كتب- محمود مظهر
أعلنت اليوم الأحد، أذربيجان، أن قواتها دخلت 6 قرى خاضعة للأرمينيين خلال المواجهات عنيفة إندلعت في منطقة ناغورني قره باغ عند خط التماس بين الطرفين ، مما تسببب في سقوط عدد من القتلى الغير معلن أعداداها من الطرفين الى الآن، وجعل ذلك ردود الأفعال الدولية تتهافت حول هذه التطورات.
واتهم كذلك رئيس وزراء أرمينيا بأن أذربيجان قد أعلنت الحرب على الشعب الأرميني، ونفي بالتالي مزاعم الأخيرة بتحرير القرى.
وأكدت متحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية، بأن إعلان وزارة الدفاع الأذربيجانية المتعلق باحتلال 6 قرى لا يتوافق مع الواقع، وتابعت أن هذه المعلومات مستفزة”، بحسب تعبيرها.
ونقل كذلك عن وزارة الدفاع في “ناغورني قره باغ” أن الجيش الأذربيجاني فقد 4 مروحيات و15 طائرة مسيرة، بالأخص الطائرات الهجومية منها، و10 دبابات وناقلات جند مدرعة. كما سقط ضحايا.
وعلى غرار ما حدث فقد أعلنت الحكومة الأرمينية قرار الحرب والتعبئة العامة في البلاد بسبب أحداث قرة باغ.
ونشر نيكول باشينيان رئيس الوزراء الأرميني، عبر صفحته على موقع فيسبوك اليوم: “يتم الإعلان عن حالة الحرب والتعبئة العامة بقرار من حكومة جمهورية أرمينيا، وسيسري القرار بعد نشره رسمياً”.
وأكد خلال ما نشره أنه يدعو الجنود المعينين في القوات إلى المثول أمام مفوضياتهم العسكرية في المناطق
وأوضحت وزارة الدفاع الأذربيجانية بالمقابل أن أرمينيا أطلقت النار على المناطق السكنية الواقعة على خط التماس في قرة باغ، ووفقاً لهذه البيانات، فقد قُتل مدنيون.
أن القوات المسلحة الأذربيجانية شنت عملية هجوم مضاد على طول خط التماس بأكمله في قرة باغ.
كما أعلن الجيش الأذربيجاني عن تدمير 12 منظومة مضادة للطائرات تابعة لسلاح الجو الأرميني.
والجدير بالذكر أن المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أعلن عن دفعة من مقاتلي الفصائل السورية الموالية لأنقرة، قد وصلت إلى أذربيجان، حيث قامت الحكومة التركية بنقلها من أراضيها إلى هناك، حيث جائت الدفعة من منطقة عفرين شمال غربي حلب.
كما أضافت المعلومات أن دفعة أخرى تتحضر للخروج إلى أذريبجان، في إطار الإصرار التركي بتحويل المقاتلين السوريين الموالين لها إلى مرتزقة.
وفي سياق متصل فقد نشر المرصد منذ 3 أيام، بأن الحكومة التركية قامت بنقل أكثر من 300 مقاتل من الفصائل الموالية لها، غالبيتهم العظمى من فصيلي السلطان مراد والعمشات، من بلدات وقرى بمنطقة عفرين شمال غرب حلب، حيث قالوا لهم إن الوجهة ستكون إلى أذربيجان لحماية المواقع الحدودية هناك، مقابل مبلغ مادي يتراوح بين الـ 1500 إلى 2000 دولار أميركي.
ومع هذا الاستنفار بدأ التنديد الدولي، فقد دعت روسيا، الأحد، لوقف فوري لإطلاق النار وبدء محادثات بين الأطراف، وجاء ذلك من خلال ما صرحت به وزارة الخارجية الروسية، عن دعوة الطرفين للوقف الفوري لإطلاق النار وبدء محادثات لإعادة الاستقرار إلى الوضع.
ومع تزمت الأزمه فقد دخلت إيران في الخط، وطالبت أرمينيا وأذربيجان بضبط النفس ووقف القتال فورا، مؤكدة أنها تتابع ما يحدث عن كثب.
وناشد وزير الخارجية الأطراف المتحاربة إلى الهدوء وضبط النفس.
ويذكر أن القضية الجيوسياسية بين أذربيجان وأرمينيا تعود إلى نحو قرن مضى، حينما ضم الإتحاد السوفيتي السابق عام 1921، منطقة ناخشيفان ذات الأغلبية السكانية الأرمينية، وكان الأرمن يشكلون 94% من سكانها، إلى أذربيجان.
وزادت أسوأ اشتباكات منذ العام 2016 احتمال اندلاع حرب واسعة النطاق بين أذربيجان وأرمينيا اللتين انخرطتا على مدى عقود في نزاع للسيطرة على ناغورني قره باغ.
فيما جمّدت المحادثات لحل نزاع قره باغ، الذي يعد بين أسوأ النزاعات الناجمة عن انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991، منذ اتفاق لوقف إطلاق النار أبرم سنة 1994.
واستثمرت أذربيجان الغنية بالطاقة بشكل كبير في جيشها وتعهّدت مرارا باستعادة قره باغ بالقوة، وأعلنت أرمينيا بدورها أنها ستدافع عن المنطقة التي أعلنت استقلالها لكنها لا تزال تعتمد بشكل كبير على يريفان.