وصل منذ قليل جثمان الراحل الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين الأسبق ورئيس المجلس الأعلى للتنظيم الإعلام الأسبق إلى مسجد آل رشدان وذلك لأداء صلاة الجنازة قبل إيداعه مثواه الأخير عقب صلاة الجمعة.
وكان قد توفى بالامس الخميس، مكرم محمد أحمد بعد صراع مع المرض، عن عمر يناهز 85 عام ، مستشفى وادي النيل في القاهرة، بعد أن أصيب بالمرض الذي دخل على أثره المستشفى عدة مرات خلال أيامه الأخيرة.
وكان قد نعى السفير أحمد أبو زيد، سفير مصر لدى كندا، والمتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأسبق، الكاتب الصحفي الكبير مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام السابق، الذي وافته المنية أمس الخميس .
وقال أبو زيد في منشور عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك الآتي:
وأضاف كان دائم الزيارة لوزير الخارجية للتشاور والاستماع والاطلاع على مواقف مصر تجاه كافة القضايا ذات الأهمية لأمنها القومى، ومن ضمنها بطبيعة الحال قضية مياه النيل التي تخصصت فيها منذ ذلك الوقت. كان يأتى الى مكتبى بمقر وزارة الخارجية كل شهر – بطلب من الوزير أبو الغيط- للاستماع الي تفاصيل مفاوضات مياه النيل.
وتابع أبو زيد: استمرت تلك العلاقة وتطورت فى شقيها المهنى والإنساني بشكل ملفت حتى توليت منصب المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، حيث كان دائم الزيارة لى فى مكتبى بوزارة الخارجية ويطلب قهوة الصباح من الساعى الذي يقف علي باب المكتب قبل ان يدخل، نلتقى كل شهر، يحرص ان يكون دائما هو الزائر، حتي وان اصررت مرارا وتكراراً ان ازوره فى مكتبه او منزله لأخفف من عليه عناء الطريق في سنه المتقدم.
وتابع أبو زيد منشوره قائلًا: بالطبع كانت الموضوعات متعددة ومتشعبة تشمل جميع قضايا سياسة مصر الخارجية، كان حريصا جدا ان تكون تلك الجلسة قبل مقاله الاسبوعى بجريدة الأهرام الغراء حينما يخصصه لموضوع مرتبط بمصر وأمنها القومى وسياستها الخارجية ، وأيضا كانت الاجندة الصغيرة والقلم لا يفارقانه حتي بعد توليه رئاسة المجلس الأعلى للإعلام، فهو الصحفى المهنى المتمرس قبل ان يكون اى شيى آخر، هى المهنة التى عشقها بكل وجدانه مهما تولى من مناصب، ومهما ارتقى في مكانته الثقافية او الاجتماعية، كنت أشعر دائما أنه عابدٌ ناسكٌ فى محراب هذه المهنة.
وأضاف المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأسبق: حينما تم تكليفى بأن أكون سفيرا لمصر لدى كندا، أصر وألح ان يأتى بنفسه لمكتبى للتهنئة وتوديعى رغم ان صحته لم تكن على ما يرام.
وتابع : وكنت فى ذلك الوقت أحرص علي ان افاجئه بزيارات الي مكتبه بماسبيرو خلال فتره رئاسته للمجلس الاعلى للإعلام لأخفف من عليه وطأه الحركة الكثيره في شوارع وزحام القاهرة والمشى لمسافات طويلة داخل اروقة وزارة الخارجية متكئا علي عصاه التي لم تكن تفارقه فى السنوات الاخيرة.
وأكمل أبو زيد: شاء القدر ان تأتيه المنية فى شهر رمضان المبارك، شهر المغفرة والرحمة، هى رسالة من المولى عزل وجل على صدق سريرة وإخلاص هذا الرجل الفريد.
واستطرد أبو زيد قالًا: فقد كان الاستاذ مكرم – رحمه الله – أباً ومعلماً وتلميذاً ومفكراً وسياسياً وصحفياً ودبلوماسياً ونقابياً فى آن واحد، وكان قبل كل هذا، مصرياً وطنياً حتى النخاع، يقول الحق وان كان مُراً يشيد بكل ما يستحق الاشادة، وينتقد الخطأ بكل صفاء نية وحب ورغبة صادقة فى التقويم.
وأتم أبو زيد داعيًا: رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، وألهم جميع محبيه ومريديه وتلاميذه الصبر على فراقه، كنت اشعر فى آخر اتصال لى معه ان القدر ربما لن يجمعنا سوياً علي ظهر الارض مرة أخرى، وطلبت منه الدعاء لى بالتوفيق ودعوت له بدوام الصحة وأن يحفظه لمصر، وقلت له انني أضع صورتى معه فى دار سكن السفير المصرى في كندا كى اتحدث عنه أمام كل زائر فهو بالفعل جزء لا يُنسى من تاريخ مصر، شخصية فريدة يصعب تكرارها فى دنيانا.