مشروع الضبعة/ نشرت صحيفة المونيتور الأمريكية، عبر موقعها الرسمي، تقريرا عن إيقاف مؤقت لمشروع الضبعة النووي، الذي تعمل القاهرة على الانتهاء منه في 2028، بالتعاون مع موسكو، في استثمارت روسية بلغت 25 مليار دولار.
وأشار التقرير أن مصر أعلنت تأجيل إنجاز مشروع محطة الضبعة النووية، حتى عام 2030 بدلاً من عام 2028. بعدما أكد المتحدث باسم الهيئة المصرية للرقابة النووية والإشعاعية، كريم الأدهم في تصريحات لصحيفة “إنتربرايز” الاقتصادية في 14 يوليو الماضي، أن مشروع الضبعة، لن يكتمل قبل عام 2030 بسبب الاضطراب الناجم عن جائحة فيروس كورونا.
مشروع الضبعة والسد الإثيوبي
وربط التقرير، تأجيل الجانب المصري، لمحطة الضبعة، بالموقف الروسي تجاه قضية السد الإثيوبي، أثناء مناقشتها في مجلس الأمن، فضلا عن توقيع اتفاقية تعاون عسكري بين موسكو وأديس أبابا، أواخر يونيو الماضي.
وتابع التقرير، أن ذلك يتزامن الإعلان عن تأجيل استكمال مشروع محطة الضبعة النووية مع توتر العلاقات بين مصر وروسيا، في خطابها يوم 8 يوليو في جلسة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن أزمة سد النهضة الإثيوبي، حيث أعرب الممثل الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، عن قلق بلاده بشأن الخطاب التهديدي المتزايد في الأزمة.
وقالت “المونيتور” أن التصريحات الروسية، أثارت نتائج عكسية وجدلاً واسعا في وسائل الإعلام المصرية ، علاوة على ذلك، شكرت إثيوبيا رسميًا روسيا على دعمها في أزمة سد النهضة.
ورصدت الصحيفة، رد فعل الإعلامي، عمرو أديب، في 9 يوليو الجاري، الذي انتقد موسكو خلال برنامج الحكاية على قناة MBC.
كما انتقد تصريحات المندوب الروسي بشأن أزمة السد الإثيوبي، ووصفها بأنها مرفوضة، وأشار أديب إلى أن روسيا رفضت لغة التهديد، ما يعني أنها رفضت الحل العسكري وطالبت بإجراء مفاوضات.
في النهاية اتفاق
وتواصلت المونيتور، مع طارق فهمي ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الذي أوضح أن التوتر الأخير بين مصر وروسيا، انعكس على استقرار المشاريع الاقتصادية والاستثمارية المشتركة بين البلدين، موضحا أنه دائما ما يكون الموقف المصري الروسي غير مستقر بسبب عديد العوامل.
وأشار فهمي إلى أن “تأجيل استكمال مشروع الضبعة النووي مرتبط بالتأكيد بالتوتر بين مصر وروسيا، وتجلى هذا التوتر بشكل واضح بعد الموقف الروسي في جلسة مجلس الأمن بشأن السد الإثيوبي، وبعد إعلان أديس أبابا توقيع اتفاقية عسكرية مع موسكو.
كان ذلك في 12 يوليو، حبنما وقعت إثيوبيا وروسيا اتفاقية تعاون عسكري في ختام الدورة 11 لمنتدى التعاون الفني الإثيوبي الروسي.
ورفض فهمي جدلةـ أن روسيا من الممكن أن وقعت على اتفاقها العسكري مع إثيوبيا لنكاية مصر، موضحا، كانت موسكو تشعر أن مصر تضعها في المرتبة الثانية بعد واشنطن.
خاصة بعدما شاركت مصر في مناورات Sea Breeze البحرية في منطقة البحر الأسود، على الرغم من تهديدات روسيا بإطلاق النار على السفن التي تبحر هنالك.
ويعتقد فهمي،مع ذلك، أن روسيا ومصر ستتوصلان في النهاية إلى اتفاق لإكمال، مشروع الضبعة، للطاقة النووية. مشيرا أن القاهرة تريد استكماله في أسرع وقت، كما أن موسكو تدرك أهمية علاقاتها مع مصر.
من جهة أخرى، نفت شركة روس أتوم الروسية، التي تعمل على تنفيذ مشروع الضبعة النووي، في بيان عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي، فيس بوك، ما نشر من أخبار ومعلومات، من قبل بعض وسائل الإعلام الناطقة باللغة الانجليزية، بشأن الإيقاف المزعوم لمشروع محطة الضبعة النووية.
الشركة المنفذة تنفي
شركة روساتوم الروسية المنفذة لمشروع الضبعة النووى ، فى بيان رسمى ، أنه لا صحة اطلاقا لما نشر من معلومات واخبار مؤخرا من قبل بعض وسائل الإعلام العربية الناطقة باللغة الانجليزية بشأن الإيقاف المزعوم لمشروع محطة الضبعة النووية.
وأكدت الشركة فى بيان لها عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي الاجتماعى”فيس بوك” ، نود أن نؤكد أن تعاوننا الثنائي لا يزال قويًا كما كان دائمًا ، موضحة أن تؤكد الزيارة الأخيرة التي قام بها حاليا الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة ورئيس مجلس إدارة هيئة المحطات النووية المصرية د. أمجد الوكيل إلى منشأة روساتوم، الي استمرار التزام البلدين بتنفيذ هذا المشروع التاريخي.
من جانبه قال كريم الأدهم، أن المشروع متوقف حاليا، وأن مشروع الضبعة، لن يكتمل قبل عام 2030 بسبب الاضطراب الناجم عن جائحة فيروس كورونا.
بينما أكد هشام حجازي، رئيس قطاع الوقود النووي بهيئة المحطات النووية المصرية، أن البرنامج النووي المصري لن يقتصر على إنشاء مشروع محطة الضبعة.
وقال إن عددا من المشاريع النووية في طور الإعداد في منطقة الساحل الشمالي، موضحا أن المشروع يتم استكماله بشكل طبيعي، إلا أن تداعيات جائحة كورونا أثرت على عمليات الإنشاء والتشغيل.