اختتم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ، الأربعاء ، زيارة دولة رسمية لليونان ، التقى خلالها رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس ، وشهد توقيع عدد من اتفاقيات التعاون الثنائية في عدة مجالات.
وأشاد سمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء بالشراكة القوية التي تربط البلدين وتطورها خلال السنوات الماضية ، وأكدا عزمهما على العمل على توطيدها بما يعود بالنفع على شعبي البلدين. كما أكد الجانبان على العلاقات المتميزة والقوية بين البلدين ورغبتهما المشتركة في الارتقاء بها إلى مستوى استراتيجي ”.
فيما يلي النص الكامل للبيان:
وبناءً على اتفاق الجانبين خلال الزيارة الناجحة لرئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس إلى المملكة في أكتوبر 2021 ، تم التوقيع على مذكرة تفاهم من قبل وزيري خارجية البلدين وبحضور الزعيمين بشأن إقامة مجلس الشراكة الاستراتيجية السعودية اليونانية ، الذي سيرأسه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ، ورئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس من الجانب اليوناني.
في الشؤون الاقتصادية والتجارية والاستثمارية ، شدد الجانبان على أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين من خلال مواءمة أهداف رؤية المملكة 2030 وخطة التعافي الوطني اليوناني والقدرة على الصمود (اليونان 2.0).
كما أكدا حرصهما على دعم فرص التكامل الاستثماري بين البلدين في عدد من القطاعات ذات الاهتمام المشترك. وأشاد الجانبان بتوقيع اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمار المتبادل إيمانا منا بالدور المهم للقطاع الخاص في تحقيق البرامج الاستثمارية الطموحة التي يشهدها البلدان. جدد الجانبان عزمهما على تشجيع الشراكات الاستثمارية بين القطاع الخاص في البلدين ، وتعزيز العمل المشترك والتنسيق من خلال توفير التسهيلات ، وإيجاد حلول لأية تحديات قد يواجهها القطاع الخاص بما يعزز الاستثمار والتبادل التجاري بين البلدين. البلدين ، حيث تعتبر اتفاقية حماية وتشجيع الاستثمار عاملاً مهماً يسهم في تحقيق ذلك.
كما شددوا على أهمية التعاون في مجال السياحة ، وتطوير الحركة السياحية في البلدين ، وتعزيز العمل المشترك فيما يتعلق بالسياحة المستدامة ، بما يعود بالنفع على قطاع السياحة وتنميته.
ونوه الجانبان بالنتائج المثمرة لانعقاد الدورة الخامسة للجنة السعودية اليونانية المشتركة في أثينا في مايو 2022 ، وعقد مجلس الأعمال السعودي اليوناني ، ونتائج منتدى الاستثمار السعودي اليوناني في مايو 2022. في أثينا ، بحضور العديد من قادة الشركات السعودية اليونانية.
وأشادوا بعقد اجتماع المائدة المستديرة بين الشركات السعودية واليونانية خلال الزيارة ، ورحب الجانبان بالتوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين القطاع الخاص والبالغة نحو 14 مليار ريال سعودي في المجالات. من: الطاقة ، والطاقة المتجددة ، والبنية التحتية ، والسياحة ، والنقل البحري والخدمات اللوجستية ، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ، والرعاية الصحية ، والغذاء.
رحب الجانبان بتوقيع اتفاقية مشروع كبل البيانات التي تهدف إلى تعزيز البنية التحتية لنقل البيانات بين آسيا وأوروبا.
بالإضافة إلى ذلك ، أشاد الجانبان بتوقيع اتفاقية بين MENAHub (المملكة العربية السعودية) ، وهيئة الاتصالات القبرصية CyTA Ltd (قبرص) ، وشركة اليونان للاتصالات وتطبيقات الأقمار الصناعية TTSA SA ، وشركة الكهرباء العامة (اليونان) لإنشاء منطقة الشرق. – مشروع Med Corridor بهدف تعزيز التعاون في مجال نقل البيانات.
وأكد الجانبان على أهمية التعاون الاستراتيجي بينهما في عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك في مجال الطاقة ، بما في ذلك توليد الكهرباء باستخدام الطاقة المتجددة ، وإنشاء خط الربط الكهربائي ، وتصدير الكهرباء المنتجة باستخدام الطاقة المتجددة. الطاقة لليونان وأوروبا عبر اليونان.
بالإضافة إلى التعاون بين البلدين في مجال الهيدروجين النظيف بما في ذلك الهيدروجين منخفض الكربون والهيدروجين الأخضر ونقله إلى أوروبا ، مشيرا في هذا السياق إلى أهمية مذكرة التفاهم الموقعة بين البلدين في مجال الطاقة ، وتشكيل فريق فني مشترك في مجال الربط الكهربائي وتصدير الكهرباء إلى اليونان ، وتصدير الكهرباء والهيدروجين إلى أوروبا عبر اليونان ، لإجراء الدراسات اللازمة والبدء في التنفيذ بأسرع وقت ممكن.
