لقت سيدة اجنبية تدعى آن جونسون 61 سنة إنجليزية الجنسية مصرعها، علي يد كلاب ضالة نهشت جسدها حتي الموت.
وتلقى اللواء محمد خريصة، مدير أمن جنوب سيناء، إخطارًا يفيد بمصرع السيدة، وذكر التقرير الطبي، أن سبب الوفاة الصدمة النزيفية، نتيجة جرح تهتكي للأوعية الدموية بالعنق من الناحية اليسرى، وجرح تهتكي بفروة الرأس، وفقدان كامل للحلق والشفتين والأنف والذقن، وفقد كامل للعين اليسرى، وجرح تهتكي في فروة الرأس الأمامية.
وأكد التقرير، أن أظافر الجثة لم تظهر بها أية آثار مقاومة، ورجح التقرير أن السيدة تعرضت لهجوم مجموعة من الكلاب الشرسة؛ ما أدى إلى حدوث ما سبق.
وأخطرت النيابة العامة للتحقيق في الواقعة، ومازال أهالي مدينة دهب ينتظرون قرار النيابة بشأن التصرف في الكلاب التي أصبحت خطرا يهدد حياة أهالي المدينة والسياح.
وأكد مصدر، رفض ذكر اسمه، أن حارس مزرعة الكلاب قال في التحقيقات التي تجريها النيابة العامة بشأن مقتل السيدة الإنجليزية، أن “كلاب من فصيلة بيتبول وفصيلة أخرى هاجمت آن جونسون أثناء دخولها المزرعة وإطعام الكلاب، وقال إنه أبلغ الأجهزة المعنية بالحادث لاتخاذ اللازم”.
وذكر المصدر، أن الشرطة أحضرت طبيبا بيطريا لتخدير 3 كلاب تبين وجود آثار دم على الفم، وأرشد عنهم الحارس، وجرى التحفظ عليها، وطلبت النيابة العامة عين من الفم والبلعوم والأنسجة في الفم للكلاب الثلاث تمهيدا لإرسالها إلى المعمل الجنائي، مضيفًا أن النيابة العامة عاينت مسرح الجريمة صباح اليوم وقررت استمرار إطعام الكلاب لحين ورود التقرير الخاص بالعينات.
ولم تتوقع آن جونسون، التي تدعى بين المواطنين بـ”جانيت واد” أن تنتهي حياتها بهذه الطريقة، بعد أن واجهت صعوبات وتحديات لحماية الكلاب الضالة بمدينة دهب، وكانت “جونسون” قد وصلت إلى المدينة واستقرت بها أواخر التسعينات، وكانت هناك شكاوى عدة بسبب وجود الكلاب الضالة في دهب والتي كانت تهدد المواطنين والسياح، وقامت مديرية الطب البيطري آنذاك بعمل حملات للتخلص من الكلاب الضالة، من هنا علت الأصوات المنددة بقتل الكلاب وظهرت هذه السيدة الإنجليزية لتجميع الكلاب الضالة ووضعها في وادي القمر على طريق البلهول السياحي حتى تمنع المسؤولين من التخلص منها.
وتطوع عدد من منظمات حقوق الحيوان وعدد من السياح والمصريين بالوقوف بجانب السيدة الإنجليزية وتوفير رعاية وحماية للكلاب تطوعا، ووضعت السيدة الكلاب في وادي القمر وبدأت فكرة إنشاء مزرعة الكلاب على أرض ملك الدولة ولكنها ملك بوضع اليد لأحد المواطنين البدو.
عشرون عامًا بالتمام و الكمال تخدم السيدة هذه الكلاب إلى أن جاءت أمس لتطعم الكلاب وتفاجأت بهجوم شرس من كلبين موجودين داخل المزرعة قاما بقطع أحد شرايين الرقبة الرئيسية وقاما بنهشها، وتوفت في الحال بعد تعرضها لنزيف حاد.
وقال مصدر بديوان عام محافظة جنوب سيناء، إن الأرض التي كانت تقوم السائحة بتربية الكلاب فيها ملك للدولة وهي على مساحة 1500 متر مربع وهي وضع يد وليس لها ملف تقنين، موضحا أن المحافظة رفضت تخصيصها منذ عام 2006 لتربية الكلاب وهذه المزرعة مخالفة للقانون.
وقال سويلم حميد، شيخ قبيلة المزينة بمدينة دهب وعضو المجلس المحلي السابق، إن المجلس المحلي للمدينة حذر منذ أكثر من 15 عاما من وجود هذه المزرعة على أرض مدينة دهب، وطالب بتحرك المسئولين بسرعة حتى لا تحدث كارثة خاصة وأن نحو 700 كلب لن يجدوا من يطعمهم بعد وفاة المربية بالتالي من المرجح أن تتعرض حياة المواطنين والسياح للخطر.
وناشد سويلم المحافظ ووزارة السياحة والزراعة بسرعة التحرك للسيطرة على هذ الكلاب وتوفير مصدر لإطعامها حتى لا تحدث كارثة.
وذكر محسن جعفر، من أهالي المدينة، أن جانيت الإنجليزية جاءت إلى دهب و كانت تتميز بوجود علاقه خاصه ورفضت جانيت لفظ كلب شارع أو قطه شارع، وبدأت في الاعتناء بكلاب الشوارع ونجحت في إيجاد دعم ومكان وهو وادي القمر ليصبح “وادي الكلاب” واهتمت جانيت بتجميع العشرات بل المئات من الكلاب الضاله أو تلك التي يتركها أصحابها لدواعي السفر وقضت حياتها في الاهتمام والرعاية الصحية والمعيشية، ولاقت دعما كبيرا من منظمات الرفق بالحيوان، ولم تتوقع أن تهاجمها الكلاب التي ربتها بالوادي.