ، ونستعرض لكم من خلال السطور القليلة القادمة ، نبذة عن حياة الملاكم الراحل ، والذي ولد بإسم (كاسيوس مارسيلوس كلاي جونيور) عام 17 يناير 1942 في مدينة “لويفيل” بولاية كنتاكي وتوفي 3 يونيو 2016 عن عمر ناهز 74 عاما بعد صراع طويل مع مرض شلل الرعاش .
في أحد المؤتمرات الصحفية تحدث محمد علي كلاي عن نفسه قائلا:
“إنني ولد وحيد، لم أرتكب خطأ في حياتي، ولم أدخل السجن، ولم أقدم لمحكمة، ولم أنضم إلى جماعات متطرفة، ولا أعير النساء البيض اللاتي يحاولن إغوائي أي اهتمام، ولا أفرض نفسي على الناس الذين لا يريدونني، وأحب الناس البيض وأحب ناسي أيضا (أي الناس السود)، وأعتقد أنهم يمكن أن يعيشوا معا دون أن يتحرش بعضهم ببعض”.
يعود سبب إختيار محمد علي كلاي لـ ” جماعة أمة الإسلام” إلي إليجاة محمد الذي ولد في جورجيا عام 1898 حيث استطاع “إليجاة” أن يكون مقبولا لدى الأمريكيين ذوي الأصل الأفريقي في الولايات المتحدة ويصبح قائدا لهم .
ويحكي محمد علي كلاي قصة إسلامه، وكيف أعلنه قائلا :
“لم أكد أبلغ العشرين من عمري حتى تمكنت من تحقيق بطولة الوزن الثقيل في دورة، ولم تمض سنوات قليلة حتى تمكنت من انتزاع بطولة العالم للمحترفين من شرير الحلبة ” وني ليستون ” في واحدة من أقصر مباريات الملاكمة، إذ لم تستغرق سوى ثوان معدودة، توجت بعدها بطلا للعالم .
وبين ضجيج هتافات المعجبين ، وقفت لأعلن أمام ملايين الشهود -الذين تحلقوا حول الحلبة وأمام أجهزة التلفاز- إسلامي، مرددا: “أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله “، وغيرت اسمي إلى “محمد علي كلاي”، لأبدأ -وسط دهشة المشاهدي – معركة أخرى مع الباطل، الذي أزعجه أن أعلن إسلامي بهذه السهولة والبساطة”.
«قبلته ثم انصرفت».. تعرف على قصة القطة مع أسامة الأزهري بجامع الازهر الشريف
ويضيف قائلا: “إن اتجاهي نحو الإسلام كان أمرا طبيعيا يتفق مع الفطرة، فطرة الله التي فطر الناس عليها، وقد استغرق رجوعي إلى فطرة الحق سنوات من التفكير الممعن، كانت بدايته عام 1960م حين اصطحبني صديق مسلم إلى المسجد لأسمع شرحا عن الإسلام، إذ أحسست وأنا أنصت للشيخ بنداء الحقيقة ينبعث في داخلي حانيا قويا، وصاح صائح في أعماقي يدعوني إلى تلمس الحقيقة، حقيقة الله والدين والخلق”.
ولم تستمر علاقة محمد علي كلاي بجماعة أمة الإسلام طويلا؛ حيث كان يختلف مع الكثير من أفكارهم، ولكنه – رغم انفصاله عن جماعة أمة الإسلام – استمر في أعماله الخيرية والدعوية محاولا تصحيح الصورة الخاطئة التي رسخت في أذهان الغرب عن الإسلام والمسلمين.
إسهامات “محمد علي كلاي” الخيرية
1- في عام 2005م أنشأ محمد علي كلاي مركزا في مسقط رأسه لويزفيل باسم مركز محمد علي، حيث يعرض فيه حاليا مقتنيات تذكارية، كما يعمل المركز كمنظمة غير ربحية على نشر أفكار السلام، والرخاء الاجتماعي، ومساعدة المحتاجين، والقيم النبيلة التي يؤمن بها محمد علي كلاي.
2- يتضمن مركز محمد علي كلاي قسما خاصا بــالتعليم يهدف إلى تشجيع التفوق. وقال محمد علي كلاي في بيان تأسيس المركز: “أريد مكانا يحض الأشخاص على أن يعطوا أفضل ما عندهم في أي مجال يختارونه”.
وأضاف: “أراد أنصاري أن يبنوا متحفا ليكرس إنجازاتي، ولكنني أردت أكثر من مجرد مبنى يضم ذكرياتي؛ فلطالما تحديت الحدود في حياتي. أنا رجل عادي عمل بجهد لتطوير الموهبة التي وهبني الله إياها”. وقد كلف المركز 75 مليون دولار أمريكي، ورفعَت عليه أعلام 141 دولة أسهم أطفالها في أعمال المركز.
3- منذ أن بدأ محمد علي كلاي مسيرة العمل الخيري سافر إلى بلدان كثيرة لتقديم المساعدات الطبية للأطفال والفقراء، ومن بين البلدان التي زارها: المغرب، وساحل العاج، وإندونيسيا، والمكسيك، وغيرها.
4- لا يقتصر نشاط مؤسسته الخيرية على الخارج، بل تكثف جهودها لمساعدة التجمعات الفقيرة داخل الولايات المتحدة، خصوصا بين الأميركيين الأفارقة الذين يحظى بحبهم واحترامهم.
كما أعلنت زوجة محمد علي كلاي أن المركز الذي أقيم باسمه في مسقط رأسه يشكل ذروة حـلم زوجها الطويل والكبير، قائلة : “شعرنا أن دائرة في حياتنا قد اكتملت”.