لا تكف مكينة الحرب الروسية الأوكرانية عن الدوران، فلم تتقيد بنطاق جغرافي أوروبي، بل وصلت للباسيفيك، حيث نشرت روسيا بصورة فجائية غواصات نووية في المحيط الهادئ في إطار أكبر عملية تدريب واختبار للجاهزية القتالية لأسطولها قبالة سواحلها في أقصي الشرق، حيث تجري تدريبات بحرية كبيرة لروسيا بمشاركة 25 ألف عسكري و167 سفينة و12 غواصة 89 مروحية.
يتزامن هذا مع تحليق متعدد الجبهات للقاذفات الروسية، حيث حلق 8 قاذفات استراتيجية فوق المياه المحايدة لبحر اليابان، كما رافقت مقاتلات سلاح الجو الأمريكي “مقاتلات إف-16، ومقاتلات إف – 22″، قاذفات تو-95 الروسية بمحاذاة ألاسكا.
التواجد الروسي في المحيط الهادئ أصبح يتصاعد من حيث النوعية، فالأسلحة النوعية النووية أصبحت محور الحضور في معادلة القوة بالمحيط الهادئ.
ترافق دخول الغواصات النووية الروسية للباسيفيك مع إعلان أوكرانيا الأربعاء الماضي تسلمها لأول منظومات الباتريوت الدفاعية المخصصة لاعتراض وإسقاط الطائرات والصواريخ الباليستية والجوالة.
بلا شك ستحول منظومة باتريوت دفة الحرب في أوكرانيا، من خلال استمرار عمليات “التحريم الجوي” وخاصة بعدما تجنبت المقاتلات الروسية والأوكرانية الاشتباك فوق المدن الأوكرانية، وباتت المقاتلات الروسية تطلق صواريخها غالبا من خارج المجال الجوي لأوكرانيا.
استمرار عملية التحريم الجوي، يعني اشتعال جبهات المواجهة بنفس تكتيكات الحرب العالمية الأولى من موجات التصادم الكلاسيكية للقوات البرية، سواء المشاة والمدرعات والوحدات الخاصة.
ولهذا سيكون للدبابة دور رئيسي في المعارك القادمة لأوكرانيا مثل الدور الرئيسي للمدفعية الصاروخية والتي ذهبت غالبية الأكاديميات العسكرية قبل بدء اندلاع الحرب بتأكيد أنها أصبحت عنصرا ثانويا من معركة الحرب الحديثة.
اللافت، أننا سنشهد للتو، المواجهة الكبيرة بين الباتريوت وأساطيل الدرونز الانتحارية المختلفة، فمن خلال هذه المواجهة سيتأسس عهد جديد لأنظمة الدفاع الجوي على مستوى التكتيك والتخطيط.. حيث أصبحت الدرونز رخيصة التقنية مصدرا كبيرا لتهديد بل وتدمير مختلف انظمة الدفاع الجوي التي أعادت على مواجهة الطائرات والصواريخ في ارتفاعات شاهقة.