تظل عملية نقل كلى خنزير داخل جسد امرأة متوفية إكلينكيا حديث السوشيال ميديا في الأيام القليلة الأخيرة، وبين مؤيد ومعارض هناك الكثير من الأحاديث التي تمدح وترفض تلك العملية؛ بسبب نجاسة الخنزير العينية كلا وجزءا.
وفي هذا الإطار، رصد أوان مصر منشور سابق للدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف السابق عبر حسابه الرسمي بموقع فيسبوك، شارحا فيه كافة التفاصيل الشرعية والعلمية التي تقول بنجاسة الخنزير.
وعلق “شومان” أن الخنزير محرم كله بحسب الشريعة الإسلامية، لكن إذا أثبت البحث العلمي ذلك فالضرورات في شرعنا تبيح المحظورات، والضرورات تقدر بقدرها.
أراء الفقهاء عن نجاسة الخنزير
واستكمل وكيل الأزهر السابق: “فقهاء المذاهب الـ 4 اتفقوا على تحريم الخنزير شحما ولحما ،وتعددت الأقوال في علل تحريمه إلا أن العلة الدائمة والمستقرة هي نجاسته ،المعبر عنها في كتاب الله بالرجس وذلك في قوله -تعالى-: (قل لا أجد فيمَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (الأنعام:145) والرجس يراد بها النجاسة على ما ذكره المفسرون، ولذا يعبر عن الخنزير فقهيا بأنه نجس العين ويراد بالعين جميعه لا العين التي يرى بها، ولذا يحرم عندهم الانتفاع بشيء من لحمه أو شحمه أو جلده، حيث إن نجاسته نجاسة ذات غير قابلة للتطهير، وقد أثبت البحث العلمي الحديث أن النجاسة متمكنة وغالبة في شحوم ولحوم وجلود الخنازير.
وأضاف العالم الأزهري حرم الله عز وجل لحم الخنزير وذلك من قول الله تعالى:( قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (الأنعام:145). وبين ربنا عز وجل وهو العليم الخبير أن العلة في تحريم لحم الخنزير هي (إنه رجس) أي نجس، ضار ومؤذ ونتن وهذه علة ذاتية قائمة لا تنفك عن لحم الخنزير أبدا، وهذا يبين أن العلة في التحريم ليست عارضة أو مكتسبة، والعلة العارضة كأكله القاذورات والقمامة وهذا يحدث في بعض البلدان دون غيرها لأن الغرب يطعمون الخنازير أعلافا طيبة ويربونها في حظائر نظيفة مغلقة ومكيفة وهنالك تنتفي هذه العلة العارضة.
سبب نجاسة الخنزير
كما أن العلة أيضا ليست مكتسبة تزول بزوال سببها كإصابته ببعض الأمراض الطفيلية والبكتيرية والفيروسية لأن كل هذه الأمراض مكتسبة ومن الممكن السيطرة عليها إما بالعلاج بالمضادات الحيوية ضد مسببات هذه الأمراض أو باستخدام اللقاحات وهي الآن شائعة وتستخدم على نطاق واسع وبذلك تنتفي هذه العلل المكتسبة، وبانتفاء العلة العارضة أو العلة المكتسبة ينتفي الحكم وهذا تكذيب لكتاب الله تعالى الذي يتلى إلى أن تقوم الساعة، وبذلك تبقى العلة الذاتية التي لا تنفك عن لحم الخنزير في كونه نجساً وضاراً ومؤذياً لمن يأكله هي الأصل في بقاء الحكم الشرعي.
وأوضح وكيل الأزهر، أن نجاسة لحم الخنزير قد تحققت كما تحقق الضرر من أكل لحمه من خلال الأبحاث العلمية العديدة وهذه بعض نتائجها:
نتائج الأبحاث بشأن نجاسة الخنزير
- أن الخنزير حيوان سبعي له أنياب يأكل الجيف والفئران ولو سمحت له الفرصة لأكل الأطفال لأكلها وهذا عكس الأنعام تماما فهي بدون أنياب ولا تتغذى إلا على العشب والكلأ فقط.
- أن عدم وجود انزيمى Xanthin oxidase &Uricase فى بلازما الخنزير وقلة وجوده فى الكليتين يجعله يحتفظ بكمية كبيرة من حمض البوليك فى أنسجته فالخنزير يتخلص من 2% فقط من هذا الحمض والباقى يختزن فى جسده وهذا عكس الأنعام فهى تتخلص من حمض البوليك بكميات كبيرة لوجود (Xanthin oxidase فى بلازما الأبقار وهو يقوم بتكسير حمض البوليك إلى آلنتوين والذى يفرز فى بول الأبقار بكميات عالية جدا وبالتالى تتخلص الأبقار منه عن طريق البول وينقى الدم منه وبالتالى اللحم فيكون لحم الأبقار طاهرا طيبا . كما يوجد فى بلازما الأغنام انزيم اليوريكاز (Uricase) والذى يقوم بتكسير حمض البوليك وتتخلص الأغنام منه عن طريق الكليتين مما يجعل لحم الأغنام أيضا طاهرا طيبا
- أن كثرة وجود حمض البولي في دم ولحم الخنزير دليل على نجاسته ولهذا وصفه ربنا عز وجل بأن رجس.
