يعيش الرجل السبعيني معاناة لا يتحملها أحد، بسبب ظروفه المادية الصعبة يتجول في شوارع القاهرة بعربة المخبوزات الخاصة به لتوفير قوت يومه دون أن يمد يده لأحد، التجاعيد تتزاحم على وجهه، والحزن يُخيم على عينيه، بعد وفاة زوجته أصبح زاهدًا في الحياة.
يقول «محمد سليمان» البالغ من العمر 72 سنة لـ «أوان مصر»، إنه بعد وفاة زوجته أصبح يعيش من أجل أبنائه الـ 6 لتلبية متطلباتهم الخاصة، وصمت قليلًا ونظر إلى الأرض قائلًا بكل حزن وتعب «أنا مش مستني حاجة من حد أنا بعيش اللي فاضل من حياتي بستر ربنا»، يحلم بأن يدخل أبنائه كليات القمة، ظل يعافر عليهم من أجل أن يُنفذ وصية زوجته.
ويضيف بصوت منخفض «تعبت وكل ما اليأس يدخل في قلبي بفتكر ولادي أرجع أكمل من تاني»، يعيش داخل غرفة صغير مع أبنائه الـ 6 في منطقة شبرا الخيمة، ويستأجرها بمبلغ قدره 300 جنيه شهريًا، ويشير إلى أن لديه انبة معاقة يعمل جاهدًا ليلبي احتياجاتها، بالإضافة إلى باقي أبنائه، فضلًا عن فواتير المياه والكهرباء والغاز.
يبدأ الرجل السبعيني يومه من الساعة الـ 9 صباحًا بعمل المخبوزات في المنزل ويأتي لـ رمسيس الساعة الثالثة عصرًا يبدأ عمله إلى الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل في الشتاء، وفي الصيف ينتهي عمله الساعة الثانية صباحًا، وهو يتجول بعربة المخبوزات.
لم تكن هذه هي المهنة الأولى التي يعمل بها بل لجأ إليها بعد تركه لوظيفته الحكومية التي رفض ذكر أي تفاصيل عنها، موضحًا أنه عمل في بيع الفاكهة ومن ثم اتجه للعمل في عدة مهن اخرى، وعندما بلغ سن الـ 50 لم يستطيع العمل بطريقة جيدة لذلك اتجه لبيع المخبوزات.
واختتم حديثه بأن المبلغ الصافي الذي يحصله طوال اليوم من 30 إلى 50 جنيه، مؤكدًا أنه لا يستطيع دفع الإيجار وصاحب المنزل لا يصبر عليه، «تعبت من شغل الشارع مش جايب همه».