كتبت / سهام سعيد
تحل اليوم الذكرى الخامسة لوفاة العالم المصري الكبير أحمد زويل ، الحاصل على جائزة نوبل فى الكيمياء عن اختراعه لكاميرا تخصصت في تحليل الطيف والتي تعمل بسرعة الڤيمتو ثانية .
ولد العالم الراحل بمدينة دمنهور شمال غربي القاهرة ، والتحق بكلية العلوم ،جامعة الأسكندرية وحصل على البكالوريوس فى الكيمياء عام 1967 ، وعمل معيداً بالكلية ، ثم حصل على درجة الماجستير فى ” علم الضوء “.
وبسبب تفوقه العلمي انتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية فى منحة دراسية للحصول على درجة الدكتوراه من جامعة ” بنسلفانيا ” فى علوم الليزر ، ثم عمل باحثاً فى جامعة ” كاليفورنيا ” خلال الفترة بين عامي 1974 -1976 ، قبل أن ينتقل للعمل فى معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا .
وفي عام 1999 حصل العالم المصري على جائزة نوبل فى الكيمياء عن أبحاثه فى مجال ” كيمياء الڤيمتو ” التي تهتم بتصوير التفاعلات بين الجزيئات بإستخدام أشعة الليزر ، وبذلك أصبح أول عالم مصري وعربي يفوز بجائزة نوبل فى مجال الكيمياء ، ولقب بـ ” أبو الڤيمتو ثانية ”
وفى العام نفسه منحه الرئيس المصري الأسبق ،حسني مبارك قلادة النيل التي تعد أرفع الأوسمة.
ولم يتوقف طموحه العلمي عند هذا الحد ، ففي عام 2009 عينه الرئيس الأمريكي الأسبق ،باراك أوباما فى المجلس الاستشاري الرئاسي فى البيت الأبيض ، وفي شهر نوڤمبر من العام نفسه تم تعيينه كأول مبعوث علمي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
وكان لبلاده نصيب من تفوقه العلمي ، فقد دعا ” زويل ” إلى تكوين قاعدة علمية متكاملة لتطوير البحث العلمي ، ووضع حجر الأساس لمدينة زويل للبحث العلمي 2012 لتكون مدينة كاملة للعلوم والتكنولوجيا، وهي مؤسسة تعليمية غير هادفة للربح .
وفي عام 2014 حث “زويل ” الولايات المتحدة على تجنب قطع المساعدات الأمريكية عن مصر بعد ثورة 30 يونيو ، وذلك من خلال مقال كتبه فى صحيفة ” لوس أنجلوس تايمز ” .
كتب زويل ما يزيد عن 600 مقال علمي و 16 كتابا من بينها ” حوار الحضارات ”
ثم جاء المرض ليضعف ذلك العقل العلمي الفذ ، فقد أصيب بسرطان فى النخاع الشوكي ثم تجاوز الفترة الحرجة من مرضه وبدأ بالتعافي تدريجياً ، ولكن المرض اللعين لم يتركه وحيداً فظل مرافقاً له حتى شهر أغسطس عام 2016 ، لينتقل إلى الرفيق الأعلى إثر إصابته بـ إلتهاب رئوي حاد نتيجة لنقص فى المناعة عن عمرٍ ناهز 70 عاماً.
وفي جنازة عسكرية تقدمها الرئيس عبدالفتاح السيسي تم تشييع جثمان العالم الراحل وسط حضور أقاربه وطلابه لينتقل إلى مثواه الأخير تاركاً للعالم ولمصر إرثاً علمياً كبير .