أطلق هذا الأسبوع فضيلة شيخ الأزهر الشيخ أحمد الطيب مبادرة جريئة لمواجهة غلاء المهور في المجتمع المصرى و ما أدت إليه من عزوف الشباب المقبلين على الزواج عنه و هو ما أدى إلى إنتشار ظاهرة أخرى هى تأخر سن الزواج و العنوسة.
و تماشيا مع مبادرة شيخ الأزهر أطلق مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، حملة توعية لمواجهة غلاء المهور وتكاليف الزواج، وذلك تحت عنوان “أكثرهن بركة” إحياءً لهدي رسول الإنسانية محمد صلى الله عليه وسلم في هذا الشأن، وانطلاقًا من قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي أخرجه الإمام النسائي “أَعْظَمُ النِّسَاءِ بَرَكَةً أَيْسَرُهُنَّ مَئُونَةً”.
يأتي ذلك في ضوء توجيهات فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف ، وتأتي هذه الحملة في إطار معالجات الأزهر للعديد من القضايا المجتمعية عمومًا، والأسرية خصوصًا، ونشرًا للوعي الإسلامي الصحيح، وتصحيحًا للمفاهيم،و تيسيرا على المقبلين على الزواج،والقيام بواجب التوعية المجتمعية بهذه القضية المهمة.
وتأكيدا على أن الأسرة المصرية بحاجة إلى مزيد من الترابط والعودة إلى العادات والسلوكيات السليمة التي تربينا عليها في مجتمعاتنا الشرقية العريقة، والقضاء على السلوكيات الخاطئة التي أخذت في الانتشار خلال الآونة الأخيرة من محاولات لتقليد كثير من العادات الغربية السلبية التي لا تتناسب مع قيمناوتقاليدناخاصة، وإن الأزهر الشريف يبذل كل الجهود الممكنة للمحافظة على المجتمع المصري.
وذلك بالبناء القوي للأسرة المصرية، باعتبارها المكون الرئيس للمجتمع، وبقدر تماسكها وترابطها يكون المجتمع قويًا، خاصة في توقيت يعاني فيه المجتمع بعضًا من المشكلات والعقبات و في ذات السياق تبنى مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية مبادرة شيخ الأزهر .
كما أطلق مجمع البحوث الأسلامية حملة توعية شاملة بعنوان ” يسروا و لا تعسروا ” للتوعية بالتيسير في تكاليف الزواج ومواجهة ظاهرة المغالاة في المهور المنتشرة بين الأسر، حيث يشارك في الحملة نحو ٣٠٠٠ واعظ وواعظة من مختلف مناطق الوعظ على مستوى الجمهورية.
إن المبادرة الكريمة لشيخنا الجليل الشيخ أحمد الطيب تمثل ضربآ لناقوس الخطر في هذه المشكلة فطبقآ لتقارير الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء في أحدث تقرير له صدر مؤخرًا، أن هناك انخفاضا واضحا في معدل الزواج من ٩,٦ لكل ألف من السكان عام ٢٠١٧إلى ٩,١ لكل ألف من السكان عام٢٠١٨ و هو ما يعكس أهمية مبادرة شيخ الأزهر و جرأتها في مواجهة المشكلة.
و أنا من هنا أتبنى أيضآ مبادرة شيخ الأزهر و أطالب الجميع بتبنيها و إدراك المعانى النبيلة لها و أطالب كافة الأسر المصرية بضرورة عدم المغالاة في المهور و التدقيق في حسن الأختيار بدلآ من الأهتمام بالنواحي المالية و محاولة فرض المهر الغالى على حديثى الزواج و هو أمر يتعارض البتة مع ما أمرنا به رسولنا الكريم .
و للحديث بقية طالما في العمر بقية