كتبت_ياسمين أحمد
اشتهر المهاتما غاندي بمدى حبه للسلام، ولهذا الرجل خلفية تاريخية جابت العالم تعكس نواياه الطيبة المحبة للخير، حيث كان متضامنا مع أبناء وطنه من الهند ضد الاستعمار البريطاني، لكن المهاتما غاندي السياسي البارز والزعيم الذي جلب للهند استقلالها، من خلال حركة “اللاعنف” التي تزعمها ليس نقيا بالصورة التي روجت له، بل له تاريخ أسود من العنصرية تجاه السود والتمييز الجندي ضد النساء، وهذا الجانب من حياته أغفله التاريخ.
أكثر من 20 عاما قضاها غاندي يعمل في المحاماة، مدافعا بكل ما يملك عن حقوق الهند ولا أحد غيرهم، وعبر أكثر من مرة عن رأيه في الأفارقة، بكونهم لا يرتقون في نظره إلى مكانة البشر، وكان يرثي حال الهنود ومعاناتهم، لأن الاحتلال البريطاني يساوي بينهم وبين الهمج الأفارقة، حين سمحت السلطات البريطانية للأفارقة بالعيش جنبا إلى جنب مع الهنود في مدينة جوهانسبرغ، فـ استشاط غضبا وطالب بطرد السود من البلد.
سنة 1903 نادى بضرورة هيمنة العرق الأبيض على السكان في جنوب إفريقيا وبعد 5 سنوات حين أدخل السجن، احتج على إيداع المساجين الهنود بزنزانة الأفارقة، كما أن رأي المهاتما في النساء لم يختلف كثيرا، فهو يؤمن أن المرأة الحائض روحها مشوهة، وأن الفتاة المغتصبة تنازلت عن آدميتها، وفي نفس الوقت كان يحيط نفسه بمجموعة من النساء خاصة الفتيات القاصرات، رغم استماتته في الدفاع عن الهنود رفض غاندي بشدة الدفاع عن “الداليت” وهم فئة منبوذة في المجتمع الهندي بل واتهمهم بالعمالة للمحتل البريطاني، ولا يزال الداليت إلى اليوم محرومين من حقوقهم الإنسانية، حتى من مياه الشرب والرعاية الصحية.
اقرأ أيضا:
اليوم .. انطلاق 10 قوافل طبية ضمن مبادرة رئيس الجمهورية «حياة كريمة»