ترتبط دويلة قطر بعلاقات محرجة مع إيران، وارتمى الأمير القطري تميم بن حمد في احضان روحاني رئيس إيران، بعدما أعلنت دول مجلس التعاون الخليجي بمقاطعة الدوحة خلال العام الماضي.
وشهدت العلاقات القطرية الإيرانية ازدهارا كبيرا بعدما أعلن الأمير القطري دعمه الكامل لطهران في مواجهة واشنطن، ليخرج -نافشا ريشه- معلنا دعم قطر لإيران في توتراتها السياسية مع الولايات المتحدة الأمريكية، ويعلن بتحالف إيراني قطري ضد دول الخليج العربي التي أعلنت المقاطعة.
وكانت بداية تلك العلاقات عند بداية إعلان استقلاق قطر، حيث كانت إيران من أولى الدول التي اعترفت باستقلال قطر، وبعد شهر من نيل الاستقلال، تم نشر الإعلان عن الاعتراف بدولــة قطر وإقامة العلاقات بين البلدين، وقدم أول سفير إيراني أوراق اعتماده عام 1972، بينما وصل إيران أول سفير قطري عام 1973.
وفي عهد تميم الأمير القطري، ازدادت متانة تلك العلاقات، وتبادل كل من روحاني وتميم الزيارات بين البلدين.
وخلال التوترات الإيرانية والتي تلت مقتل سليماني، خرج تميم بن حمد ليعلن وقوف بلاده ضد أي توتر وضغوط على الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وأكد أمير قطر على ضرورة الاستفادة من جميع القدرات لتطوير العلاقات القطرية الإيرانية، مضيفا ن الطريقة الوحيدة للحفاظ على الأمن الإقليمي هو تعزيز صداقة دول الجوار والتعاون لمنع الأجانب من التدخل في شؤون المنطقة.
وأعرب تميم عن أمله بأن تدفع جميع الدول الساعية إلى الأمن في هذا المنعطف الحرج الولايات المتحدة نحو القانون والإنسانية.
الدماء تلطخ الثياب القطرية
وتتشارك إيران وقطر في رعاية الإرهاب في المنطقة العربية، وبالأخص منطقة الخليج وشرق افريقيا، حيث تدعما معا الإرهابيين الذين يقومون بنشر الأفكار المتطرفة ويتخذون من الإسلام ذريعة لتحقيق مأربهم الخاصة في القتل والتدمير وعمليات الارهاب التي انتشرت في دول العالم.
كما يدعمان معا تأجيج الصراع في مناطق من العالم، لاسيما منطقة الخليج وذلك بدعمها للحوثيين في اليمن، وتزودهم بالأسلحة والمعدات لضرب المملكة العربية السعودية، وشن غارات غرهابية على بعض بلدان العالم، وكما تدعم قطر وإيران مليشيا الحوثي في اليمن فإنها تدعم أيضا تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين ولهما علاقات مشبوهة بشبكات التهريب والاتجار بالبشر حول العالم
علاقات محرجة
وعلى مايبدو أن حضن روحاني يستهوي تميم القطري، ليخرج مدافعا عن إيران، ويعلن أن الحل الوحيد للأزمات في المنطقة هو تخفيض التصعيد وانخراط الجميع في الحوار، مشيرا إلى أنه قدم دعوة للرئيس الإيراني حسن روحاني لزيارة قطر قريبا، وذلك خلال زيارته الأخيرة إلى طهران في وقت وصفه بـ “الحساس”.
وقدم أمير دويلة قطر الشكر لإيران بعد وقوفها مع قطر في الفترة الماضية، وقال: “شكر موقف إيران في السنوات الأخيرة بعد الحصار لأنها قدمت كل التسهيلات للشعب القطري سواء كان من فتح الأجواء أو إرسال الدعم المعيشي أو فتح الحدود”.
وأردف “زيارتي إلى طهران تأتي في وقت حساس في المنطقة واتفقنا مع الأشقاء الإيرانيين على أن الحل الوحيد هو تخفيف التصعيد من قبل الجميع وأن الحوار هو الحل الوحيد لحل الأزمات”.
فيما أكد روحاني “العلاقات الثنائية بين إيران وقطر علاقات تاريخية وتتمتع بحسن الجوار”، مضيفا “في السنوات الأخيرة عندما فرضوا عقوبات على قطر وحاصروها قامت إيران بواجبها تجاه الجارة قطر ووقفت إلى جانبها وسوف تستمر بالوقوف إلى جانبها”.
وتابع روحاني “في المحادثات التي اجريت اتخذنا قرارات جيدة وهامة لتوسيع العلاقات بين البلدين ونمتلك علاقات سياسية وتجارية وثقافية مع قطر ويمكننا تعزيزها”، مشيرا “في الأشهر القادمة سوف نشكل لجنة مشتركة لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين”.
اتفاقيات مشبوهة
وتتجه قطر مع ايران خلال الفترة المقبلة لفتح صفحة جديدة معا، حيث اتفقت قطر وإيران على توسيع العلاقات الثنائية في مجالات تبادل العمال المهرة والخبراء وعلاقات العمل وسياسة سوق العمل.
وقال المدير العام للشؤون الدولية في وزارة التعاون الإيرانية علي حسين شهريور، إن الاجتماع الثالث للجنة المشتركة لوزارة التعاون مع وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية في قطر، شهد اتفاق الطرفين على توسيع العلاقات الثنائية في مجالات تبادل العمال المهرة والخبراء وعلاقات العمل وسياسة سوق العمل، مؤكدين وجود إرادة عملية لتعزيز التعاون، بحسب وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية.
وكان تسهيل إصدار وتجديد تصاريح العمل للقوى العاملة الإيرانية، وتقديم القائمة السنوية للعمال الإيرانيين بشكل دوري إلى الجانب الإيراني، وتبادل قوائم وكالات التوظيف المعتمدة، وتسهيل علاقة العمل بين البلدين، جزءا آخر من الاتفاقات التي توصلت إليها اللجنة المشتركة، بحسب المسؤول الإيراني.
وأضاف “جرى الاتفاق أيضا على تنظيم ورش عمل حول التوعية بحل نزاع العمل وأرباب العمل والتعاون ودعم مواقف بعضهم البعض في منظمة العمل الدولية”.
وقرر الاجتماع صياغة خطة عمل مشتركة بين الوزارتين وتوقيعها في 2020 من قبل وزراء البلدين في طهران أو الدوحة.