كتبت – شيذان عامر
تؤكد مصادر عسكرية تابعة لقوات الانتقالي إنها تصدت لهجوم شنته القوات الحكومية ، ومصادر طبية تؤكد سقوط عشرات القتلى والجرحى من الجانبين في مواجهات تعتبرها الأعنف منذ أشهر.
فالاشتباكات العنيفة استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والدبابات ومدافع الهاون الكاتيوشا.
ليتهم الناطق الرسمي باسم القوات الجنوبية محمد النقيب القوات الحكومية “بخرق اتفاق وقف إطلاق النار” الموقع في الرياض لكن لماذا وصلنا لهذه النقطة.
لكن كيف وصل الأمر إلى هذه النقطة؟
يبدأ الأمر عندما فشل الانتقال السياسي الذي كان من المتوقع أن يحدث عقب قيام الانتفاضة التي أجبرت، علي عبد الله صالح، بتسليم السلطة لنائبه هادي عبدربه في نوفمبر 2011.
لكن حركة الحوثيين، استغلت ضعف الرئيس هادي وخاضت غمار تمردات عدة للسيطرة على مناطقهم في شمال البلاد في محافظة صعدة والمناطق المجاورة لها.
إلى أن عزز الحوثيون وجودهم المسلح في العاصمة اليمنية وحاصروا القصر الرئاسي والمناطق الحيوية، ووضعوا الرئيس هادي ووزارته قيد الإقامة الجبرية.
لكن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تمكن من الفرار إلى مدينة عدن جنوب البلاد ومن ثم إلى خارج البلاد
إلى أن شنت المملكة العربية السعودية وثمان دول أخرى حملة جوية لإعادة حكومة هادي إلى حكم البلاد لخوفها من بروز جماعة الحوثيين التي يُعتقد أنها مدعومة عسكريا من إيران.
وبعد أن دخلت قوات التحالف نجحت في طرد الحوثيين وحلفائهم من أغلب المناطق في الجنوب على مدار شهرين وعاد عبد ربه منصور هادي وحكومته من المنفى، وأسسوا مقرا مؤقتا لهم في المدينة.
إلا أن الحرب لازالت قائمة وبشكل رئيسي بين الحوثيين المدعومين من إيران، والحكومة اليمنية بالتعاون مع قوات التحالف العربي بقيادة السعودية، فمنذ سيطر الحوثيون على مناطق واسعة قبل نحو ست سنوات لا تزال غالبيتها في أيديهم وبينها العاصمة صنعاء.
لكن ثمة خلافات عميقة في المعسكر المعادي للحوثيين فالقوات التي يفترض أنّها موالية للحكومة في الجنوب حيث تتمرّكز سلطة حكومة هادي، هماك فصائل مؤيدة للانفصال عن الشمال بقيادة “المجلس الانتقالي الجنوبي”. والتي كانت دولة مستقلة قبل الوحدة سنة 1990.
وكان المجلس الانتقالي أعلن في أبريل عن “الإدارة الذاتية” في الجنوب بعدما هاجم القوات الحكومية في تعثّر لاتفاق تقاسم للسلطة تم توقيعه مع الحكومة السعودية ومنذ ذلك الوقت وتشهد اليمن اشتباكات عنيفة استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة وسلاح الدبابات ومدافع الهاون الكاتيوشا ووقع بسببها عشرات القتلى والجرحى وكأن اليمن لم يكتفي بما لدية من صراعات بين الحوثيين المدعومين من إيران والحكومة اليمنية بدعم التحالف العربي وأمريكا وأعتلال جسد اليمن بما أصابة من أوبئة لتأتي المحاولات المسلحة من المجلس الانتقالي الجنوبي للانفصال.
وبهذا الصدد عقب الدكتور إكرام بدر الدين رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة القاهرة في تصريح خاص ل أوان مصر قائلا “إن السلم لن يتحقق باستخدام القوة فطبيعة تشكيل المجتمع اليمني والقبائل لا تساعد علي تحديد الحل بين كل تلك النزاعات فالقوة لن تدر إلا المزيد من الدماء “.
وأضاف “الحل السياسي والمحافظة والخوف علي وحدة الوطن هو الحل المطلوب في هذه الفترة ”
وأوضح “أن هناك محاولات لإعاقة الحل السلمي من جانب أطراف هذه الأطراف تتعدى بشكل متكرر على أي محاولة للوصول إلى ذلك”.
وتابع عز الدين قائلا ” إن المملكة العربية السعودية تتعرض لاعتداءات متكررة ليس فقط بالطائرات المسيرة والسفن بل وأيضا عمليات تهريب المخدرات والأسلحة والتهديد المستمر لحدودها “.
وحمل مسؤلية خرق اتفاق وقف اطلاق النار على إيران وأن من مصلحتها كل الاضطرابات التي تحدث حتي اليوم.
وطالب بضرورة عدم السماح بتدخل الدول الإقليمية أو الخارجية إذا أردنا حقا تحقيق يمن بلا فقر أو دم.