ما بين أسباب نفسية وأخرى مالية أقدم أشخاص كثر خلال الفترة الماضية على الانتحار تاركين خلفهم حزنا شديد لذويهم من وجع فراقهم .. ” أوان مصر” رصدت عدد من حالات الانتحار حالة الفترة الماضية وهاتفت خبراء نفسيين وأمن للوقوف على أسباب الانتحار وطرق معالجته قبل حدوثه.
ففي سوهاج أقدمت فتاة في العقد الثاني من عمرها بمركز المنشأة ، على الانتحار،وكشفت التحقيقات أنها صنعت لنفسها مشنقة في سيخ حديدي بمنور سلم المنزل، وشنقت نفسها لمرورها بحالة نفسية سيئة.
كما عثر أهالى قرية شبرا يس، التابعة لمركز كفر الزيات، بمحافظة الغربية، على جثة تلميذة في الصف الثالث الإعدادي، مشنوقة داخل غرفتها، وتم التحفظ على الجثة ونقلها إلى مشرحة مستشفى المنشاوي العام، لتشريحها، وبيان سبب الوفاة .
كما دلت تحريات رجال المباحث بمديرية أمن الجيزة، فى واقعة العثور على 3 جثث من أسرة واحدة، مقتولين داخل عقار بمنطقة حدائق الأهرام، أن الأب وراء قتل زوجته وأبنته قبل انتحاره بالقاء نفسه من منور العقار.
وأضافت التحريات الأولية، أن رب الأسرة (الأب) كان عليه ديون بلغت 20 مليون جنيه ويستحق الدفع أحد أقساط تلك الأموال ، إلا أنه فشل فى التصرف فى المبلغ وخوفا على أسرته أقدم على خنق الزوجة حتى تأكد من وفاتها ثم القى بابنتهما الرضيعة 8 شهور من منور الشقة القاطنة فى الطابق الخامس، ثم انتحر بالقاء نفسه من ذات الطابق.
المترو وسبلة انتحار
لفظ شاب في العقد الثاني من عمره أنفاسه الأخيرة بعدما ألقى نفسه أمام مترو الخط الثالث (العتبة – عدلي منصور) بمحطة أرض المعارض، حيث فوجئ قائد أحد القطارات بشاب يلقي نفسه في منطقة النفق بعد التسلل إليها ما بين محطتي الاستاد وأرض المعارض بأمتار قليلة، وتم استدعاء الخدمات الأمنية ونقله إلى المستشفى جثة هامدة، وتم التحفظ على كاميرات المراقبة واتخاذ جميع الإجراءات القانونية.
داخل شقته السكنية الكائنة بشارع العشرين في منطقة فيصل بنطاق قسم شرطة بولاق الدكرور، صنع “ي” لنفسه مشنقة من سلك كهرباء وعلقه في مروحة غرفته الخاصة وصعد أعلى كرسي كان بالغرفة وأقدم على الانتحار وأوضح شقيق المتوفي خلال التحقيق معه من قبل الجهات الأمنية، أن المتوفي يعاني من أزمة نفسية سيئة؛ بسبب تعدد فشل علاقاته العاطفية وعدم قدرته على الزواج.
ومن جابنها قالت الدكتورة هدى زكريا أستاذ علم الاجتماع السياسي والعسكري، إن ظاهرة الانتحار لفتت مؤسس علم الاجتماع، ودرس بشكل عميق أن الانتحار يمارسه الملحدون أكثر من المؤمنين، والعازبون أكثر من المتزوجين الذين لديهم الشعور بالمسؤولية الأبعد عن الانتحار.
وأضافت أستاذ علم الاجتماع أن الانتحار هو “اليأس من الحياة”، موضحة أن الشباب في الوقت الحالي ليس لديهم القدرة على مواجهة المشاكل، فهم يعيشون حالة من هشاشة القرارات والإيقاع السريع المرتبط بنمط الحياة، لافتة إلى أن الخطاب الديني ضعيف جدا في فتح أبواب الأمل، ومازال يقوم على الترهيب والتخويف من الآخرة.
مواقع التواصل
وأكدت أن المجتمع بدأ يلقي اللوم عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي على من لم يصنع شيئا في حياته، وذكرت أن الأجيال الماضية كانت تستند على بعضها البعض بخلاف الآن، فضلا عن أن اختفاء الدعم الاجتماعي للشخص المصاب باليأس ساهم بشكل كبير في ازدياد الظاهرة.
فيما قال الخبير الأمني اللواء فاروق المقرحي مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن هناك زيادة في معدل وقائع الانتحار بالشارع المصري؛ بسبب انتشار البطالة والفقر وكثرة مشاكل الأسرة وإهمال الأبوين لأبنائهما في فترة المراهقة، وعدم تقديم التوعية الفكرية السليمة في كيفية التعامل مع المواقف وتلقي الصدمات مشيرًا إلى أن الهروب من الوضع الاقتصادي هو القاسم المشترك في أغلب حوادث انتحار الشباب الأخير.
وقدم عدد من استشاريي الطب النفسي، نصائح للتعامل مع الشخص المكتئب، ومنها
1- إدراك وضع المكتئب، ولا تكن عامل ضغط عليه
2- المكتئب يضخم الأمور ويجعل منها سببًا لحزنه، فلابد من أن يبحث عن أخطائه وتصرفاته المباشرة
وغير المباشرة التي أدت إلى زيادة شعوره بالاكتئاب لمعالجتها
3- لإنصات للمكتئب حتى وإن كان الكلام تافها بالنسبة لك، فعليك تَفَهُم نفسيته ولا تمل من سلبية حديثه
4 – ممارسة الرياضة من أهم مضادات الاكتئاب
5- اشباع المكتئب عاطفيًا بالمدح والغزل وكلمات الإعجاب والإطراء، وفي حالة الأزواج، فإن العلاقة الجنسية من أهم وسائل علاج الاكتئاب