باتت تحركات جبهة تحرير تجراي، تمثل تهديدا قويا على وجود حكومة آبي أحمد، خاصة بعدما أعلنت اليوم جبهة تيجراي أنها لن تتراجع عن تحركاتها، حتى تسقط حكومة أديس أبابا.
يأتي هذا التراجع الكبير للقوات الإثيوبية، نظرا لحشدها عند السد الإثيوبي، كما أوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإثيوبية، دينا مفتي، في تصريح سابق.
إذلال الجيش الإثيوبي:
جاء تصريحات مفتي، بعدما استطاعت قوات جبهة تحرير تجراي، أن تأسر مجموعات كبيرة من جنود الجيش الإثيوبي, فقد تداول مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، فيديو استعراض قوات تحرير تجراي آلاف الأسرى من الجيش الإثيوبي، بعد إعلان حكومة أديس أبابا، انسحاب قواتها من إقليم تجراي.
فقد أعلنت “الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، أن أكثر من 5000 جندي إثيوبي لديها، بينهم ضباط كبار “سيخضعون للمحاكمة.
وقال زعيم الجبهة دبرصيون جبرمكئيل في تصريح لوكالة “رويترز” إن قوات الإقليم الواقع في شمال إثيوبيا “أطلقت سراح نحو ألف من جنود القوات الحكومية الذين أسرتهم خلال معارك الآونة الأخيرة، بينما يستعد الجانبان لمواجهة على أراض متنازع عليها في غرب المنطقة”.
ولفت إلى أن “الجنود اقتيدوا إلى حدود تيغراي الجنوبية مع منطقة أمهرة الجمعة، موضحا أن القوات في منطقة تيجراي بشمال إثيوبيا أفرجت عن نحو ألف جندي أسير خلال القتال الأخير.
وذلك في الوقت الذي يستعد فيه الجانبان لمواجهة على أرض متنازع عليها في غرب المنطقة.
وتابع جيبريمايكل عبر هاتف يعمل بالأقمار الصناعية – “إنهم أطلقوا سراح ألف جندي من رتب منخفضة”، بحسب رويترز.
وأضاف “أكثر من 5000 (جندي) ما زالوا معنا ، وسوف نبقي على الضباط الكبار الذين سيواجهون المحاكمة”.
تحركات تيجراي:
بعدما تمكنت جبهة تجراي من تحرير الإقليم، اتجهت جنوبيا نحو العاصمة أديس أبابا، ليتأزم الوضع داخل إثيوبيا، وليخرج الصراع من إقليم تيجراي حتى وصل لإقليمي أمهرة وعفار.
لم تتوقف القلائل التي تثيرها جبهة تجراي، ولم تعلن نيتها حتى عن ذلك، فقد أعلنت جبهة تيجراي، أنها لن توقف معاركها حتى تسقط الحكومة الإثيوببة الفيدرالية، برئاسة آبي أحمد.وقد أفادت قناة العربية، أن جبهة التحرير لإقليم تيجراي، شددت على مواصلتها القتال أمام نحو العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، لإسقاط حكومة آبي أحمد.
من جهة أخرى، كانت قد كشفت مصادر رسمية في إثيوبيا، عن قطع خط السكك الحديدية والطريق البري، الذين يربطا جيبوتى مع أديس أبابا، وأوضحت قناة العربية، عن انقطاع خط الإمدادت بين دولتي إثيوبيا وجيبوتي من قبل مجموعة مسلحة.
المفاوضات قبلة حياة لآبي أحمد
ويعود هذا التراجع الكبير للقوات الإثيوبية في الإقليم، الذي استمر القتال فيه لـ 9 أشهر، حققت فيها أديس أبابا انتصارات شاسعة، وصلت إلى 60 بالمئة من الإقليم، حسب تصريحات سابقة لآبي أحمد، ذلك قبل أن يضحي أحمد بكل ذلك، ليرسل قوات الجيش إلى السد، زعما منه حمايته وتأمينه.
لذلك يسعى رئيس الوزراء الإثيوبي، إلى أن يأمن شر مصر والسودان من ناحية السد، خوفا من توجيه أي ضريات عسكرية تجاهه، لدعوة دولتي المصب مرة أخرى، إلى عقد مفاوضات حول قواعد ملء وتشغيل السد الإثيوبي.
فقد أوضح أحمد، لوزير الخارجية الجزائري أمس، أنه يبغي عودة المفاوضات بين أديس أبابا والقاهرة والخرطوم، وكان قد حل ضيفا على أحمد، قبل أن يزور الخرطوم، ومن ثمة يصل القاهرة اليوم، لملاقاة نظيره المصري، السفير سامح شكري، في تحركات جزائرية جديدة في المنطقة.
وإذا ما وافقت القاهرة والخرطوم على عقد مفاوضات جديدة، فإنها بمثابة قبلة الحياة لحكومة آبي أحمد ليدحر قوات جبهة تحرير تجراي، مع شكوك كثيرة، خاصة أن الجبهة متمرسة في أعمال العنف والحرب،
وبالتالي يمكن أن تكون عودة المفاوضات من عدمها، ورقة ضغط تمارسها القاهرة والخرطوم على حكومة أديس أبابا، كما يمكن أن يعطيها موقف أقوى في التفاوض لفرض ما يناسب مصالحها.
السد الإثيوبي
وقال خبير العلاقات الدولية، الدكتور أيمن سمير، أن آبي أحمد يعاني من التفكك الداخلي، ولم يعد أمامه إلا أن يتوارى خلف سد إثيوبيا، ليحافظ على ماء الوجه، بعد الهزيمة النكراء التي تلقتها القوات الإثيوبية، أمام جبهة تحرير تيجراي، مطلع الشهر الجاري.
وأوضح سمير، في تصريح لـ أوان مصر، أن إثيوبيا تعاني من صراع قديم داخل البلاد، موضحا أن نظام الحكم في إثيوبيا فيدرالي إطار جمهورية برلمانية اتحادية.
وأشار سمير أن آبي أحمد يحاول أن يستخدم قضية سد النهضة ليلتف الشعب حوله، لصدع تلك التشققات التي تزلزل المجتمع الإثيوبي، وذلك من خلال عدو خارجي، يحذر من نفوذه وترصده بالبلاد، وهنا يستخدم السد المزعم وجوده للتنمية، لهذا الغرض، فيما يسمى في علم السياسة بنظرية الدفع إلى الأمام.