- أن كمية انزيم اليوريا في كلى الأبقار حوالى ستة أضعاف الموجود في كلى الخنازير.
- أن الخنزير بطبعه الخبيث يأكل روثه المختلط ببوله وما به أيضا من حمض البولي يجعل تراكم هذا الحمض في لحمه بكميات كبيرة تضر بصحة الإنسان وهذا يدل على نجاسة لحمه كما بين ربنا عز وجل في علة التحريم للحم الخنزير وهى أنه رجس وهذا من الإعجاز العلمي لهذه الآية ولتحريم لحم الخنزير.
- أن الخنزير يحتوى على 50% من لحمه دهنيات وأن هذه الدهنيات منها 38% دهون مشبعة تراى جلسريد ولا يستطيع الإنسان هضمها بينما الأبقار تحتوى على 6% فقط من الدهون وهى سهلة الهضم والأغنام تحتوى على 17% دهون أيضا سهلة الهضم وهذا يدل أيضا على الضرر المحقق من تناول لحم لخنزير.
- أن الخنزير يحتوى على كميات عالية من هرمونات النمو وهى تسبب ستة أنواع من السرطانات بينما تفتقر الأنعام إلى هذه الهرمونات مقارنة بالخنزير وهذا أيضا ضررا آخر محققا من تناول لحم الخنزير وعلة ذاتية على التحريم.
- أن لحم الخنزير يحتوى على كميات كبيرة من الكبريت على عكس الأنعام وهذه علة أخرى ذاتية لتحريم لحم الخنزير.
- أن لحم الخنزير يحتوى على كميات كبيرة من الهستامين والإميدازول المسبب للحساسية واكزيما الجلد لمن يأكله بينما لحم الأنعام لا تحتوى على هذا الهرمون.
- وأن نسبة الكوليسترول في لحم الخنزير خمسة عشر ضعفاً لما في البقر، ولهذه الحقيقة أهمية خطيرة لأن هذه الدهنيات تزيد مادة الكوليسترول في دم الإنسان ،وهذه المادة عندما تزيد عن المعدل الطبيعي تترسب في الشرايين ، ولاسيما شرايين القلب ، وتسبب تصلب الشرايين وارتفاع الضغط ، وهو السبب الرئيسي في معظم حالات الذبحة القلبية “، وهذه أضرار شديدة بصحة الإنسان.
- وتعتبر هذه الأضرار علل ذاتية للتحريم ويبقى الحكم ببقاء العلة ويكون الخنزير محرما على التأبيد إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
الإعجاز العلمي في حرمة لحم الخنزير
وأضاف، من خلال نتائج هذا البحث يتضح بيان الإعجاز العلمي في حرمة لحم الخنزير حيث إن كل هذه الأضرار التي موجودة في لحم ودهن ودم الخنزير تجعل الخنزير محرما لذاته وليس لعلل عارضة أو مكتسبة وهذا الذي بينه ربنا عز وجل من قوله (فإنه رجس) أي نجس، ضار ومؤذ ونتن ومن هنا يتضح وجه الإعجاز العلم في هذا النص القرآني لحرمة لحم الخنزير وصدق الله العظيم الحكيم العليم الخبير الذي بلغ رسوله النبي الأمي بتحريم لحم الخنزير كما بلغ الرسل الكرام من قبله بحرمة هذا الحيوان القذر النجس).
وأشار شومان، أن شحوم الخنزير النجسة للأسف الشديد تستخدم في مثير من الأذية في بلاد الغرب تحت رموز علمية إذا وجدتها في مكونات غذاء فاعلم أنها تحتوي على شحوم الخنزير وهي:
E100, E110, E120, E 140, E141, E153, E210, E213, E214, E216, E234, E252,e270, E280, E325,
E326, E327, E334, E335, E336, E337, E422, E430, E431, E432, E433, E434, E435, E436, E440,
E470, E471, E472, E473, E474, E475,e476, E477, E478, E481, E482, E483, E491, E492, E493,
E494, E495, E542,e570, E572, E631, E635
واختتم وكيل الأزهر السابق، إنه ما ينبغي بحثه هل هناك ضرورة علاجية تقتضي استخدم بعض شحم الخنزير ولا بديل لها فيما أحله الله أو لا؟ فإن كانت الإجابة بأن بعض الحالات المرضية لا بديل فيها عن استخدم بعض شحم الخنزير أو لحمه أو جلده وهو ما أشك فيه فما خلق الله داء إلا أوجد له دواء مما أحله لنالكن إذا أثبت البحث العلمي ذلك فالضرورات في شرعنا تبيح المحظورات، والضرورات تقدر بقدرها.