تحقيق: سماح عثمان
ليس جديد على الكيان الصهيوني أن يسرق التاريخ بعدما حاول سرقة الأرض والاستيلاء على حق ليس له، فإسرائيل لها تاريخ أسود مع مصر فأثناء سنوات الاحتلال قامت مجموعة من اللصوص على رأسهم ابنة موشيه ديان وزير الدفاع الإسرائيلي بسرقة قطعا أثرية مهمة وفريدة وتروي حقبة تاريخية مهمة ، بل ازداد التبجح في بناء متحف وأسمته “متحف الفن الإسلامي” تحت إدارتها وسيطرتها .
الشماع: جناح خاص للآثار المصرية فى متحف بالقدس المحتلة
قال بسام الشماع الباحث فى الحضارة المصرية أننى قمت بزيارة متحف إسرائيل بالقدس المحتلة بالفعل فى ديسمبر 2013 وهو يحتوى على 500 ألف قطعة أثرية من حضارات العالم كله ،وبه جناح خاص بالآثار المصرية ،وقد لاحظت أن الدخول ب16 دولار ومعه خريطة كاملة عن المتحف بأى لغة يريد السائح وبالطبع متوافر باللغة العربية وعقب الدخول نجد عدد كبير من المرشدين السياحيين فى مقدمة الدخول مجانا ويصاحبنى أحدهم داخل المتحف باللغة التى اختارها ،وقد طلبت من المرشدة التى رافقتنى أن تشرح لى باللغة الإنجليزية وطلبت منها التوجه لجناح الحضارة المصرية ،وقد شرحت بشكل حيادى للغاية واتبعت سياسة كسب الغير ولم أغضب من شرحها للآثار المصرية ونسبت الآثار- فى شرحها- للمصريين القدماء ولم تنسبها لبنى إسرائيل علما بأنني لا أعلم ماذا تقول لباقى زوار الجناح المصرى .
“موشى ديان” سرق آثارنا وقت الإحتلال وجمعها فى متحف
وأوضح الشماع، أننى لاحظت حفظ الآثار هناك على أعلى مستوى من الجودة وعندما سألت من أين جاءت هذه التماثيل والآثار المصرية أجابت من أصدقائنا الأمريكان ولكن هذا ليس صحيح .
وأضاف الشماع، أن هذه الآثار خرجت على يد جامعة “بنجوريون” الصهيونية التى عاثت فسادا فى شبه جزيرة سيناء وقت الاحتلال الاسرائيلى منذ 1967 وحتى استلام سيناء فى أوائل الثمانينات وكان “موشى ديان” وزير الدفاع الاسرائيلى أكبر لص آثار آنذاك وقامت ابنته بإنشاء متحف خاص يضم كل الآثار المصرية التى خرجت على أيدى أبيها.
وقال الشماع، أضرب أمثلة بالأثار الموجودة هناك :” تابوت ملون أصلى ،أوانى كانوبية وهى ماكانت تحفظ بداخلها أحشاء المتوفى لكى يتم استخدامها فى العالم الآخر ، تمثال للقطة “باستت” وهى مثال للقطة الاسطورية ،تمثال للرب الأسطورى “جيحوتى” على هيئة طائر أبى منجل وتماثيل صغيرة لأوزوريس ومرايات مصرية قديمة وقطع بحرية مصرية قديمة .
ولكن للأسف لم توقع إسرائيل فى اليونسكو على اتفاقيات “إليسد” وهى لتجريم الاتجارغير الشرعى فى الآثار ،فمعظم دول العالم مشتركة فى اتفاقية اليونسكو 1971 – 1972 ولم تشترك إسرائيل بها ، لذا وجدت فى مزار بالقدس المحتلة يبيع الآثار المصرية الأصلية علنيا دون وجود قانون يحميها ،فالآثار المصرية تعلن فى الفتارين بالقدس المحتلة ومعها شهادة توثيقية ،وعندما سألت أصحاب المحال عند مصدرها والجهة التى تم الحصول منها قالوا لى أنها من مزادات علنية بأوروبا ودخلت بشكل رسمى إلى الكيان الصهيونى .
