سلطت تقارير صحفية فرنسية الضوء على الغاز المصري الذي دخل سوق التصدير حديثًا في 2020، كفرصة للدول الأورربية لتعويض نقص الغاز الروسي إثر العقوبات الاقتصادية على موسكو جراء الأزمة الأوكرانية.
وأوضح موقع econostrum الفرنسي، أن مصر، ثالث أكبر منتج في العالم، لا تصدر الغاز إلا بشكل كبير منذ عام 2020. ولديها مصنعان لتحويل الغاز إلى غاز طبيعي مسال.
وفي عام 2021، باعت مصر 5 ملايين طن ويمكن أن تضاعف هذا الرقم في عام 2022، ويتم تصدير 31٪ إلى إيطاليا وفرنسا وإسبانيا.
وأشار التقرير إلى أن دولتي الساحل الجنوبي للبحر المتوسط، مصر والجزائر، أمامها فرصة مميزة لتصدير الغاز إلى أوروبا، لما تمتلكانه من احتياطيات كبيرة، مؤكدة أنه سيتمكن كلاهما من بيع المزيد من الغاز بسعر أعلى.
الغاز الطبيعي المسال في مصر
ويوجد بمصر مصنعان لإسالة الغاز الطبيعى، الأول «إدكو»، المملوك للشركة المصرية للغاز الطبيعى المسال، ويضم وحدتين للإسالة، والآخر فى دمياط ويتبع شركة يونيون فينوسا الإسبانية الإيطالية.
وتعمل المحطتين على تسييل الغاز القادم من أى دولة من دول الجوار، ثم تعبئته فى ناقلات النفط العملاقة ومن ثم شحنه إلى الدول المختلفة، أبرزها الأوروبية والأسيوية.
من جانبه، توقع موقع “أفريقيا ريبورت”، المتخصص في الشئون الأفريقية، أنه من المحتمل أن تصبح مصر واحدة من أكبر المصدرين العالميين للغاز الطبيعي المسال بحلول نهاية عام 2021.
وأضاف أنه، على الرغم من العوامل السياسية والاقتصادية التي أعاقت القطاع لعدة سنوات، فقد استيقظت البلاد من سباتها العميق مما أدى إلى اكتشافات مؤثرة في الوقت المناسب لتلبية تزايد الطلب العالمي
ووفقًا لتقرير شركة “ماكنزي” الأمريكية، المتخصصة في الاستشارات الإدارية، فإن التوقعات العالمية للغاز الطبيعي ف مجال الطاقة حتى عام 2050.
تشير إلى أنه سيكون هو الوقود الأحفوري الأقوى نموًا وسيزداد بنسبة 0.9٪ من 2020 حتى 2035.
نقطة تحول
وقطعت مصر شوطا طويلا، في إنتاج الغاز الطبيعي، الذي ينمو بشكل مطرد – ليصل إلى 62.7 مليار متر مكعب في عام 2009.
إلا أن أواخر عام 2013، كان بداية نقطة تحول لمصر بعد أن وقعت حوالي 83 صفقة للتنقيب عن النفط والغاز مع شركات النفط والغاز الدولية.
كانت بين نوفمبر 2013 وفبراير 2020، بقيمة حوالي 15.5 مليار دولار ، وفقًا لإدارة التجارة الدولية ( ITA).
لتأتي هذه الخطوة بثمارها، باكتشافات عدة:
- في عام 2015 ، كشفت شركة إيني الإيطالية النقاب عن، حقل ظهر للغاز، وهو الأكبر في البحر المتوسط حتى الآن (30 تريليون قدم مكعب).
- في نفس العام، اكتشفت شركة بريتيش بتروليوم نوروس، حقول ضمت (4 تريليون قدم مكعب) في دلتا النيل.
- هذا بالإضافة إلى الحقول الموجودة في منطقة الصحراء الغربية ، والتي تمثل موارد مهمة للاستجابة للطلب العالمي المتزايد.
إلا أن الاضطراب السياسي والاقتصادي بين عامي 2012 و 2016، أدى إلى الانخفاض الواضح في الإنتاج بـ (-31٪).
غاز شرق المتوسط
وفقا لمقال منشور في موقع Bruegel المتخصص في الشئون الاقتصادية، “تتجاوز أهمية حقل ظهر، في شرق البحر المتوسط، وغيره من الحقول البحرية حدود مصر، حيث إن القرب الجغرافي من الحقول الأخرى قبالة شواطئ إسرائيل وقبرص يمكن أن يؤدي إلى إنشاء بنية تحتية إقليمية تنافسية لتصدير الغاز استنادًا إلى مرافق تصدير الغاز الطبيعي المسال المصرية القائمة في إدكو و دمياط.
وأوضح أن التعاون الثلاثي بين مصر وإسرائيل وقبرص، يبزر في أنشاء عديد من خطوط الأنابيب لتصدير الغاز إلى مصر، ومن ثمة إسالته في مصانع إفكو ودمياط، ليتم تصديره بعد ذلك لأوروبا أو أسيا.
إلا أن هناك، مشاريع منافسة بدأت في الظهور، مثل مشروع TurkStream (تربط الغاز الروسي بتركيا وأوروبا) ، وافتتحت في عام 2020 ، لكن يواجه عقوبات أمريكية وأوروبية تمنعه من الازدهار سريعا.