السيد العشري الشهير بـ”اللومان”، كان أخطر مجرم فى مصر من أعوام 1909م حتى 1942م، ورغم أنه لم يكن يمتاز بعضلات مفتولة، فهيئته وسحنته التى نشرتها الصحف تظهر أنه كان نحيفًا، وقد غزاه الشيب، إلا أن خبرته فى عالم الإجرام، وعدم وجود ضمير وقلب له جعلته واحدا من أشهر القتلة، حيث استمر موصوفا فى السجلات بـ”الشقي الخطير”.
تطوع العشري لوضع أفكار فى إصلاح حال السجون، وهى الأفكار التى تقدم بها لوزارة الداخلية بعد خروجه من السجن، لتكتب الصحف والمجلات بأن خبير السجون هو مسجون سابق، ترى ماهى قصة اللومان؟.
يقول أرشيف الصحف والمجلات إن العشري كان مجرد عامل بسيط فى محل أحذية بطنطا، إلا أنه فجأة تحول لمجرم حين أقدم على قطع أصابع زميله ودخل السجن ليقضي 3 سنوات فقط، وفى السجن استمر فى هوايته الغريبة فى القتل، مما جعله يقبع فى السجن 31 سنة على فترات متقطعة بدلا من 3 سنوات، وأن يرتبط لقبه باللومان أى “ليمان طرة”.
كان سجن ليمان طرة، أول محطة للعشري أو اللومان، ولكنه قام بقتل شاويش بحجة أن الشاويش يقدم الخبز للمسجونين بطريقة مستفزة، حيث يجعله على حذائه – حسب اعترافاته التى أدلى بها – فقام لومان بقلع عيون الشاويش ورماه فى البكابورت “دورة مياه السجن”، فتم الحكم عليهبالسجن 5 سنوات، وأثناء الحرب العالمية الأولى، وحين تم إلقاء القبض على جاسوس تركي جندته دول المحور للتجسس؛ حُكم على الجاسوس بالأشغال الشاقة المؤبدة، إلا أن الجاسوس حاول الهرب، وأبلغ أحد المساجين عنه فتم إحباط هروب الجاسوس.
لومان والدم
لومان الذي عشق الدم والقتل وجدها حجة، فقام بقتل زميله؛ حيث ذبحه بحجة أنه من العيب أن يبلغ زميلا على زميله المسجون، وتم الحكم عليه بالسجن 10 سنوات ليقضي العقوبة، وقد خرج من السجن ليعود إليه ثانية؛ حيث قام بقتل أوسطى جزمجى، وضربه بالشاكوش فقتله، بحجة أنه يريد منه رشوة فتم الزج به فى السجن ليقضي 5 سنوات آخري، وهناك فى السجن نفذ جريمة بشعة حيث قام بقتل يوزباشي بالعتلة على رأسه فقتله بحجة أن اليوباشي مغرور ومتكبر.
قام اللومان الذي اشتهر بجرائم القتل بأسباب واهية بتهريب الدخان والسجائر فى السجن؛ مما جعله يكتنز الأموال، وحين تم اكتشاف أمره تم جلده بـ800 جلدة، وحين خرج من السجن قرر أن يترك عمله الأول كعامل فى محل أحذية، حيث عمل فى صناعة الخوص بعد أن تعلم الحرفة على يد أحد الهجانة، كما قرر أن يقدم خبراته كخبير سجون كأفكار لإصلاح حال السجون، ومنها القضاء على التهريب فى السجون، وإتاحة المحظورات والممنوعات فى السجن ضاربا مثالا بأحد الأعيان فى الفيوم الذي دخل السجن، وكان يملك مقدار 300 فدان، ولما خرج وجدها 70 فدانا حيث أنفق 230 فدانا على الممنوعات والمحظورات فى أوقات تقضيه أعوام سجنه.
طالب لومان خبير السجون، بأن السجان لا يصح أن يكون متعلما لأنه لا يستطيع أن يكبح المجرمين الذين لايردعهم الدين ولا اللطف الزائد، مع وضع مكافأة للسجين تعينه على الحياة حين يخرج من السجن، كما طالب أن يكون السجناء فى كل مديرية أو محافظة مع بعضهم البعض؛ وذلك للقومية الإقليمية التى تجعل بينهم الألفة والمودة، مثلما فعل البريطانى كولوس باشا الذي تولى منصبا فى وزارة الداخيلة فى وقت الاحتلال البريطانى لمصر ،منذ عام 1884م حتى عام 1913م.