متحف للآثار الإسلامية بالقرب من الكنيست الإسرائيلي
و”المفاجأة” فى وجود متحف آخر للآثار التى تمثل الحضارة الإسلامية حسب الموقع الرسمي له فهو يقع فوق منطقة المصلبة في القدس، وبالقرب من مباني الجامعة العبرية والكنيست الاسرائيلي ومكاتب ودوائر حكومة اسرائيل ، يقول عنه “الشماع” متحف الفن الاسلامى لماير ، نسب إسمه هكذا إلى بروفسير يهودى لدى الكيان الصهيونى اسمه “ليو ماير” وهو توفى عام 1959 قد جمع معظم مقتنيات ذلك المتحف ، وقد أسست المتحف تلميذته “فيرا سالومونس” التى أهدت هذا المتحف لأستاذها البروفسيور “ليو ماير” ، وهو موقعه بالقدس المحتلة وتم افتتاحه عام 1974 ، وهى يهودية أرستقراطية من أصول إنجليزية .
وأضاف الشماع أن لهذا المتحف كتاب يشرح تاريخه ومحتوياته فقد كانت له مقدمة كتبتها يهودية اسمها “ريتشيل هاسون” وهى تشرح فيها أن التفاهم من خلال الفن الاسلامى كعامل مهم للتعايش بين الأمتين وتقصد هنا “الأمة الاسلامية واليهودية” ومن هنا يكون التعايش المزدوج بين الأمتين فى هذا المكان .
أما عن محتويات المتحف فيحتوى على عدد من الأشياء الهامة والنادرة وأهمها مخطوطة قديمة من كتاب يعود لعام 1205 يتحدث عن الآلآت الميكانيكية التى اخترعها العالم العربى “الجذرى” ، وهو الذى اخترع الروبوت”الانسان الآلى” ومرسومة بالألوان والخطوط الدقيقة عن الآلآت الميكانيكية التى تعمل ذاتيا ويرجع تاريخ هذه المخطوطة لعام 1315 وهى من سوريا ومرسومة بألوان المياه على ورق وهذا الكتاب درسه الغرب جيدا .
ورقة من القرآن تعود للعصر المملوكى ضمن مقتنيات المتحف
كما به ورقة من القرآن الكريم تعود إلى العصر المملوكي، كما يعرض بالمتحف بعض الرسوم للنبي عليه الصلاة والسلام والحسن والحسين، والخلفاء الراشدين وسيدنا بلال بن رباح ويسرد “الشماع” ، قمت بالتقاط الصورة وقطع الجزء الخاص بالنبي عليه الصلاة والسلام، إضافة إلى مخطوطة للمخترع الكبير الجزري، وهي تمثل شخص جالس وممسك بالساعة المائية، ومعروض لديهم بوصلة أثرية تحدد اتجاه الكعبة، كما يعرض لديهم محراب من محاريب المساجد الإسلامية التي تعود للقرون السابع عشر والثامن عشر، فهذه الآثار والمخطوطات تعبر وتثبت ملكية بعض الاختراعات لدول عربية مثل الساعة المائية الاوتوماتيكية وهى أول ساعة أوتوماتيكية فى العالم اخترعها عالم مسلم من سوريا .
أما الآثار الإسلامية المعروضة، أغلبها قادم من آسيا، والمغول، والهند، وبغداد، وهي تمثل مملكة من الآثار الإسلامية المجمعة من كل صوب ونسب، وهذه المجموعة كانت مملوكة لشخص اسمه “ماير”.
ووفقا للموقع الرسمى لمتحف “ل. أ. مائير للفن الإسلامي ” في القدس فإن زواره يحصلون على امتياز مشاهدة أحد أهم مجموعات الفن الإسلامي والساعات الصغيرة وساعات الحائط القديمة. ”
ويضم المتحف مجموعات تشكّل إحدى المعارض الأكثر الأهمية للفن الإسلامي في العالم. تُظهر المجموعات ،حقبات مختلفة من الحكم الإسلامي، من القرن السابع إلى القرن التاسع عشر ميلادي تقدم المعارض الأساليب المختلفة التي تميّزت بها السلالات المتعددة، من خلافة بني أمية الأولى إلى الحقبة العثمانية، التي كانت نهاية الإمبراطورية الإسلامية أرواق المعرض في المتحف منظمة بحسب الترتيب الزمني والجغرافي، وفقًا للسلالات المختلفة .
http://www.islamicart.co.il/arabic/template/default.aspx?PageId=1