واتفق الجانبان على تعزيز التعاون بينهما في تطبيق نهج الاقتصاد الكربوني الدائري وتقنياته ، مثل احتجاز الكربون وإعادة استخدامه ونقله وتخزينه ، وامتصاص الكربون من الهواء مباشرة ، للحد من آثار التغير المناخي ، وكذلك التعاون في مجال كفاءة الطاقة ، بالإضافة إلى نقل المعرفة والخبرات وأفضل الممارسات في مجال الابتكار والتقنيات الناشئة مثل تطبيقات الذكاء الاصطناعي في قطاع الطاقة ، وتطوير التقنيات النظيفة لاستخدام الموارد الهيدروكربونية في تطبيقات مختلفة في المجال الصناعي والإنشائي ، ولتطوير المشاريع المتعلقة بهذه المجالات ، للمساهمة في استدامة الطلب على إمدادات الطاقة عالمياً ،وتطوير المحتوى المحلي من خلال العمل المشترك لتحديد المنتجات والخدمات ذات الأولوية للبلدين ضمن مكونات قطاعات الطاقة ، والعمل على توطينها ، ورفع الناتج المحلي الإجمالي بالإضافة إلى تنمية رأس المال البشري.
وفيما يتعلق بقضايا التغير المناخي ، شدد الجانبان على أهمية الالتزام بمبادئ الاتفاقية الإطارية بشأن تغير المناخ واتفاقية باريس ، وضرورة تطوير وتنفيذ الاتفاقيات المناخية من خلال التركيز على الانبعاثات بدون مصادر.
كما رحبت اليونان بإطلاق المملكة لمبادرات “المملكة العربية السعودية الخضراء” و “الشرق الأوسط الأخضر” ، وأعربت عن دعمها لجهود المملكة في مجال تغير المناخ وخفض الانبعاثات. في المقابل ، رحبت المملكة بالأجندة الخضراء الطموحة لليونان ، وخاصة مبادرة الاقتصاد الأخضر للجزر.
كما اتفق البلدان على تعزيز التعاون القائم بينهما فيما يتعلق بالتبادل التجاري للنفط الخام والمنتجات البترولية والبتروكيماويات.
وفي مجال التعاون الصحي ، أعرب الجانبان عن تطلعهما لتعزيز ومواصلة التعاون القائم بينهما في المجالات الصحية ، والتشجيع على استكشاف فرص جديدة في مختلف المجالات الصحية.
كما أكد الجانبان على أهمية رفع وتيرة التعاون المشترك بين البلدين في مجالات الثقافة والسياحة والتعليم والرياضة والشباب بما يحقق الأهداف المشتركة للبلدين.
وجدد الجانب السعودي دعم المملكة لترشيح اليونان لعضوية غير دائمة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للفترة 2025-2026. .
واتفق الطرفان على تعزيز التعاون متعدد الأبعاد في المجال الدفاعي والأمني ، بناءً على النتائج التي تحققت في إطار اتفاقية التعاون العسكري الثنائي الشامل التي تم توقيعها خلال هذه الزيارة ، والتي توفر إطارًا شاملاً لإرساء مزيد من التعاون في مجال الدفاع والأمن. المجال الدفاعي بهدف تعزيز الأمن والاستقرار في البلدين. البلدين والمنطقة بأسرها.
كما شددوا على أهمية الوسائل السياسية والحوار ، على أساس المبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة ، للتوصل إلى حلول مستدامة لجميع النزاعات والخلافات ، وشددوا على أهمية الحل السلمي للنزاعات بين الدول من خلال الحوار والدبلوماسية. كما أشاروا إلى أن الحفاظ على الاستقرار والازدهار من أولويات السلام والأمن الإقليميين.
وأدان الجانبان جميع أشكال الإرهاب والتحريض على أعمال العنف ، ودعا الجانبان المجتمع الدولي إلى العمل معًا لمكافحة الإرهاب والتطرف.
وفيما يتعلق بالأزمة اليمنية ، أكد الجانبان أهمية الدعم الكامل للجهود الدولية والإقليمية للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية على أساس المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني اليمني ، و قرار مجلس الأمن رقم 2216 (2015).
وأشاد الجانب اليوناني بجهود المملكة ومبادراتها العديدة الهادفة إلى تشجيع الحوار والمصالحة بين الأطراف اليمنية ، ودورها في توفير وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع مناطق اليمن. كما أكد الجانبان دعمهما الكامل لمجلس القيادة الرئاسي للجمهورية اليمنية. وثمن الجانبان جهود الأمم المتحدة لتعزيز الالتزام بالهدنة الحالية ، وشددا على أهمية التزام الحوثيين بهذه الهدنة وعدم تعنتهم في تنفيذ أحكامها ووقف انتهاكاتها ، والتعاون مع المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن ، و التعامل بجدية مع مبادرات وجهود السلام.
وبعد الاجتماع الموسع للوفدين تم التوقيع على عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم وبرامج فنية في مجالات الطاقة والدفاع ومكافحة الجريمة والعلوم والتكنولوجيا والاستثمار والرياضة والثقافة والصحة والمعايير والمحفوظات وإدارة السجلات. كما أعربوا عن رغبتهم المشتركة في عقد اجتماعات دورية في البلدين على هامش الاجتماعات العالمية ، لضمان متابعة المبادرات وتعزيز العلاقات ذات المنفعة المتبادلة.
وفي ختام الزيارة أعرب سمو ولي العهد عن شكره وتقديره لرئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة التي حظي بها والوفد المرافق له. وأعرب رئيس الوزراء عن أطيب تمنياته لولي العهد بموفور الصحة والسعادة ، ولشعب المملكة العربية السعودية الصديق المزيد من التقدم والنهوض.