«الإهمال الطبي»، جريمة تتجدد يوميًا، ويعيشها المرضى في كل ساعة يعانون فيها من الوجع مسلسل حلقاته لا تنتهي بل تمدد لأجزاء، سواء داخل المستشفيات الحكومية أو الخاصة، ويكون الخاسر الوحيد هو المريض وأسرته ماديًا ومعنويًا، وتتسابق المستشفيات في الإهمال الطبي المتعمد.
إنتزعت الرحمة والإنسانية من قلوب الأطباء عديمي المهنية، لا يخافون يوم اللقاء، ولا يهابون قانون، أصبحت الأزمة لا تقتصر على طبيب بـ عينه بل على منظومة الصحة كاملة لما نراه يوميًا من الإهمال الطبي والفساد المستمر في المستشفيات، ينهون حياة الشباب بلا رحمة، وحياة الكبار بلا إنسانية.
«إبراهيم محمد الشبراوي»، ابن مركز المنصورة بـ محافظة الدقهلية كان يعمل بـ المقاولات هو وشقيقه بمنطقة البساتين، وأثناء عمله كان يجري مُسرعًا للركوب “اللودر”، ولكنه اصطدم بالأرض ودهسه “اللودر” أخذه اخيه الأكبر على مستشفى القصر العيني، استغرقوا في التحاليل يومًا كاملًا لحين دخوله غرفة العمليات وتم قبول الحالة بعد 6 ساعات وكانوا حينها في طوارئ الإستقبال الجديد الطابق الرابع عنبر 4، لحين ما جاء الدكتور الجراح اخرج له أوراق لحجزه بالطابق السادس عظام، واستغرق 4 ساعات في قسم العظام لكي تتم قبولها من القسم.
الإهمال الطبي
ويحكي اخيه الأكبر لـ «أوان مصر»، وهو في حالة حزن شديد على أخيه الأصغر الذي ضاع عمره بسبب الإهمال الطبي، أنه دخل غرفة العناية المركزة بعد معاناة كبيرة من قِبل الأطباء، ولم يأخذ العلاج إلا اليوم التالي من دخوله العناية المركزة، واطمئن قلب أخيه ولكن كانت الصدمة عندما آتى طبيب المسالك “م”، ووجه لأخيه الأكبر كلمات كادت أن تصعقه: “اتعلم تغير عشان أنت بعد كدة إللي هتغير لأخوك”.
وأضاف بكل حزن وأسى جلسنا في المستشفى ثلاثة أيام لا ينظر إلينا طبيب ونحن في حيرة لا ندري ماذا يجري أمامنا، وبعدها جاء إلى أخي «فيروس كورونا»، ونحن في داخل المستشفى، وحدث شئ من الأطباء لا يستطيع العقل استوعابه قاموا بطرد الحالة من المستشفى يطالبون بعلاجه بالخارج، انتزعت منهم الرحمة والمريض لا حول له ولا قوة، ولكن تعنت أخيه الأكبر بسبب ما حدث من الأطباء حينها تركوه في المستشفى.
القسطرة إنفجرت والأطباء لا يُبالون
وقال “السيد”، شقيق المريض الأكبر، أن القسطرة بعد يوم بدأت تُنزل بُراز في داخلها، وحينما سائل الطبيب، تعجب الطبيب من سؤاله ووصفه بالجهل وأنه لا يعلم شيئاً عن حالة شقيقه، وعندما توجه شقيق الحالة لطبيبة في المستشفى ليتأكد وعندما رأت الطبيبة القسطرة، أكدت بالفعل أن القسطرة بها بُراز، وقالت له: “هبلغ الجراحة تنزلك فورًا”، بالفعل عندما حضروا بعد 5 ساعات كانت حالته تشدد من التعب.
وأكد على أنه دخل العمليات لعمل عملية جديدة، “إنتزعوا الجلد من بطنه لتحويل مسار الشرج”، وبعدها بثلاثة أيام انفجرت القسطرة، واصبح الجميع يخبروه بحالة أخيه بشكل مختلف حتى إرتابه الرعب، وعندما ينظر لشقيقه يجد أمعائه تنتقل بكل سهولة وهي خارجة عن مسارها الجديد، وعندما تحدث مع أحد الأطباء قال له :”دي حاجة سيهلة هنخيطها”، وبعدها بـ يوم قامت القسطرة بالإنفجار مرة اُخرة عندها علم الأطباء أنه الحالة مستعصية عليهم.
وأشار “السيد”: “عندما انفجرت القسطرة للمرة الثانية قاموا بإبلاغي بأن أجلب لهم أكياس دم، من الخارج لأن المستشفى لا يوجد بها أكياس دم، وبعدها بأربعة أيام دخل غُرفة العمليات، وبعد العملية بـ يومين، كل ما يرى الحالة يخرج لإخباري بأن الحالة صعبة، وعندما آتى طبيب العظام، أعطى الممرض الهاتف المحمول ليصور له الحالة خوفًا على نفسه لدخوله على المريض”.
عمليات بالجملة
وواصل: ” عندما سألت الطبيب هل أخي له عملية اُخرى؟.. رد عليا بالتأكيد لأن هناك غرغرينا بجانب الجروح ويجب إزالتها، وبعد عمل مساحات كورونا ليخرج من العزل لقسم العظام، نقلت أخي مع عامل لقسم العظام، وعندما دخل القسم لم يأتي أحد من الأطباء للنظر على الحالة، وعندما أخبرت طبيبة الجراحة أنها يجب ان تنظر للحالة، كان ردها صادم قالت أن الحالة ليست خاصة بها وأنها ليست لها أي علاقة بها”.
ويسرد: “تعنت الطبيب واصر على عدم ذكر العمليات التي أجراها أخي داخل مستشفى القصر العيني، وبعدها جاء طبيب العظام ليُخبرني بأن الحالة استقرت ويجب عليه الخروج من المستشفى ويتابع الحالة يومين في الأسبوع من المستشفى أتعجب مما قالوه كيف لي أن أفعل ذلك وأنا من المنصورة والقصر العيني في القاهرة وأنا لا استطيع دفع كل هذه المصاريف”.
أطباء بلا رحمة
ويستكمل والدموع على خديه كالنيران، وينظر لأخيه بكل حصرة وألم عاجز على أن يشفيه: “لم ينتهي أخي من العمليات بل يوجد عمليات اُخرى يجب أن يقوم بها، عُمر أخي بدأ في الضياع بسبب الإهمال الطبي المستمر، وعندما ذهبت للأطباء بأن أخذ تقرير كامل بالحالة تعنتوا الأطباء ورفضوا”.
واختتم حديثه لـ «أوان مصر»: “أنا اتمرمط بأخويا عشان يقبله بعد ما خرج من القصر العيني، ولم تقبله أي مستشفى حتى الآن، وذهبت به إلى مستشفى المنصورة، والطبيب الجراح قال لي حرفيًا: “مش هشتغل في حالة كان فيه دكتور شغال فيها قبلي”، وخلى الآمن تطردني، وتعنتوا عن قبول الحالة، أنا اتزللت للناس كلها نفسي حد يقف جنبي نفسي حد يسمع صوتي”.