كان ضوء الشمس يشهد على اللقاء الأول الذي جمعهما معًا، تحت مظلة الحب، ووعدا بعضهما أن يوؤدَ نيران الغيرة وأن لا تتسلل إلى قلوبهم، وجمعهم منزل واحد بعد حب دام لسنوات طويلة، رفعا شعار العشق طوال العمر، والقضاء على الحزن وتبديد الآلم.
الأحلام قصيرة
وبالفعل آتى يومًا وذهب ليطلب يدها، وانطلقت الزغاريد لتغطي أرجاء المنزل، وزفتهما الموسيقى، واملئت حياتهما بالورود، لكن لم يدم هذا الأمر طويلًا، الملاك الذي كان نازل من السماء تحول لـ إبليس على الأرض وبدأ يعنف زوجته التي وعدها بأن لا يدخل الحزن إلى قلوبهم.
وتقف الزوجة المغلوبة على آمرها أمام محكمة الأسرة، والدموع تنزف من عينيها، وبصوت منخفض وتحكي للمحكمة أن زوجها الذي كانت تعشقه لم يعد يبادلها المشاعر والأحاسيس، وصادفها الفشل في الكثير من المعاملات الحياتية بينها وبين زوجها.
فتحت قلبها للجحيم
وتضيف أمام هيئة المحكمة أنه كان يفتعل المشكلات لأنها لم تستكمل تعليمها وتوقفت عند المرحلة الإعدادية، وعندما آتى الفارس بالحصان الأبيض فتحت له قلبها ولم تعلم انها تفتحه لأبواب الجحيم القادمة بشدة والتي لم تكن تعلم مدى خطورتها.
تتنفس الزوجة بصعوبة وتقول، أن الأيام جعلتها تعشق شابًا يعمل في إحدى الفنادق الكبرى، والتقت معه أكثر من مرة وبعدها بدأت المشاعر تلعب دورها وغتحت قلبها له، لكنها لم تكن تدرك الصعوبات فيما بعد، وبدأ يرسمان طريقهما سويًا بدون غش أو خداع.
وعود كذابة
كان يوعدها دائمًا بأنه يقف بجانبها حتى ظنت ان هذه الزيجة ستعوضها عن الفشل والمصاعب التي كانت تقع فيها، وتستكمل حديثها بكل حزن وألم كأنه حلم قصير جدًا استغرق دقائق وبعدها استيقظت على كابوس من الإهانة والضرب المبرح حتى اتهمها الناس بأنها فاشلة في حياتها الزوجية.
وانهمرت الزوجة امام المحكمة بالبكاء والدموع تتساقط بغزارة شديدة، وتحكي بأنها كانت تعشقه لكنه لم يكن هو الشخص المناسب، ويوميًا تحدث بينهم مشادات كلامية حتى وصلا إلى طريق مسدود، وعندما طالب منها القاضي أن تأتي بـ المستندات الخاصة بمصاريف ولادتها بالمستشفى، وبعض الأوراق الخاصة بقضية الخلع.
الحكم عادها للحياة من جديد
اتجهت إليه ويداها ترتعشان وتتقدم خطوة وكأنها تحمل على ظهرها كمًا من الصخور التي تُثقل خطوتها من كثرة الضرب المبرح من الذئب كانت تصبح عليه يوميًا من زوجها، وعادت إلى مكانها بنفس تلك الخطوات الثقيلة البطيئة التي ذهبت بها.
وجاء حكم القاضي في صالحها، عندما تأكد من الأوراق التي قدمتها، بالإضافة إلى تأكده جميع الكلمات التي أدلت بها أمام المحكمة.