شن التيار الوطني الحر في لبنان (الفريق السياسي لرئيس الجمهورية ميشال عون)، هجوما جديدا على رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، متهما إياه بالامتناع عن أي تشاور لتشكيل الحكومة الجديدة ورفض تحركات يقوم بها المعنيون على نحو يجعله يتحمل المسئولية عن تعميق الأزمة الحكومية القائمة.
وذكر بيان صادر عن المجلس السياسي في التيار الوطني الحر برئاسة النائب جبران باسيل – في ختام اجتماعه المنعقد اليوم السبت – أن الحريري يريد التزاما مسبقا بمنح الثقة للحكومة ممن يرفض التشاور والتعاون معهم، قبل تشكيلها ومعرفة تفاصيل تأليفها وبرنامجها، وأنه يعمل على “تغييب كامل للمكون المسيحي عن السلطة التنفيذية”، على حد تعبيرهم.
وأضاف التيار الوطني الحر أن “هذا الأمر فيه تخط لكل الحدود المقبولة، ويتخطى مسئولية عدم تشكيل الحكومة إلى ضرب الميثاق الوطني وإسقاط الدستور وترك البلاد من دون أي صمام أمان”.
ويشهد لبنان فراغا حكوميا ممتدا منذ أن تقدمت حكومة الدكتور حسان دياب باستقالتها في 10 أغسطس الماضي على وقع تداعيات الانفجار المدمر الذي وقع في ميناء بيروت البحري.. فيما كان الحريري قد قدّم في 9 ديسمبر الماضي للرئيس اللبناني ميشال عون تشكيلة حكومية كاملة تضم 18 وزيرا، قال “إنهم جميعا من أصحاب الاختصاص والكفاءة وبعيدين عن أي انتماء حزبي، بما يجعلها قادرة على انتشال البلاد من الأزمات والفوضى والمضي قدما في مسار الإصلاحات على نحو من شأنه أن يجعل المجتمع الدولي يعاود دعم لبنان”.
وتسود العلاقة بين عون والحريري حالة من التوتر، حيث يعتبر الرئيس اللبناني ومعه التيار الوطني الحر أن الحريري يريد أن يستأثر بعملية التأليف الحكومي، لا سيما فيما يتعلق بتسمية الوزراء المسيحيين دون التشاور سويا، في حين يؤكد رئيس الوزراء المكلف أن التشكيلة الحكومية تضم 4 وزراء رشحهم عون بصورة مباشرة إلى جانب وزير خامس مقرب بشكل كبير من رئيس البلاد، مشددا على رفضه تولي أسماء لها انتماء سياسي وحزبي أي حقيبة وزارية، باعتبار أن هذه التجربة كانت سببا رئيسيا في تعطيل العمل داخل كافة الحكومات طيلة السنوات السابقة.
اقرأ ايضا:
تحركات شعبية في مناطق لبنانية متعددة احتجاجا على انهيار العملة وتدهور الوضع المعيشي