تناولت دراسة نشرها مركز فاروس للاستشارات والدراسات الاستراتيجية، ملامح وتداعيات القوات غير النظامية في قارة أفريقيا، حيث يواجه عدد من الدول الأفريقية معضلة الاستقرار السياسي، وهي الحالة التي تشكل أحد أهم أسباب فشل عمليات التنمية المستدامة ورفع مستوى التهديدات الأمنية، وبالتالي تصاعد التوتر داخليا وإقليميا بما يؤثر ليس فقط على مصالح الدولة وحالة سكانها ولكنه يؤثر أيضا على الأمن الإقليمي والمصالح العالمية.
واكدت الدراسة أنه وربما يكون من المتفق عليه في الأدبيات السياسية أن تعدد المكونات العسكرية أو الميليشيا داخل الدولة الواحدة -والناتجة غالبًا عن حروب أهلية- يشكل أحد أهم معطيات عدم الاستقرار المفضية إلى فشل مؤسسة الدولة ذاتها.
وتابعت الدراسة ولعل ما قال به رئيس الوزراء السوداني د. عبدالله حمدوك عن تشظي الأجسام العسكرية السودانية، وتأثير ذلك على عافية الدولة يدق ناقوس الخطر بالنسبة لحالة مؤسسة الدولة في السودان، ومدى تعرضها لخطر الانهيار.
وفي هذا السياق، اهتمت الدراسة بعدد من المحاور؛ الأول: أسباب ولادة تكوينات عسكرية غير نظامية في أفريقيا، والثاني محاولة رسم صورة تقريبية لأهم المكونات العسكرية غير النظامية في أفريقيا، أما المحور الثالث فهو تداعيات هذه الحالة على الاستقرار السياسي في القارة بشكل شامل.
تزايد مخاطر العنف في القارة الإفريقية
تزايدت مخاطر العنف والتطرف بكافة أنواعه بشكل كبير في القارة الأفريقية خلال السنوات الأخيرة، ومنها عنف التنظيمات الإرهابية، وما ترتب على ذلك من زيادة في أعداد القتلى والضحايا, بما يجعل التحدي الرئيسي أمام الحكومات الأفريقية هو ذلك المتعلق بالقدرة على توفير الأمن والنمو الشامل, وزيادة مشاركة المواطنين في العملية السياسية بهدف القضاء على حالة عدم الاستقرار التي تخلق مناخاً مواتياً للعنف والإرهاب.
في هذا الإطار, صدر عن “معهد الدراسات الأمنية” ISS الجنوب أفريقي، دراسة أعدها “جاكي سيليرز” Jakkie Cilliers – المدير التنفيذي للمعهد, تحت عنوان: “خريطة الصراع والعنف والتطرف في أفريقيا”, تناول فيها اتجاهات الصراع المسلح والعنف السياسي في القارة الأفريقية, ومقارنته بباقي مناطق العالم, وطبيعة مساهمة تطرف التنظيمات الإسلامية في العنف بأفريقيا، مع توضيح تكلفة الوفيات في البلدان الأفريقية المتضررة.