يواجه المثليين في أفغانستان بعد سيطرة حركة «طالبان»، تهديدات مستمرة بسبب ميولهم الجنسي والفكري المتعارض مع حكم حكومة حركة «طالبان» التي تُجرم تلك الأفعال والميول غير السوية.
وتعرض مجتمع «الميم» بعد سيطرة حركة «طالبان» على الحكم بالاستناد لشهادات حوالي 60 أفغانيًا للإعتداءات والتهديدات بسبب تلك الميول المنحرفة.
وأصدرت «هيومن رايتس ووتش» تقريرًا تحت عنوان «حتى لوصعدت إلى السماء، سنجدك»، يشير إلى أن المثليين ومزدوجي الميول الجنسية ومغايري الهوية الجنسية في أفغانستان يواجهون تهديدات أمنية متصاعدة تُهدد حياتهم بشكل كبير.
وأشار التقرير إلى أن “الخطر الذي يواجهه الآن مجتمع الميم في أفغانستان، في بيئة خالية من الحماية القانونية وفي ظل السلطات التي تعهدت صراحة بعدم التسامح مع أفراد مجتمع الميم، خطير”.
وقال اثنان من الأشخاص الذين تمت مقابلتهم أثناء إعداد التقرير إن عناصر من “طالبان” اغتصبوهم بعد السيطرة على أفغانستان، وقال آخرون إنهم تعرضوا للضرب في الشارع “لارتدائهم ملابس لا تتوافق مع معايير النوع الاجتماعي”.
وتضمن التقرير مقابلات مع 60 من المثليين الأفغان أجريت بين أكتوبر وديسمبر من العام الماضي. قال العديد منهم إنهم تعرضوا “للهجوم أو الاعتداء الجنسي أو التهديد المباشر من قبل أعضاء طالبان بسبب ميولهم الجنسية أو هويتهم الجنسية”، وأبلغ آخرون عن تعرضهم لسوء المعاملة من أفراد الأسرة والجيران وشركاء لهم “يدعمون الآن طالبان أو يعتقدون أنه يتعين عليهم اتخاذ إجراءات ضد أفراد مجتمع الميم القريبين منهم لضمان سلامتهم”.
وأفاد التقرير بأن معظم الأشخاص الذين تمت مقابلتهم بقيوا في أفغانستان، فيما غادر البعض إلى بلدان لا يزالون فيها معرضين للخطر وانتقل عدد قليل منهم إلى مكان جديد يشعرون فيه بالأمان، مشيرا إلى أن الإجلاء لم يكن ممكنا بالنسبة للبعض بالنظر إلى التحدي “بالنسبة للأفغان الذين يواجهون الاضطهاد لأي سبب من الأسباب للحصول على الوثائق والموارد المالية اللازمة لمغادرة البلاد”.
وشدد التقرير على أنه “بالنسبة لأولئك الذين لا يستطيعون أو يختارون عدم مغادرة البلاد، من الضروري حماية حقوقهم داخل أفغانستان”.