“قراراتنا دائمًا هادئة” لخص البابا تواضروس، بابا الإسكندرية وبطريرك الكنسية المرقسية أزمة المفاوضات في سد النهضة بكلمات حاسمة تعكس مجهود القيادة السياسية المصرية في حل تلك الأزمة حيث علق قائلا: “مصر تعالج تلك القضية معالجة حكيمة وهادئة، وذلك لأنه مهما حدث من خلاف مع إثيوبيا فنحن دولتان إفريقيتان ويربطنا نهر النيل، والقيادة السياسية المصرية تعالج الأمر بحكمة وبطول أناة وأنا أثق أن الأمور ستكون بخير”.
البابا تواضروس عن أزمة سد النهضة: مهما حدث من خلاف مع إثيوبيا فنحن إخوا
وفي حوار البابا تواضروس استرسل في شرح علاقة الكنيسة المصرية بالكنيسة الإثيوبية، موضحاً أن الكنيسة الإثيوبية حتى عام 1959 أي من حوالي 62 سنة، كانت كنيسة تابعة للكنيسة المصرية وكنا نطلق عليها الكنيسة الابنة للكنيسة الأم أي المصرية، وكنا نرسل مطرانًا ليكون مسؤولا عن الكنيسة، وهذا الأمر كان منذ بداية القرن الرابع الميلادي حتى القرن الـ20، لذلك في إثيوبيا يقولون القديس مارمرقس أبونا والإسكندرية أمنا، وحينما زرتهم في 2015 خرجت جموع كثيرة تهتف بهذه الجملة.
وفي عام 1959 أصبحت كنيسة مستقلة وتحولت من الكنيسة ابنة إلى كنيسة أخت، لها مجمع مقدس وبطريرك، وأصبح الحال يسير بشكل جيد حتى عام 1974، حينها تحولت إثيوبيا لحكم شيوعي بقيادة شخص يدعى منجستو هيلا مريام مريام، وقتلوا الإمبراطور هيلا سيلاسي في مكتبه، كما قتلوا البطريرك وعينوا آخر تابعًا لهم لم نعترف به في الكنيسة القبطية، وباتت البلاد تحت الحكم الشيوعي منذ 74 حتى بداية التسعينيات، ومع تعاقب الحكومات على البلاد التي تتكون من قبليات عديدة، ضعف الدور السياسي للكنيسة هناك.
من هو قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية
نشأ قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية في أسرة مصرية عادية مع والدى ووالدتي ولدي شقيقتان أصغر سنًا مني، تعلم في المدارس الحكومية بين سوهاج ودمنهور، والتحق بكلية الصيدلة جامعة الإسكندرية وتخرجت فيها عام 1975.
ويقول “قداسة البابا تواضروس” كنت أحب كليتي وعلم الصيدلة، وأجريت دراسات عُليا في الهندسة الصيدلية أو الهندسة الصناعية بالجامعة نفسها، ومنحتني وزارة الصحة منحة تسمي البعثة الداخلية لأذهب إلى وزارة التعليم العالي لإجراء دراسات عليا أخرى، وحصلت على الدراسات العليا في عام 1979 وكنت الأول على دفعتي، وجاءت لي الفرصة لدراسة زمالة هيئة الصحة العالمية عام 1985 في تخصص مراقبة وتأكيد الجودة في صناعة الأدوية، بإحدى جامعات إنجلترا وفي عام 1986 ذهبت طالبًا الرهبنة بدير الأنبا بيشوي.
ويضيف “البابا تواضروس” وحينما ذهبت إلى الدير كانت رغبتي المكوث بداخله وليس الخروج منه أبدًا، ولكن بعد مرور 4 سنوات بالدير رُسمت كاهنًا بالدير ثم خرجت لمساعدة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة في خدمة الشباب، واستمريت في الخدمة لمدة 7 سنوات، ثم رُسمت أسقفًا عامًا في المكان نفسه لخدمة الشباب أيضًا مع إضافات أخرى في الخدمة، وكنت طوال هذه المدة في منطقة كينج مريوط بغرب الإسكندرية واستمررت بها لمدة 15 عامًا ثم تم اختياري للبطريركية.
البابا تواضروس: اختيار البطريرك “لا تتدخل فيه يد إنسان فهو اختيار إلهى”
“لا تتدخل فيه يد إنسان فهو اختيار إلهى” هكذا علق “بابا الإسكندرية” علي توليه “بطريرك الكرازة المرقسية” قائلا أنه تم ترشيح 17 شخصًا للكرسي البابوي، لم يرشح أحد منهم نفسه وإنما رشحهم آخرون، أنا مثلا رشحني 6 آباء، ثم تم تصفيتهم ليصبحوا 5 ثم تم انتخاب 3 منهم، ثم انتقلنا إلى مرحلة القرعة الهيكلية والتي جاءت بي بطريركًا، ونحن نعتبر أن تلك المسؤولية تكليف وليس تشريفًا.
وفقا.. لـ القاهرة ٢٤