استقبل الصينيون اليوم أول أيام عامهم الجديد “عام الثور” وفق التقويم القمري الصيني التقليدي، والذي يبدأ في 12 فبراير، وسط تدابير استثنائية بسبب جائحة كورونا المستجد (كوفيد-19)، وذلك بعد أن قاموا بتوديع “عام الفأر”.
واهتم الصينيون منذ آلاف السنين بعلم الفلك والتنجيم، وتمت تسمية السنوات الصينية بأسماء 12 نوعا من الحيوانات، وهى الفأر والثور (أو البقرة) والنمر والأرنب والتنين والأفعى والحصان والعنزة أو الخروف والقرد والدجاجة والكلب والخنزير، ومن هنا جاءت الأبراج الصينية ال(12) بحسب تاريخ الولادة.
وتمثل السنة الصينية الجديدة، 2021 عام الثور (أو البقرة) في الأبراج الصينية، والذي يتسم بصفات عامة تنطوي على معاني اللطف، والاجتهاد، والتفاني، كما أنه يمثل غاية القوة، إضافة إلى أن الصينيين غالبا ما يستخدمون وصف “روح الثور” للثناء على أولئك الذين يعملون بجد واجتهاد ويرغبون في المساهمة في الحياة.
منع إذاعة «بي بي سي» من البث في الصين
وحيث أن عيد رأس السنة الصينية الجديدة، أو رأس السنة القمرية أو عيد الربيع الصيني، هو تقليد احتفالي يعود تاريخه إلى نحو ثلاثة ألاف سنة، وهو أهم المناسبات الاحتفالية التقليدية وأكبرها في الصين، فإن أبراج الحيوانات لها دلالات وأهمية كبيرة في حياة الشعب الصيني.
وتأتي احتفالات الصينيين هذا العام في ظروف استثنائية يمر بها العالم أجمع بسبب تفشي كورونا، ما دفع السلطات الصينية لحث مواطنيها على تجنب السفر أثناء العطلة التي تمتد لأربعين يوما، والتي توصف بأنها أكبر هجرة موسمية على سطح الأرض، إذ كانت الرحلات بمختلف أنواعها أثناء هذه الفترة تصل إلى نحو 3 مليارات رحلة.
وستقتصر احتفالات الصينيين هذا العام على العادات التقليدية دون السفر والتنقل كثيرا، حيث وفقا للتقاليد الصينية، يتم في صباح اليوم الأول للعيد تهنئة أكبر فرد في الأسرة بعد استيقاظه من النوم والدعوة له بالعمر المديد وموفور الصحة والعافية وكامل التوفيق، فيما يقوم كبير الأسرة بإعطاء “عيدية السنة الجديدة” للصغار، وبعد ذلك يتبادل الجيران التهاني وتحية كبار السن والإطمئنان عليهم والدعوة لهم بالحظ السعيد.
وفي اليوم الثاني (13 فبراير) من الشهر الأول، يقوم الناس بإحضار الهدايا وزيارة الأقارب والأصدقاء، كما يجب على الابنة المتزوجة أخذ زوجها وأطفالها وإحضار الهدايا إلى منزل والديها، كما يتم تهنئة العمات والأجداد، بالإضافة إلى حسن معاملة والدي الزوج، والدعاء للزوج بأن يكون صالحا مع ابنتهم.
والأمر المثير أن الصينيين يطلقون على السنة الصينية الجديدة عيد الربيع رغم حدوثه في فصل الشتاء، غير أن ذلك يرجع لأنه يمثل نهاية أبرد جزء من فصل الشتاء، وبداية الربيع. وقام الصينيون القدامى بتقسيم التقويم إلى دورات قمرية مدتها 60 عاما، وتنقسم كل دورة إلى خمس دورات أصغر، مدة كل منها 12 عاما، كل عام يمثله حيوان في الأبراج الصينية: الفأر، الثور، النمر، الأرنب، التنين، الأفعى، الحصان، العنزة أو الخروف، القرد، الديك، الكلب والخنزير.
وقد تم ترتيب الأبراج الصينية بحسب عادات الحيوانات التي ترمز إليها ووقت نشاط كل حيوان خلال اليوم. فعلى سبيل المثال، من المعتاد أن تخرج الفئران في منتصف الليل، في الفترة ما بين الساعة الـ11 مساء والواحدة بعد منتصف الليل؛ لذلك جاء ترتيب الفأر في مقدمة الفروع الأرضية الـ12.
ويأتي الثور في المرتبة الثانية لأنه ينشط بعد الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، والنمر بعده في الترتبيب لأنه يستيقظ ويتجول ما بين الساعة الثالثة والخامسة صباحا، لذا تم اتباع هذه الطريقة لترتيب الحيوانات التي ترمز إلى الأبراج الصينية الـ12.
وهناك تفسير آخر يرتبط بالقصص الشعبية والأسطورية الصينية، حيث دعا الإمبراطور الصيني المعروف باسم “الإله الأصفر” (هوانغ دي)، والذي كان بمثابة الإله والأب للقدماء الصينيين، جميع الحيوانات إلى التسجيل عنده لتحديد ترتيب الأبراج الـ12 في بداية تأسيس الدولة وفقا لأولوية الوصول، فنهضت جميع الحيوانات في الصباح الباكر واستعجلت إلى المقصد إلا الفأر، لأن الفأر وجد طريقا مختصرا بالاختباء على ظهر الثور، فما أن أصدر الإمبراطور الأمر، حتى قفز الفأر ووقف على رأس الثور للحصول على المرتبة الأولى.
ويصادف عام 2021 عام الثور أو البقرة. ومنذ العصور القديمة، يرمز البقر في الثقافة الصينية إلى الصلابة والاجتهاد والتفاني، وغالبا ما يرتبط بالقوة.. وفي العصر الحديث، يرمز البقر إلى العظمة وتحقيق الثراء. كما يستخدم الصينيون كلمة “الثور” وتنطق باللغة الصينية “نيو” لمدح الآخرين، وتستخدم أيضا في سوق الأوراق المالية لوصف الأداء الممتاز للسوق “سوق الثور”.
غينيا الاستوائية تتسلم مجموعة من لقاحات سينوفارم الصيني بمطار مالابو