أدت أزمة انتشار فيروس كورونا في العالم، بطريقة غير مباشرة، إلى زعزعة العملات والأسهم، ولم تتردد في خفض قيمة الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوياته خلال عامين بالاضافة الى تأثر العملة الخضراء لطلبات إعانة البطالة الأمريكية والتي عززت المخاوف من تعاف أبطأ من الأزمة الاقتصادية الناجمة عن فيروس كورونا، مما أثر سلبا على الدولار وعوائد سندات الخزانة الأمريكية.
وكان الدولار الأمريكي لفترة طويلة هو المعيار الرئيسي لاستقرار الاقتصاد العالمي، حيث دفع التوسع الاقتصادي الأمريكي الكثير من البلدان الى استخدامه لدعم تجارتها الخارجية ومتطلبات ميزانيتها، وخاصة أن غالبية المعاملات التجارية العالمية بالدولار، ويشغل نسبة كبيرة من الاحتياطيات المالية للعديد من الدول، ومع ذلك يبدو أن العملة النقدية الرائدة في العالم قد اهتزت بسبب الانكماش الاقتصادي العالمي الناتج عن جائحة كورونا.
جدير بالذكر أن الدولار الأمريكي بدأ الجائحة بشكل قوي، مدعوما بالكثير من الطلب على النقد الإضافي من الدول الراغبة في تخزين احتياطياتها الخاصة، وبالتالي ارتفعت قيمته، والتي تقدر بنحو7% عن مستويات ما قبل الجائحة، وظل هذا الارتفاع ثابتا حتى مع قيام البنك الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض أسعار الفائدة بشكل كبير وإغراق الأسواق الدولية بالدولار لدعم الصناعات العالمية الرائدة.
ومع أنخفاض قيمة الدولار تدريجيا عن مركزه المعتاد، طرح جدل حول ما إذا كانت العملة الخضراء ستواصل الهبوط ام ان هناك انتعاش في الأيام القادمة.
يقول محمد جاب الله، الخبير المالي والأقتصادي، ان الدولار في السوق المصرية سيسير عرضيا الفترة القادمة ما بين سعر ١٥ دولار وما حوله، حيث ان السياحة بدأت فى العوده تدريجيا مع توقعى عودة حركة التجارة العالمية والتي ستنصب اساسا فى مصلحة قناة السويس وخاصة بعد انتهاء ازمة فيروس كورونا مما سيدفع الدولار الى البقاء حول معدلاته الحالية فى اتجاهه الى الانخفاض التدريجى.
ويضيف جاب الله، بالنسبة لتأثر الدولار بالأزمات الامريكية نحن فى منأى الى حد كبير عنها، حيث أن التغيرات فى سعر الدولار بمصر تخضع للشأن الداخلي اكثر منها من الشأن الخارجي.
وبخصوص مستقبل الدولار الأمريكي.. يشير جاب الله، الى انه لا يتوقع أنتهاء هيمنة الدولار الأمريكي فى الحقبة الحالية بل ستظل الهيمنة الامريكية مسيطرة على العالم فترة أطول، الى ان يحتل الاقتصاد الصينى محلها وهو ما سيحدث في عقود اخرى.
يقول حسام سويد الغايش، الخبير الاقتصادي والمالي، ان مستقبل الدولار الأمريكي الفترة القادمة على مستوى الأجل القصير والمتوسط مرتبط بالانتخابات الأمريكية وايضا بتداعيات فيروس كورونا حيث إن الاقتصاد الأمريكى من أكثر الاقتصاديات تأثرا بأزمة فيروس كورونا سواء على مستوى الاقتصاد الحقيقى أو على مستوى الاستثمارات مما سيجعل الضغط على الدولار عالميا قويا للغاية .