كتبت – سماح عثمان
“الحبيب للهجر مايل، والفؤاد ميال إليه، من جفاه الدمع سايل، يا ناس قولولي أنا أعمل إيه يفوتني ويصاحب العواذل، هو جرى فى الدنيا إيه”، هذه كلمات أغنية لفنان الشعب سيد درويش الذي حفر اسمه في فلكلور الفن المصري، وأصبحت كلمات هذه الأغنية حاليا تعبر عن حال منزله بالأسكندرية التى طاله الإهمال وعفا عليه الزمن ،السيد درويش البحر هو مجدد الموسيقى وباعث النهضة الموسيقية في مصر والوطن العربي، ولد في الإسكندرية في 17 مارس 1892 وتوفي في 10 سبتمبر 1923. بدأ ينشد مع أصدقائه ألحان الشيخ سلامة حجازي والشيخ حسن الأزهري،
في عام 1917 انتقل سيد درويش إلى القاهرة، ومنذ ذلك سطع نجمه وصار إنتاجه غزيرا، فقام بالتلحين لكافة الفرق المسرحية في عماد الدين أمثال فرقة نجيب الريحاني، جورج أبيض وعلي الكسار، حتى قامت ثورة 1919 فغنى قوم يا مصري، أدخل سيد درويش في الموسيقى للمرة الأولى في مصر الغناء البوليفوني في أوبريت العشرة الطيبة وأوبريت شهرزاد والبروكة، جدد الروح في الطابع الأصيل للمزاج المصري وما زال النشيد الوطني المصري بلادي بلادي الذي لحنه في مطلع القرن 20 هو النشيد القومي لمصر اليوم والمصريون يفتخرون بذلك.
“أوان مصر” كانت في زيارة لمنزل فنان الشعب بالأسكندرية وتحديدا لمنطقة كوم الدكة، تحدث لنا أحد سكان المنطقة والذي يصف نفسه بأنه من أقدم قاطني كوم الدكة ويعرف كل شبر بها، “علام العجلاتي” رجل أربعيني متعاون مع كل غريب يدخل المنطقة لينهض من مكانه ليساعده روى لنا قصة المنزل المهجور فقال” ولد سيد درويش في هذا المنزل وكبر وتزوج وأنجب ابنه محمد البحر، ومن هذا البيت البسيط أيضا كانت بداية مشواره الفني وكان يعزف بالعود في قهوة ملاصقة للمنزل أصبحت الآن صالون حلاقة وورشة لتصليح السيارات.
وأضاف علام، انتقل سيد مع شقيقه لمنزل آخر في نفس المنطقة وعاش به بقية عمره، ولكن قام الورثة ببيع المنزل وقام المالك الجديد بهدمه وبناء منزل جديد، وعاش نجله في منطقة تسمى “الخمس فوانيس” بكوم الدكة.
وأشار،المنزل كان مكوناً من طابق واحد يضم 3 غرف، وإنه حصل على قرار هدم من الحى، ليتمكن من طرد بلطجى استولى على المنزل بالقوة، مضيفاً: «كل عام يُنظم احتفال فى كوم الدكة لإحياء تراث سيد درويش فى ذكرى وفاته، 10 سبتمبر، يحضره حفيده إيمان البحر درويش، وعدد من الشخصيات والمسئولين، لكن دون التطرق لأى شىء يتعلق بترميم البيت أو هدمه أو تحويله لمزار سياحى أو متحف، وكثيرون من أهل الفن لعبوا دور الوسيط لحث وزارة الثقافة على شراء المنزل، لكن لم يسفر الأمر عن أى اتفاق».