ناقشت الدورة الدولية الأولى للموفدين التي يشارك فيها 30 إمامًا وخطيبًا من موفدي الأوقاف وغيرهم من أئمة الدول المشاركة وهي: (تنزانيا – البرازيل – أمريكا – كازاخستان) عبر برنامج (zoom) ، كتاب (قواعد الفقه الكلية) وأهم القضايا التي يواجهها الموفدون في مساجدهم ومراكزهم الإسلامية بالخارج .
وأوضح الدكتور هاني تمام أستاذ الفقه المساعد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر ـ خلال محاضرته في أولى فعاليات الدورة – الفارق بين القاعدة الفقهية والضابط الفقهي، لافتا إلى أن القاعدة هي: أمر كلي يدخل معك في كل أو أغلب أبواب الفقه مثل قاعدة : الأمور بمقاصدها ، وهي تتعلق بالنية، وتوضح أن النية تدخل في كل أبواب الفقه من حيث الصحة والفساد والثواب والعقاب، فمثلا عند الصلاة لابد من وجود النية لقبول الصلاة وعدمه.
وأضاف قائلا : أما الضابط الفقهي: فهو أمر جزئي أو كلي يدخل معك في باب واحد فقط من أبواب الفقه مثل قولك 🙁 الماء طاهر لا ينجسه شيء إلا إذا تغير لونه أو طعمه أو ريحه) وكذلك العبرة في صلاة الجماعة بتكثير الجماعة، وفي جانب المعاملات: كل ما جاز الانتفاع به جاز بيعه وما لا فلا .
وشرح تمام، قاعدة (الأمور بمقاصدها) والمعنى : حكم الأمور بمقاصدها ، موضحًا أهمية علم الدلالة : وهو كل لفظ يفهم منه معنى، مبينا أنه عصب علم أصول الفقه وهو على نحو 20 دلالة إجمالا و 80 تفصيلا، ويجب على المشتغل بعلم أصول الفقه أن يتقن معرفة هذه الدلالات ، ومن هذه الدلالات العام والخاص والمحكم والمفصل وغيرها ، ودلالة الاقتضاء : وهي تقدير ما يصح ويستقيم به الكلام، فمثلا قول النبي صلى الله عليه وسلم :”رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه” والتقدير: إثم الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ، ومنه قول الرسول صلى الله عليه وسلم :”إنما الأعمال بالنيات” والمعنى : إنما حكم الأعمال بالنيات، فالنية هي أعظم ما يمتلكه الإنسان وهي قصد الشيء مقترنا بفعله، وأحكام النية عشرة أحكام عند الفقهاء.
وقال تمام ، إن النية تختلف في عبادة عن عبادة أخرى من حيث تصحيح العبادة وقبولها، وقد تكلم بعض العلماء عن عبادة الوقت في الصوم والصلاة، فقالوا: الوقت وقتان: وقت ظرف (موسع) ووقت معيار (مضيق) ، وقت الظرف هو وقت الصلاة وهو ما يسع العبادة وغيرها ولابد في النية في هذا الوقت من التحديد والتعيين ، ووقت المعيار وهو ما لا يسع إلا المؤدى فقط كما في وقت الصوم كصيام فرض شهر رمضان فيكتفى فيه صيام رمضان.
وأشار تمام في محاضرته إلى أن وقت النية : يكون قبل البدء في الفعل كما في الصلاة ، وأما في الصيام فيجوز أن يكون قبل البدء وعند البدء وفي أثناء الفعل، وفي الزكاة تكون قبل البدء في الفعل ويجوز أن تكون بعد العزل أي عزل مال الزكاة عن أصل مال الشخص ، لافتا إلى أن من فوائد النية : أنها تميز العادة عن العبادة وهي تميز العبادات بعضها عن بعض فتميز صلاة الظهر عن صلاة العصر وكذلك يستطيع الإنسان أن يحول أي عادة إلى عبادة بنيته.
موضوعات متعلقة
عاجل.. تحرك سريع من وزارة الأوقاف لإزالة التعدي على زاوية التوحيد بالفيوم