كتب- محمد المهدي
شاركت الدراما الصعيدية في رمضان بقوة لكي تحافظ على الصورة النمطية للصعيد وخاصة في جنوبه ، لا سيما أن الجمهور متعطش لرؤية هذه المسلسلات ويتعطش الجمهور لتلك الأعمال تحديدا لأنها تمس الواقع الذي نعيشه و لحبهم لصعيد مصر و اللهجه الصعيديه و عادات اهل الصعيد و كرمهم و طيبهم .
ابتعدت الدراما الصعيديه تماما في هذا السياق الرمضاني ٢٠٢١ عن هذا النمط بل اظهروا صعيد مصر و كانه دوله تقوم داخل دوله .
ففي بعض المسلسلات تصويرهم للرجل الصعيدي بالوحشية والإرهاب والعنترية ، وكأن الصعيدي لا يعتد بقوة القانون ، بل أحيانا يصور نفسه ، أو يجول بخاطره أنه فوق القانون ، فنجد المبالغة الشديدة من حيث الثراء الفاحش لرجال الأعمال ، وعدم إتقان اللهجة الصعيدية لبعض الممثلين أو المبالغة فيها .
كما نجد ايضا مسلسل ( نسل الأغراب ) شهد صراعا كبيرا بين غفران الغريب وعساف الغريب ، ففي أحداثه مبالغة كبيرة ؛ حتى ظننت أن كل حلقة تشبه التي قبلها في الأحداث ، فها يتصارعان على امرأة واحدة ( جليلية ) ، ومبالغة في الثراء الفاحش كما ذكرت أنفا الذي لا يصور حقيقة الصعيد ، والعنف الغير المبرر.
ومسلسل ( موسى ) تدور أحداثه في قرية (مصاغة ) سوهاج اثناء الحرب العالمية الثانية 1942م حول موسى الذي يتحمل مسئؤلية أسرته ، وهي قصة نضال تاريخي بل نقول عليها ملحمة يمتزج فيها الحزن والغربة واللوعة والشوق والحنين والسعادة ، ولكن هذا المسلسل يفتقد للسرد التاريخي ، وفي هذه الملحمة لم يستند الكاتب إلى أحداث حقيقية .
نجد كلا المسلسلين ( موسى ) و ( نسل الأغراب ) يصوران الرجل الصعيدي فوق القانون ، والثاني يحمل تمساحا ، و الاخر اسد و كأن صعيد مصر لا يخضع الى اي قانون او اي اصول و ابتعدوا تماما عن كرم الصعيد بأصله و طيبة ناسه و عاداتهم و تقاليدهم و تربيتهم الذين يتمسكون بهم حتى يومنا هذا .
موضوعات متعلقة :