شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، مُنذ قليل، إحتفال وزارة الأوقاف بـ المولد النبوي الشريف في مركز المنارة.
الرئيس يُحيي الدكتور أحمد عمر هاشم
وقُبيل كلمته قام بـ تحية الاستاذ الدكتور أحمد عمر هاشم، وأكد على أن العالم الإسلامي اليوم يحتفل بذكرى المولد النبوي الشريف، مُضيفًا إلى أن رسالة الإسلام التي تلقاها النبي رفعت من قيمة العلم والمعرفة.
وأشار إلى أن أول الآيات التي نزلت على النبي محمد هي اقرأ، وذلك لإعلى شأن العلم والعلماء وأن الله تعالى دعانا إلى إعمال نعمة العقل الغالية ويكون ذلك بالبحث والتأمل في ملكوت السماوات والأرض.
قضية الوعي
وشدد الرئيس عبد الفتاح السيسي على أهمية قضية الوعي الرشيد وفهم صحيح الدين التي ستظل من أوليات المرحلة الراهنة.
وتابع الرئيس السيسي: “مصر ماضية فى مهمة بناء الوعى وتصحيح الخطاب الدينى وهى مسئولية تضامنية وتشاركية تحتاج إلى تضافر جميع الجهود مسارا فكريا مستنيرا يؤسس لشخصية سوية قادرة على مواجهة التحديات وبناء دولة المستقبل”.. مضيفًا: “أن من مبادئ رسالة الإسلام التي نشرها قداوتنا رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم تحقيق التعايش والسلام الاجتماعى بين البشر، وحق الناس جميعا في الحياة الكريمة، ونتخذ من هذه المبادئ نبراسا ومنهج عمل.. ماضون معا بإرادة صلبة وعزم لا يلين لبناء وطنننا الغالي مصر ليصبح حاضره ومستقبله على عظمة تاريخه وحضارته وتوفير الحياة الكريمة لكل فئات الشعب المصرى أعمالا لقول الله تعالى: “من احياها كأنما احيا الناس جميعا”، وترجمة هذه الآية السامية إلى سلوك عملى وواقع ملموس.. اشكركم وكل عام ومصرنا الحبيبة في تقدم ورفعة”.
الرئيس يُكرم العلماء في ذكرى مولد سيد الخلق
ومنح الرئيس السيسي 8 شخصيات وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى 2من الخارج، و6 من الداخل، تقديرًا لمجهودهم في مجال الدعوة.
وقدم الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، التهنئة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي بمناسبة الاحتفال بذكرى المولد النبوى الشريف، قائلا: “يسعدنى أن أتقدم إليكم سيادة الرئيس ولشعب مصر الكريم وللأمة العربية والإسلامية شعوبا وحكاما بأصدق التهانى وأطيبها في ذكرى مولد رسول الإنسانية سيدنا محمد صلوات الله عليه وعلى اخوانه من الأنبياء والمراسلين، وهذه الذكرى التي تحل علينا وهى تعانق ملحمة نصر أكتوبر 1973 تلك الملحمة المصرية الخالدة التي تعبر عن مشاعر الفخار والاعتزاز بجيش مصر الذى فجا العالم بنصر كاسح أذهل المعتدين وحطم أساطيرهم وردهم على اعقابهم خاسرين.
وأضاف شيخ الأزهر، خلال كلمته في احتفال وزارة الأوقاف بالمولد النبوى الشريف، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى، أن الاحتفال بخاتم الأنبياء والمراسلين ليس احتفالا بعظيم من العظماء أو مصلح من المصلحين ممن يتوقف التاريخ عندهم قليلا أو كثيرا، ولكنه احتفال من نوع آخر مختلف.. أنه احتفال بالنبوة والوحى الإلهي وسفارة السماء إلى الأرض والكمال الإنسانى في أرفع درجاته وأعلى منازله.. أنه احتفالا بالخلود في ارقى مظاهره.. أنه احتفال التشبه باخلاق الله تعالى قد ما تطيقه البشرية.. تمثل كذل في طبائع الأنبياء والمرسلين الذى حفظهم الله من ضلالات النفس وفطر ظاهرهم وباطنهم على الحق والخير والرحمة.
الإنسان الكامل
وتابع شيخ الأزهر: “بلغ محمد صلى الله عليه وسلم، شأنا بعيدا حتى أطلق عليه الإنسان الكامل، بفضل ما لديه من سمو في الفضائل والخلق والأدب الرفيع، يؤكد ذلك ذخائر الشمائل المحمدية من أوصاف لا يمكن أن تجتمع الأنسان إلا عبد هيأهم الله لهذه الأوصاف ومن هذه الأوصاف كمثال من مئات الأمثلة التي يسردها عنه بعض أصحابه، أنه لم يكن غليظ الطبع ولا فاحشا في قوله وعمله ولا يرفع صوته في الطرقات والأسواق.. ويعفو ويصفح ما ضرب بيده شيئا قط إلا في الجهاد في سبييل الله، ولا ضرب خداما أو امراة.. ولم ينتقم من مظلمة ما لم تنتهك محارم الله تعالى، وكان يبشر المظلومين الذين لا يستطعيون دفع الظلم عن أنفسهم، ويطالبهم بالصبر لأنه عزة من الله.. وكان يختار الأيسر وإذا دخل بيته كان بشرا من البشر ويعظم النعمة ويحلب شته ويمسك لسانه ويخدم نفسه.. وكان يكرم كريم كل قومه ويوليه عليهم ويختلط بالناس ويحترس منهم ، كان يتفقد أصحابه وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهى به المجلس.
أكد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كان ميسور القول ومجلسه مجلس علم وصبر وأمانة ويوقر الكبير ويحترم الصغير ويحفظ حق الغريب، متابعا: “البسه الله لبس الجمال وألقى عليه محبة منه.. وأنه كان بعيدا عن الجدل والتعالى في معاشرة الناس أو التدخل في شئونهم.. ولا يعيب أحدا ولا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه.. يصبر على الغريب في مسالته ويمازح أصحابه يضحك مما يضحكون ويزور مرضاهم ويداعب الصبيان، وأنه رغم شدة حبه للصلاة ويسرع إلى الصلاة، كان يقول:”أقوم فى الصلاة وأريد أن أطول فيها واسمع بكاء الصبى كراهية أن اشق عليه انتهى منها”.
الإمام الأكبر يهدي الرئيس السيسي مصحف الأزهر الشريف
وأضاف شيخ الأزهر، خلال كلمته في احتفال وزارة الأوقاف بالمولد النبوى الشريف، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى: “موقفه من الدينا لخصه في جوامع الكلم “مالي وللدنيا إنما مثلي ومثلُ الدُّنيا كراكبٍ استظلَّ تحت شجرةٍ ثم راحَ وتركها”، وأنه حج حجة الوداع والمسلمون معه مد البصر، وكان يدعو اللهم اجعله حجا لا رياء فيه.. وهذا قليل من كثير ممن وصفه به صحابته رضوان الله عليه وردده المسلمون المؤمنون به وبرسالته”.
وعقب كلمته، أهدى الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، الرئيس عبد الفتاح السيسى، مصحف الأزهر الشريف، وذلك خلال احتفال وزارة الأوقاف بالمولد النبوى الشريف.