كتبت-سارة لطفي
قامت العديد من الافلام باستخدام المؤثرات المرئية التي تعتمد علي تكنولوجيا التعلم الآلي و الذكاء الاصطناعي لتصوير الافلام، او لعمل شخصيات رقمية ناجحة جماهيرياً.
ولكن طرح الكثيرون من المهتمين بعالم صناعة السينما تساؤلات عن إلي أي مدي يتم استخدام الذكاء الاصطناعي في جوانب أخرى من صناعة الأفلام. و اتضح من ردود الخبراء و العلماء أن هناك الكثير من الطرق التي نستطيع من خلالها استخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة السينما من البداية حتي النهاية.
كتابة النصوص
يحتل استخدام نظم الذكاء الاصطناعي لكتابة البرامج النصية أهمية و مكانة في هوليوود ، حيث أصبح من الممكن استخدام خوارزميات التعلم الآلي لتأليف نصوص جديدة أو كتابة ملخص و أسماء الشخصيات للأفلام التي تم إصدارها بالفعل او لتأليف سيناريو جديد . حيث يتم تغذية خوارزمية التعلم الآلي و يتم استخدامه أيضاً في تحليل السيناريو تحويله إلي فيلم سينمائي من خلال مناقضة أسئلة حول مدي تناسق و تسلسل الأحداث و تفاعل الشخصيات و الفائدة من قول بعض الجمل علي لسان أبطال العمل الفني.
على سبيل المثال، “لماذا قال الممثل هذا الحوار في هذه اللحظة؟” أو “لماذا تم إدراج هذا المشهد في هذا التوقيت من التسلسل الدرامي؟”.
تبسيط مرحلة ما قبل الإنتاج
يعلم المتخصصون في صناعة السينما أن مرحلة ما قبل الإنتاج مهمة صعبة. و هي تتضمن الكشف عن مواقع التصوير واختيار الممثلين ومهام أخرى مثل التخطيط لجدولة التصوير. يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي في تبسيط العمليات المتضمنة في مرحلة ما قبل الإنتاج. على سبيل المثال، يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي في تخطيط الجداول الزمنية للقطات ومهام ما قبل الإنتاج الأخرى. و تحليل التواريخ المتاحة لمختلف الجهات الفاعلة وتخطيط الجدول الزمني وفقًا لذلك.
اقتراح مواقع للتصوير في العالم الحقيقي حيث يمكن للمخرجين تحقيق أفضل اللقطات والمشاهد فيها. وستسهم أيضًا في توفير الكثير من الوقت الذي يتم قضاءه في استكشاف المواقع وتصويرها فوتوغرافي للحكم على ما إذا كانت تناسب العمل الفني أم لا.
و المساعدة علي اختيار الممثلين في العمل الفني، من خلال خوارزميات تحليل الأداء السابق للممثلين. ويمكن أيضًا أن تحدد الأدوار والشخصيات التي يمكن أن يحقق فيها الممثل نجاحًا كبيرًا بناء على مخزون من البيانات التي تتضمن كافة أعماله السابقة اي وفقاً للخبرة التاريخية السابقة. وبالطبع، يستطيع منتج العمل الفني أن يوظف الذكاء الاصطناعي لتخطيط حملاته الترويجية والتسويقية التمهيدية وفقًا لكل ما تضمنته مرحلة ما قبل الإنتاج ، و أيضًا الاستفادة من التكنولوجيا لإنشاء شخصيات رقمية أو لتعريف الممثلين، الذين عملوا منذ فترة طويلة من الزمن. وبالتالي، ستضع تلك التطبيقات نهاية لمسألة اختيار ممثلين متعددين لأداء دور نفس الشخصية في مراحل عمرية مختلفة، علاوة على أنه يحتفظ بأصالة الشخصية حيث يلعب نفس الممثل الدور في كل مراحله العمرية.
تلحين وتأليف الموسيقى التصويرية
يُحدث الذكاء الاصطناعي بالفعل ثورة في عالم التلحين والموسيقى، حيث يمكن ادخاله في المقطوعات الموسيقية والموسيقى التصويرية المستخدمة في الأفلام السينمائية أيضًا. باستخدام التعلم المعزز، يمكن لخوارزمية الذكاء الاصطناعي تحليل البيانات من الألحان والتراكيب المختلفة، مع العمل على توظيف قدرات الذكاء الاصطناعي للتعرف على الأنماط في الألحان الموسيقية وتعلم تأليف أنماط تجعل الموسيقى ممتعة أو ترتبط عادةً بنوع معين.
مونتاج الأفلام
يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي يستطيع مخرج ومونتير العمل الفني أو الفيلم السينمائي توظيف خوارزمية ذكاء اصطناعي في تجهيز مقاطع دعائية تحفز الجمهور على مشاهدة الفيلم في دور العرض.
تسمح خوارزمية الذكاء الاصطناعي بفهم مجالات الحركة العالية أو المشاعر العالية وتسليط الضوء عليها للمونتير البشري ليقوم في نهاية المطاف بإعداد المقطع الدعائي النهائي.
الترويج للأفلام
أصبحت العروض الترويجية للأفلام بنفس أهمية صناعة الفيلم نفسه. حيث أن التسويق و الترويج للفيلم من أهم أسباب نجاحه أو فشله . ومن المتوقع أن يقدم استخدام الذكاء الاصطناعي في الترويج للأفلام ضمانة لأن يكون الفيلم ناجحًا في شباك التذاكر. تتميز خوارزمية الذكاء الاصطناعي بالقدرة على تحليل قاعدة الجمهور ومدى الاهتمام بالفيلم وشعبية الممثلين في جميع أنحاء العالم. وتستطيع شركات الإنتاج السينمائي من هذا المنطلق تخطيط حملاتها التسويقية وفقًا للمناطق التي يتوقعون فيها عائد استثمار أعلى. كما يوفر الذكاء الاصطناعي مزايا إعداد مخطط لتنظيم عروض خاصة ولقاءات مع المعجبين في مواقع معينة لزيادة اهتمام الجمهور بالفيلم.
كما توفر تطبيقات الذكاء الاصطناعي إمكانية تسويق الأفلام على مستوى الأفراد بناء على رغباتهم، من خلال استطلاع البيانات العامة من منصات التواصل الاجتماعي ومواقع البيع والتعليقات الخاصة بهم، واستهدافهم بإعلانات وحملات ترويجية مخصصة وموجهة. على سبيل المثال، إذا كان أحد الأفراد يتابع ممثلة معينة وكان منخرطًا بشكل كبير في متابعة منشوراتها على وسائل التواصل الاجتماعي، فيمكن لشركة الإنتاج إعداد إعلانات تستهدف هؤلاء الأفراد للترويج لفيلمهم التالي الذي تشارك فيه هذه الممثلة.
اقرأ أيضاً: