احتفى الدكتور هاني عبدالجواد، استشاري جراحة العمود الفقري بنجاحه في إعادة الأمل لفتاة سودانية بعد معانتها من تقوس في العمود الفقري.
وكتب الدكتور هاني عبدالجواد على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: لما شوفت إيناس بعد ١٠ ايام من عمليتها كانت واحده تانيه خالص. والدها قالي عايزين نتصور صوره زي بتاعة قبل العمليه و هحط ايدي مكان ما كنت حاطتها علي ظهر إيناس في الصورة الاولي لما كنا لسه بنحلم بالأمل و ان إيناس ممكن تقف مستقيمة.
وكان قد تمكن الدكتور هاني عبدالجواد، استشاري جراحة العمود الفقري، من إجراء عدة جراحات ناجحة، اعتبرها أصحابها أنها ميئوس من شفائها ، نظرا لندرة هذه الحالات على مستوى العالم وصعوبتها البالغة.
ونشر الدكتور هاني عبدالجواد، سلسلة من التغريدات على صفحته الشخصية بموقع “تويتر” تحدث فيها عن الحالات النادرة التي أجراها وتكللت مجوهداته فيها بالنجاح، رافعا خلالها شعار انتصار العلم على المرض بالقول “يحيا العلم ألف مرة”.
واستهل استشاري جراحة العمود الفقري تغريداته بالقول : “النهارده كانت عملية إيناس، الطفله السودانيه اللي خطفت قلوب الجميع و قولتلها الفجر لما شوفتها يا ايناس هسخن كدا مع أحمد و انتي بعده علطول إن شاء الله. هكلمكم دلوقتي عن أحمد و دا شاب من إسكندرية و كان عنده تشوه رهيب جداً بالعمود الفقري زي ما هو واضح في الأشعه اللي ورايا.. وكان عنده تأثير شديد جداً علي التنفس و اتقال لأهله مستحيل عمليه و لن يحتملها و لو معملهاش برضه حتما طريقه مسدود و الكلام دا قالته مامته و هي بتحكيلي علي معانآة السنوات الماضيه… المهم أم أحمد كان اول حاله النهارده و لكن عروسة اليوم كانت إيناس”.
صعوبة حالة الطفلة إيناس
وسرد عبدالجواد قصة جراحة الطفلة إيناس قائلا: “لما وصلت المستشفي الصبح مرضي العمليات بتوع الاثنين راحوا زاروا إيناس و أم أحمد اللي لسه حالاً ماضيه علي إقرار الخطورة القصوي شعرت قد ايه أحمد حالته بسيطة بالنسبه لـ إيناس و انا طبعاً هكلمكم عن إيناس إن شاء الله لكن دلوقتي أقول إن احمد الحمد لله طلع زي الفل من العملية، و هو الآن في غرفته و امه بقي كانت فعلا هتجنن لما قولتلها أحمد بخير و أموره زي الفل. علشان محدش يقلق ايناس كمان زي الفل الحمد لله”.
وأضاف: “والد ايناس و والدتها و انا، كنا بنتصور مع ايناس النهارده الصبح و قعدنا علشان نبقي علي نفس مستواها لأنها مش بتقوم عن كدا … و قولتلها يا ايناس هنتصور الصوره الجاية و احنا كلنا واقفين ان شاء الله… مش قادر استني يا ايناس”.
ووصف الجراح المصري حالة الطفلة إيناس السودانية بالقول: “الحقوني يا ناس، إيناس وقفت منتصبة القامه بعد ٦ ساعات من العمليه.. إيناس من السودان، بقالها كتير بتمشي و هي وموطيه لاكتر من مستوي الركوع و بقالها سنه و نصف منامتش علي ظهرها لانها مقوسه بالشكل دا، أول ما شوفتها قعدوا يكلموني عن الأمل اللي مستنينه من زمان و جابهم من السودان إيناس حالتها نادرة جداً جداً، نادرة لدرجةٍ لم تثبت من قبل في الدنيا و كان القرار فيها صعب جداً عليا إيناس كانت عمليتها النهارده و كانت مبتهجه جداً و مش قلقانه خالص… الصبح زارها الشباب بتنوع عمليات الاثنين قبل خروجهم من المستشفي و اعطوها طاقه كبيره، زارها شادن من السودان”.
جراحات متعددة ناجحة
جراحات متعددة أجراها الطبيب المصري حقق فيها نجاحا كبيرا لمرضى من دول مختلفة “أحمد من مصر و أنسام من ليبيا و دعاء من مصر” لكن يعود عبدالجواد للحديث عن الطفلة السودانية: “والد إيناس قالي الصبح عايزين نصلي الفجر جماعه في غرفة ايناس قولتله انا صليت قبل ما اجي قالي لا نفسي نصلي جماعة و معانا ايناس و ام ايناس و انت تكون الامام… يا ابو ايناس يهديك يرضيك.. المهم صلينا الفجر جماعة في غرفة إيناس و اتصورنا مع بعض انا ووالد ايناس و والدتها ،و قعدنا علشان نبقي علي نفس مستواها لأنها مش بتقوم عن كدا.. وقولتلها يا ايناس هنتصور الصوره الجاية و احنا كلنا واقفين إن شاء الله…الفجر ابو إيناس قالي ان الناس معتكفه من الفجر في الحرم في مكة”.
وتابع: “وفي القدس و في المسجد النبوي في المدينة و في الجوامع في السودان و تركيا و الإمارات و غيرهم من البلدان مهمتهم الدعاء بتيسير امور إيناس. و لما خلصت كل الناس دول من مختلف البلدان كانوا معاه علي التلفون من وقت ما خلصت عمليتها و انا بحلم باللحظه اللي هروح اشوف فيها إيناس و اخليها تقف ، مش قادر استني و مش عارف استني بعد ٦ ساعات من العمليه روحت المستشفي و شوفت إيناس و لقيت واحده تانيه غير اللي شوفتها الصبح، إيناس اصحبت منتصبة القامه و مش عارف اوصف احساسي و لا إحساس اهلها لكن اقدر اقول ‘ن كرم ربنا كبير جداً علينا و لله الحمد.. يحيا العلم ألف مرة”.
دموع النجاح
لم يتمالك جراح العمود الفقري المصري دموعه خلال حديثه عن الطفلة السودانية والأمل المفقود الذي عاد مرة أخرى إليها إنه بمثابة قبلة الحياة لها ولأسرتها يقول الطبيب في تغريدته “طيب إيناس مبسوطه و أهلها مش مصدقين نفسهم. أنا بقي بعيط ليه دلوقتي”.
الطفلة هنا
واختتم الدكتور هاني عبدالجواد سلسلة تغريداته بنشر صورة للطفلة هنا، معليقا عليها: “ستظل الطفله هنا في ذاكرتي كأحد أهم إنجازاتي. لسه مش مصدق اللي حصلها، مش مصدق أصلا إزاي أخدت القرار اني أعملها عمليه بحجم الخطوره دي. هنا أصبحت إنسانه أخري بعد أحد أخطر جراحات إعوجاج و تحدب العمود الفقري علي وجة الارض. . علموا أولادكم أن هذا ما قد يفعله العلم من تغيير في حياة إنسان”.