وضع حميمي سياسيا جمع جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية وتركيا، إلا أن مصالح أنقرة في المنطقة، أجبرت أنقرة على التقرب من مصر ودول الخليج العربي، المناهضة للجماعة الإرهابية.
وذلك لتتوتر العلاقة بين الطرفين، التي دامت لأأعوام طويلة، ساندت فيها تركيا الجماعة، واستفادت، لتنعطف هذه العلاقة المشبوهة نحو منعرج لا رجعة فيه.
لتبدأ الجماعة البحث عن مأوي جديد، تحاول أن تستعيد فيه بعض قواها، التي تهالكت وهلكت، بفضل ثورة الـ 30 من يونيو 2013، وما تبعها من نظام جديد ودولة جديدة، هدفها التنمية، مناهضة للأرهاب وجماعات التطرف.
أنقرة توقف أنشطة الجماعة والأخيرة تحل مكتبها
وبهدف التودد من مصر ودول الخليج، من أجل فتح صفحة جديدة في العلاقات، قررت السلطات التركية، في وقت سابق، وقف أنشطة جماعة الإخوان الإعلامية، من أراضيها.
بل أعطت تعليمات لمجموعة من مذيعي الجماعة الإرهابية، للحد من نشر سموهم تجاه القاهرة والعواصم الخليجية.
وتتمثل تلك التعليمات في وقف كافة أنشطة الأذرع الإعلامية للجماعة، على وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.
مما دعا الجماعة الإرهابية أن تتاخذ إجراءات لقطع الصلة مع أنقرة، فقد قررت الجماعة حل مكتبها في تركيا وكذلك حل مجلس شورى الإخوان.
وأفادت قناة العربية، عبر مصادر لم تكشف عن هويتها، أن الجماعة قررت إخراج عناصرها وأنشطتها من تركيا والرحيل لدول أخرى مثل كوسوفو وبريطانيا وكندا، فضلا عن عدد من دول البلقان.
ترحيب مصر
وعلق السفير سامح شكري، بخصوص الإجراءت التركية الأخيرة، بطرد القيادات الإعلامية الإخوانية، قائلا أنها “خطوة إيجابية” من أنقرة تمهد لإمكانية عودة العلاقات مع القاهرة.
وأوضح شكري خلال مكالمة هاتفية مع قناة القاهرة والناس، أن ما قامت به أنقرة، يتفق مع قواعد القانون الدولي والعلاقات الطبيعية بين الدول المبنية على عدم التدخل في الشؤون الداخلية.
وأضاف شكري، أن «السياسة» التي بدأت أنقرة اعتمادها مع مصر تتفق مع قواعد القانون الدولي”، ليؤكد أن استمرار هذه السياسات من الجانب التركي، تمهد لـ”تطبيع العلاقات” بين البلدين والتوصل لإطار أفضل.
فضاء لندن الجديد
من جهة أخرى خططت الجماعة الإرهابية، في وقت سابق، أن تنقل فضائياتها الموجهة ضد النظام والشعب المصري، والدولة المصرية خارج تركيا خلال مدة لا تتجاوز 3 شهور.
وقررت الجماعة أن تدمج قناة “وطن” مع الحوار، التي يديرها القيادي الإخواني، عزام التميمي، التي تبث من العاصمة البريطانية لندن.
أما بالنسبة لقناة الشرق، التي يخرج عليها محمد ناصر ومعتز مطر، المملوكة للإخواني الهارب أيمن نور، ستنقل بثها إلى خارج تركيا.
ولحين ذلك فقد أوقفت البرامج التحريضية ضد مصر ودول الخليج، طبقا لتعليمات السلطات التركية، ولتعمل على إيقاف بث أي محتوى يخالف التعليمات التركية.
أما فيما يخص «فضائية مكملين»، المملوكة للقيادي الإخواني عبد الرحمن أبو ديه، فقد قرر تحويل القناة من سياسية لمنوعات، تعرض محتوي لايت، لحين ترتيب عملية النقل إلى لندن، كما يبحث أبو ديه عن مطرب مشهور، يمكنه الإشراف على البرامج المقرر عرضها.
مؤسسات خيرية إخوانية في كوسوفو
وتخطط أيضا، جماعة الإخوان المسلمين، التوجه نحو دولة كوسوفو، وهي أحدى الدول المقاربة لتركيا، ويقطنها أغلبية مسلمة، تم الاعتراف بها حديثا، مطلع القرن الماضي، بعد استقلالها من صريبا، عقب تفكك الاتحاد اليوغسلافي.
وقد أفادت قناة العربية، أن للإخوان تواجدا في كوسوفو ولديهم مؤسسات تعليمية وثقافية عدة، إلا أن السلطات في كوسوفو، أغلقت بعض منها في عام 2014.
إبان ثبوت تهم على هذه المؤسسات، بتجنيد الكوسوفيين بالجماعة، بل وإرسال العديد منهم إلى سوريا، لمناهضة النظام السوري، ودعم الجماعات الإرهابية.
وأوضحت العربية أن الجماعة تمكنت من تغيير مسمى مؤسساتها وأنشطتها منعا لإثارة غضب السلطات الكوسوفية، لتركز أنشطتها للقيام بأعمال إغاثة ومساعدات إنسانية، مثل توفير الطعام والمساعدات للفقراء.
فضلا عن تواجد حزب سياسي معروف بتوجهه الإسلامي وهو “حزب العدالة”، يشرف عليه قيادي إخواني يدعى فريد أغاني.
وكشفت العربية عن القيادي الإخواني الذي يدير هذه المؤسسات، الذي يدعي “ع .د” من محافظة كفر الشيخ شمال القاهرة، ويقيم في كوسوفو منذ سنوات ويعمل لصالح إحدى المنظمات الخيرية الكبيرة.