تقع الساعة الدقاقة، إحدى كنوز مصر التراثية، والفريدة عالميًا من نوعها، بـ مسجد محمد علي داخل قلعة صلاح الدين الأيوبي، بمحافظة القاهرة، والتي تعد إرثًا عظيمًا للدولة المصرية منذ عهد ممد علي باشا.
والتي تعتبر أول ساعة دقاقة في تاريخ مصر، وكانت تعمل بنظام فريد ولا يوجد نسخ منها في دول العالم ، وقد أهداها ملك فرنسا حينذاك لويس فيليب إلى مصر في عهد محمد علي باشا عام 1843 م.
وكان لويس فيليب طلب مقابل تلك الساعة، من محمد علي مسلة رمسيس الثاني التي كانت قائمة على اليمين الواقف أمام الصرح الرئيسي في معبد الأقصر، وتم نقلها بالفعل إلى فرنسا، وهي تقف حتى الآن وسط ميدان الكونكورد بباريس .
وصلت الساعة
ووضعت الساعة بقصر محمد علي باشا بشبرا، بعد وصولها مباشرةً، إلى مصر عام 1845م، ويوجد وثائق موجودة حتى الآن تتحدث عن مكافأة محمد علي للأسطى الذي أحضر الساعة إليه، وتم تخزين الساعة وقتها في قصر محمد علي بشبرا حتى عصر الخديوي سعيد، حتى استقر الرأي على وضعها في مسجد محمد علي بالقلعة.
إلى ان توقفت الساعة عن العمل والتي كان هناك العديد من المحاولات لاصلاحها حتى ان الملك فاروق حاول إصلاح الساعة بنفسه، حيث قام بزيارة مسجد محمد علي عام 1943م، في محاولة منه لاستعادة عمل الساعة.
وفيما يروى حول تلك المحاولات لاستعادة عمل الساعة، يقال إنها كانت لديه هواية تصليح الساعات، وعندما رأى الساعة معطلة، أمر بتصليحها ونقل الماكينة الرئيسية الخاصة بها في ورش الصيانة بشبرا.
وبعد محاولات عدة لإصلاح الساعة، يقال إنها عادت للعمل مرة ثانية لمدة ثلاثة أيام ثم توقفت مرة أخرى، وظلت متوقفة حتى عام 1984م، عندما تم ترميم القلعة، فقد تم إصلاح الساعة وقتها ولكنها توقفت مرة أخرى ولم تعمل منذ ذلك الحين.
وقد رأت وزارة السياحة والآثار أن إصلاح الساعة شيء مهم، لأنها قيمة مضافة للمسجد، فهي من أقدم الساعات في العالم، وهي الوحيدة من نوعها، ولأن الساعة فرنسية الأصل، لجأت مصر في تصليحها إلى أحد خبراء الساعات الفرنسيين كونهم يمتلكون الآلات التي جرى تصنيع الساعة بها، ونأمل أن تعود الساعة للعمل مرة أخرى دون توقف .
يذكر أن الساعة الدقاقة، هي أول ساعة توضع داخل مسجد، كان يراها الناس من كافة المناطق المحيطة بالقلعة وتتملكهم الدهشة من علوها وصوت أجراسها التي تدق في مواعيد الصلاة آنذاك.