مازالت أسعار النفط الخام تعاني من خسائر كبرى، حيث سجلت الأسبوع المنقضي خسارة أسبوعية ثانية على التوالي، وتوقع المستثمرون استمرار تخمة المعروض من النفط، بسبب تراجع الطلب مع الارتفاع الشديد في حالات الإصابة بفيروس كورونا في بعض الدول، الأمر الذي يشير إلى انهيار آخر في الأسعار.
ووفقًا للتقارير العالمية الصادرة في آخر يومين، فقد ارتفعت المخزونات الأسبوع الماضي في الولايات المتحدة على عكس التوقعات، وعادت مصافي التكرير ببطء إلى العمليات بعد إغلاق مواقع الإنتاج بسبب العواصف في خليج المكسيك، وسجلت مخزونات الخام في الولايات المتحدة ارتفاعا بلغ مليوني برميل مقارنة بتوقعات بانخفاضها 1.3 مليون برميل.
وفي مؤشر سلبي آخر، بدأ المتعاملون يحجزون ناقلات لتخزين النفط الخام والديزل، في ظل تعثر التعافي الاقتصادي مع استمرار جائحة فيروس كورونا، ومن المرجح أن تطرح مسألة زيادة المخزونات خلال اجتماع أوبك المقبل في 17 سبتمبر للجنة مراقبة السوق التابعة لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” وحلفاء من بينهم روسيا، في المجموعة المعروفة باسم “أوبك +”.
ويتسارع من جديد معدل انتشار فيروس كورونا حاليا في مختلف أنحاء العالم، وذلك لأول مرة منذ مارس الماضي ويؤثر الإغلاق الاقتصادي المحتمل في منعويات أسواق الطاقة، وتنم المؤشرات الاقتصادية في الآونة الأخيرة عن تعاف بطيء وصعب من انتشار الجائحة.
ونفذت منظمة الدول المصدرة للبترو وحلفائها “أوبك +”، منذ مايو المنقضي، خفضا قياسيا بنحو 9.7 مليون برميل يوميا أو ما يعادل 10 في المائة من الإنتاج العالمي، بعد أن سحق فيروس كورونا ثلث الطلب العالمي، واعتبارا من أول أغسطس، جرى تخفيف الخفض إلى 7.7 مليون برميل يوميا حتى ديسمبر.
ويعد أي تراجع في أسعار النفط عالميا ميزة لمصر، التي مازالت تستورد جزءا من احتياجات السوق المحلي بالعملة الصعبة، وأي تراجع في الأسعار يعتبر وفرا للخزينة العامة للدولة، إلا أن الأمر فيه تأثير سلبي على تقليص معدل ضخ الاستثمارات الجديدة في التنقيب عن البترول.