بعد أن راعته حتى يشتد عوده ، وليكون لها في يوم من الأيام سندًا يحميها من الهرم والكبر، لكن قلبه أصبح كالحجارة أو أشد قسوة، أي قلبٌ هذا الذي يسمح لصاحبه بالتعدِ ضربًا وطردًا لوالدته ، التي لطالما كان يصرخ عندما كان صغيرًا ، كانت تقف له الأم على قدمًا وساق تُلبي حاجته ، وتطمئنه ليهدء من ثم ينم آمنًا مطمئنًا.
كأي أم انتظرت أن يكبُر ولدها ، ليمد لها يد العون والمساعدة ، ليرد لها جزءً لا يتجزء من العطاء التي لم تبخل عليه به يومًا ما ، كأي أم وضعت مولودها ، تباهت به بين أقاربها ، تفاخرت وقالت يوما ما سيصبح أبني سندي جداري الذي لا يميل ولا يُهدم ، سيكون اليد التي سوف تطعمني عندما ترتجف يداي ، سيأخذني لنعبر الطريق عندما اتعثر المرور ، لن ينظر إلي بابتسامة ساخرة عندما يقع الطعام على ثيابي من ضعف يداي ، تصورت الأم ان فلذة كبدها سيكون لها مأوى عندما تدنوا ساعتها من الرحيل ، لكنها لم تدرِ الأم المسكينة ، أن أبنها يكون هو الجدار الذي سوف ينهدم فوق رأسها.
الواقعة:
حيث تمكنت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الفيوم ، في كشف ملابسات مقطع فيديو تم تداوله على موقع التواصل الإجتماعي “فيسبوك” يتضمن التعدي على سيدة مسنة من قبل نجلها وطردها من المنزل.
وتداول عدد من رواد موقع التواصل الإجتماعي “فيسبوك”، فيديو متضمناً إستغاثة لسيدة مسنة لقيام نجلها بالتعدى عليها بالضرب وطردها من مسكنها.
التحريات الأمنية
شكلت مديرية أمن الفيوم لجنة فحص وتحري ، وبإجراء التحريات وجمع المعلومات أمكن تحديد هوية السيدة (ربة منزل– مقيمة بمحافظة الفيوم)، وبسؤالها قررت تضررها من نجلها (عامل – مقيم بذات الناحية)، لقيامه بطردها من مسكنها والتعدى عليها بالضرب لرفضها إعطائه مبالغ مالية.
ضبط المتهم:
بعد جهود التحريات تمكنت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الفيوم ، من ضبط المذكور ، وبمواجهته أقر بارتكابه للواقعة على النحو المشار إليه ، لذات السبب ، وقد لاقت الاستجابة الأمنية السريعة لاستغاثة السيدة المسنة استحسان أهليتها والمقيمين بالمنطق.
تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة وتحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.