شهر رمضان من أكثر الشهور المفضلة عند المسلمين فهو شهر العبادة والصوم، والتقرب أكثر من الله بالصلاة وقراءة القرآن، ولكن يتحير الكثير وخاصةً النساء الحوامل، الذي أعطى الطبيب لها أمر بإفطار في شهر رمضان الكريم، ويتساءل العديد هل الفدية تكفي أم يجب القضاء بعد الولادة.
ومن جانبه ورد سؤال من قبل دار الإفتاء المصرية، و كان مضمونه التالي: «سيدة حامل وقد أوصى الطبيب المعالج بأن تفطر في شهر رمضان؟ هل تكفي الفدية أم يجب عليها القضاء أيضًا بعد الولادة؟».
«هل الفدية تكفي لـ سيدة حامل تفطر في رمضان».. الإفتاء تجيب
وآتى جواب دار الإفتاء المصرية على هذا السؤال الذي توجه لها قائلة: «يجوز الفطر، ويلزم القضاء بعد رمضان، ولا تُجزئ الفدية عن القضاء إذا كنتِ قادرةً على الصيام بعد وضع الحمل. وقضاء رمضان لا يجب على الفور، بل يجب وجوبًا موسَّعًا في أي وقت».
ومن جانبه ورد سؤال آخر لدار الإفتاء المصرية: «أعمل طبيبًا لأمراض النساء، وأسأل: هل الكشف على المريضة في نهار رمضان مفطر؟».
وجاء رد دار الإفتاء المصرية كالتالي: «كشف طبيب النساء على المرأة المريضة في شهر رمضان لا يُفْطِر».
وقالت الدار في منشورات لها من قبل، إن الصوم يعد وسيلة للتحلي بتقوى الله عز وجل؛ لأن النفس إذا امتنعت عن بعض المباحات الضرورية -كالطعام والشراب-؛ طمعًا في مرضاة الله، وخوفًا من غضبه وعقابه؛ يسهل حينئذ عليها الامتناع عن الْمُحَرَّمات، والتحلي بتقوى الله تعالى؛ ولذا قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة:183].
كما أكدت دار الإفتاء المصرية، أن الصوم وسيلة للتحلي بالإخلاص؛ لأن الصائم يعلم أنه لا يطَّلع أحد غير الله تعالى على حقيقة صومه، وأنه إذا شاء أن يترك الصوم دون أن يشعر به أحد لفعل، فلا يمنعه عن الفِطْر إلا مراقبة الله تعالى عليه، ولا يحثه على الصوم إلا رضاء الله، والنَّفْسُ إذا تعايشت مع هذه الرؤية صارت متحلية بالإخلاص، ويشير إلى هذا المعنى الحديث القدسي: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ، إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي، وَأَنَا أَجْزِى بِهِ».