تشهد لبنان مظاهرات حاشدة في العاصمة بيروت، لـ إحياء الذكرى الأولى لإنفجار بيروت الذي راح ضحيته أكثر من 200 قتيل و6500 جريح، الآلف المتظاهرين يحتشدون في العاصمة يطالبون بـ معرفة الحقيقة، حول أسباب الإنفجار ومحاسبة المسؤولين عنه، وحدثت مشادات بين قوات الامن والمتظاهرين في محيط ميناء بيروت.
الذكرى الأولى لـ إنفجار ميناء بيروت
ذكرى إنفجار ميناء بيروت، حلت اليوم ليتذكر أهالي العاصمة، النكبة السوداء التي حلت بهم في الرابع من أغسطس 2020، أتت لتفتح ملفات ربما كادت أن تُغلق ولكن المتظاهرين يحتشدون بشكل كبير في العاصمة ويطالبون بمعرفة أسباب الحادث.
في المستودع رقم 9 في مرفأ بيروت حدث حريق هائل امتد إلى المستودع رقم 12، حيث كانت تُخزن شحنة من نترات الأمونيوم تبلغ 2750 طناً سببت ذلك الإنفجار الذي امتدت أضراره إلى المنازل والأبنية التي تقع على بعد 10 كيلومترات من موقع الانفجار.
وبحسب المحللين، فإن هذا الانفجار يُعدّ الأعظم على مر تاريخ لبنان، ولم يعهده اللبنانيون حتى في خضم الحرب الأهلية اللبنانية وعمليات القصف الجوي الإسرائيلية العنيفة التي استهدف بيروت صبيحة الغزو الإسرائيلي للبنان في عام 1982.
وقال مرصد الزلازل الأردني بيانًا، أن شدّة انفجار بيروت، تعادل طاقة زلزال بقوة 4.5 درجة على مقياس ريختر، لك أن تتخيل الأمر الأمر مفزع ومؤلم .
الخسائر البشرية
في أعقاب الانفجار، أفادت الوكالة الوطنية اللبنانية بأن عدد الجرحى كبير ولا يُحصى، وفي الساعات الأولى من الحادث، أشار جورج كتانة الأمين العام لمنظمة الصليب الأحمر اللبناني، بأن أعدادًا كبيرة من المصابين كانوا محاصرون في المنازل وداخل منطقة الانفجار.
وكان لا يزال «البعض منهم محاصر تحت الأنقاض» بينما رُفِعت الأشلاء التي انتُشلت من البحر وحُفظت في «البرّادات»، ، وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن عدد الضحايا 205 قتيل ، و6500 مصاب ، وتم تشريد أكثر من 300 ألف شخص فى شوراع لبنان.
إشتباكات بين الأمن والمتظاهرين
وقد حصلت مناوشات، اليوم، بين المتظاهرين والجيش في محيط ميناء بيروت، كما حصلت اشتباكات بين قوات الأمن ومتظاهرين في وسط بيروت.
كذلك وقعت مواجهات بين المتظاهرين والأمن أمام مبنى البرلمان، حيث رشق المحتجون مدخل البرلمان بالحجارة وحاولوا عبور البوابة الرئيسية. من جهته، أطلق الأمن قنابل مسيّلة للدموع واستخدم خراطيم المياه لتفريق المحتجين قبالة البرلمان.
وبينما أفادت أنباء عن إطلاق الأمن اللبناني الرصاص المطاطي على محتجين في محيط البرلمان، نفى الأمن ذلك.
من جهته، أعلن الصليب الأحمر اللبناني نقل 9 جرحى حتى الآن من وسط العاصمة ومن منطقة الجميزة التي تشهد تظاهرات إلى المستشفيات، بينما جرى إسعاف 45 مصاباً في المكان.
الحكومة تغلق أبوابها لإحياء ذكرى بيروت
وقد أغلقت البنوك والشركات والمكاتب الحكومية اللبنانية أبوابها اليوم، حيث يحيي لبنان ذكرى مرور عام على الانفجار المروع في مرفأ بيروت.
وتأتي الذكرى القاتمة وسط انهيار اقتصادي ومالي غير مسبوق، ومأزق سياسي أبقى البلاد بدون حكومة عاملة لعام كامل.
كان الانفجار، أحد أكبر الانفجارات غير النووية في التاريخ، نتيجة اشتعال مئات الأطنان من نترات الأمونيوم بعد اندلاع حريق في مكان تخزينها.
وأظهرت الوثائق أن النترات عالية الاحتراق تم تخزينها عشوائياً في الميناء عام 2014 وأن العديد من المسؤولين رفيعي المستوى على مر السنين كانوا على علم بوجودها ولم يفعلوا شيئاً.
ورغم مرور عام، لم تحدث أي مساءلة، ولم تجب التحقيقات بعد على أسئلة مثل من أمر بشحن المواد الكيمياوية ولماذا تجاهل المسؤولون التحذيرات الداخلية المتكررة بشأن خطرها.
إرتفاع وتيرة العنف بين الشرطة والمتظاهرين
طلبت قوى الأمن الداخلي (الشرطة اللبنانية) من المتظاهرين السلميين الخروج فورًا من الأماكن التي تشهد اعتداءات حفاظًا على سلامتهم وذلك في ظل إرتفاع وتيرة أعمال الشغب والاعتداءات المتكررة على عناصرها مما أدى إلى إصابة عدد منهم.
وأكدت قوى الأمن الداخلي، في رسالة لها، أن عناصرها سوف يلجأون إلى استخدام الوسائل المشروعة والمتناسبة وفقًا للقوانين للتعامل مع المتظاهرين غير السلميين والمخربين.
وتجري أعمال عنف وعمليات كر وفر بين المحتجين وقوات الأمن في محيط مبنى مجلس النواب اللبناني بوسط بيروت، حيث تمكنت قوات الأمن من إبعاد المحتجين إلى أطراف ساحة الشهداء (ساحة التظاهر المركزية بوسط بيروت) بينما يعود المحتجون ويرشقون قوات الأمن بالحجارة.